لندن ـ كاتيا حداد
يعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في الفترة المقبلة، أن جامعات بريطانيا سوف تتجه إلى التصدي لخطر التحيز ضد الطلاب ذوي البشرة السمراء والأقليات العرقية، وذلك عن طريق إزالة أسماء المتقدمين من كل استمارات التقديم إليها، وفقًا لصحيفة "الغارديان".
وتوجد مخاوف من أن الطلاب قد يختارون أقرانهم ذوي البشرة البيضاء على أساس عرقهم وتجاهل الآخرين، وأوضح رئيس الوزراء أن نظام الاختيار سوف يشترط إتباع سياسة "اسم التعمية" ابتداء من عام 2017.
وتأتي هذه الخطوة من قبل "يوكاس" التي تعمل كهيئة مركزية للتقدم لجميع الجامعات تقريبًا، والتي أعلن عنها رئيس الوزراء لصحيفة "الغارديان" قبل اجتماع المائدة المستديرة في "داوننغ ستريت" لمناقشة التصدي للتمييز في أماكن العمل والتعليم.
ويناقش الاجتماع أيضًا خطط الحكومة لتكثيف التدابير لسد الفجوة في الأجور بين الجنسين، وأعلن رئيس الوزراء ووزير شؤون المرأة والمساواة نيكي مورغان، وكذلك وزير التعليم، خطة من ثلاث نقاط تتمثل في:
- إجبار الشركات الكبيرة على توزيع المكافآت على الموظفين الذكور والإناث وفقًا لواجباتهم لسد الفجوة في الأجور بين الجنسين.
- تحديث القانون لإجبار هيئات القطاع العام والتي توظف أكثر من 250 شخصًا للانضمام إلى القطاع الخاص والعمل التطوعي في الكشف عن فجوة الأجور بين الرجل والمرأة.
- تشجيع الشركات للقضاء على جميع المجالس الذكورية في "FTSE-350".
وأشادت "داونينغ ستريت" بتحرك "يوكاس" كخطوة مهمة في حملة جديدة أطلقها كاميرون لتوفير ما وصفه خلال خطابه في مؤتمر حزب "المحافظين" في وقت سابق من هذا الشهر بـ "المساواة الحقيقية" في مكان العمل وفي المؤسسات التعليمية، وضرب مثلًا بامرأة سوداء اضطرت إلى تغيير اسمها إلى إليزابيث لتأمين مقابلة عمل، وضكر كاميرون: "لا يمكن أن يكون هناك فرصة حقيقية دون مساواة حقيقية".
ومن المفترض أن "يوكاس" سوف تحدد المرشحين عن طريق رمز أو عدد، وذلك عندما يرسل الطلاب استمارات القبول إلى الجامعات للتقييم الأولي، وسوف يتم اختيار المرشح بناء على خلفيته التعليمية، وسوف يعرف اسمه في حال قبوله وترشيحه لعمل مقابلة لنيل مكان في الجامعة.
وأعلن رئيس الوزراء الاثنين، أن مجموعة من كبار أصحاب العمل في القطاعين العام والخاص، وافقوا على تعيين مرشحين على أساس اسم التعمية.
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة "ديلويت" ديفيد سبرول: "الاعتماد على اسم التعمية في المقابلات الخاصة بالقبول في المدارس والجامعات، سوف يساعد على منع التحيز اللاإرادي وضمان تساوي الفرص على أساس الإمكانيات، وليس العرق أو الجنس أو الماضي أو الحالة الشخصية".
وكتب كاميرون مقالًا لـ "الغارديان" يقول فيه: "من المخيب للآمال عدم حصول الطلاب على اختياراتهم الأولى للجامعات، وأن يتم الاختيار على أساس العرق أو الشكل أو الدين، لن يتم تغيير هذه المواقف ببساطة، ولكن من خلال المزيد من القوانين الأكثر ذكاء، وطرق أكثر ابتكارًا".
وأضاف كاميرون: "المسيرة إلى مجتمع المساواة لم تنته بعد، فإعلان اليوم ليس هو الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به، لكنه علامة فارقة، حتى تعلم تلك المرأة السوداء الشابة أنها سوف تحصل على فرصة عادلة عندما تتقدم بطلب الحصول على وظيفة أحلامها".