الطالبة رواء زيد عبد العالي
بغداد - جعفر النصراوي
لم يشكل فقدان البصر عائقاً أمام طموحها، فعوضت ذلك بـ"البصيرة الثاقبة"، وتمكنت من التفوق في دراستها لتحل عاشرة على العراق في الامتحان الوزاري للدراسة الإعدادية "البكالوريا" بمعدل تجاوز 95% والأمل يحدوها بأن تكمل مشوارها العلمي الجامعي إلى آخر مداه. إنها الطالبة المتفوقة رواء زيد
عبد العالي، من محافظة الديوانية، "180كم جنوب العاصمة بغداد"، التي برغم أنها تعاني من فقدان البصر منذ الولادة، إلا أنها عوضت ذلك بالإرادة والطموح لتقهر الظلام بمساعدة من الأهل والملاك التدريسي والأصدقاء.
وتقول الخريجة المتفوقة رواء زيد عبد العالي لـ"مصر اليوم" لم أسمح للظلام أن ينال من نور الإيمان داخلي، فحرصت على طلب العلم وحب الدراسة لاسيما مع الرعاية والاهتمام الذي حاطني به الأهل والمدرسات وزميلاتي الطالبات في مختلف مراحل الدراسة"، وتشير إلى أن "والداي كانا يعملان بجد لتوفير كل ما أحتاجه ليساعداني في دراستي، وأحقق التفوق فيها".
وتضيف عبد العالي، أن "الإعفاء العام كان ملازماً لي في دراستي المتوسطة، والإعدادية"، وتبين أن "المثابرة والحرص على طلب العلم ظهر جلياً في حصولي العام 2013 الحالي على الترتيب الأول على مدرستي في الفرع الأدبي، والعاشر في سلم المتفوقين العراقيين"، وتبدي المتفوقة رواء، رغبتها في "دراسة القانون لمناصرة العاجزين عن الدفاع عن حقهم في الحياة"، بحسب تعبيرها.
من جهتها تقول والدة رواء، إنها كانت "تحب الدراسة جداً منذ طفولتها"، وتضيف "كنت ووالدها ندرسها بطريقة الاستماع لفقدانها البصر منذ ولادتها، وكانت تحفظ الدروس لنكتب لها واجباتها البيتية".
وتذكر والدة رواء، أن "رواء اعتمدت خلال دراستها المتوسطة والاعدادية على الأقراص الحاسوبية المدمجة المحملة بالمواد الدراسية"، وتوضح أن "رواء تمكنت من اجتياز الامتحان الوزاري بدرجة نجاح بلغت 95 بالمئة لتحصل على المرتبة الأولى على مدرستها والعاشرة على العراق للفرع الأدبي".
إلى ذلك قال والد رواء، زيد عبد العالي،إنها "طالبة مجدة وصبورة وحادة الذكاء، الأمر الذي شجعني مع والدتها، على دعمها وتأمين ما يساعدها على تحقيق طموحها والتفوق الدراسي"، ويضيف أن "حبها للدراسة حفزني للبحث عن الطرق الحديثة التي تساعد فاقدي البصر من خلال التقنيات الصوتية والسمعية، بمعاونة منظمة البصيرة للمكفوفين في العاصمة بغداد".
ويتابع عبد العالي، أن "رواء كسبت تعاطف الجميع واحترامهم فساعدوها على مواصلة مشوارها"، معرباً عن "التقدير العالي لمعلمات رواء ومدرساتها وصديقاتها اللواتي لم يتركن مجالاً إلا وطرقوه ليكونوا عوناً لها على تحقيق طموحها".