دمشق - ميس خليل
يعتبر المخبر الجامعي للتشغيل المبرمج في جامعة "البعث"، الوحيد من نوعه على مستوى سورية الذي يمكّن الطلاب من تصنيع القطع "الميكانيكية" المتنوعة، وإعادة إنتاج القطع التالفة للآلات الصناعية المستوردة على نحو مبرمج؛ يسهم في إثراء المشهد التقني المحلي، وتجاوز الآثار السلبية للحصار الاقتصادي على سورية.
ويؤمّن المخبر المنشئ في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية للطلبة الخريجين، ولطلاب الدراسات العليا في مختلف تخصصاتهم العلمية جميع مستلزمات البحث العلمي بما يشكل أرضية خصبة؛ للنهوض بكوادر علمية وطنية من أبناء وعلماء سورية الشباب.
وفي هذا الإطار أشار الدكتور سهيل حنا عميد كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكة أن مخبر التشغيل المبرمج هو أحد مخابر قسم الهندسة والتصميم في الكلية، وتم إيلاؤه مزيدًا من الاهتمام إيمانا من الجامعة وأساتذتها بأهمية العلوم التكنولوجية المتطورة باعتبار أنّ أكثر من 85 في المائة من آلات التشغيل المصنعة حاليًا، هي آلات تشغيل ذات تحكم "رقمي" وتحتاج إلى خبراء، لافتًا إلى أنّ المخبر أنتج أخيرًا نماذج أطراف صناعية ورقعة جمجمة وعظام للهيكل العظمي، إضافة إلى أمور ميكانيكية أخرى؛ تساهم في خدمة المجتمع.
من ناحيته شرح المختص بالتشغيل المبرمج من المدرسة الناظمة العليا في كاشان في فرنسا والمشرف على المخبر والدورة الدكتور المهند مكي أنّ المخبر الذي يمتد على مساحة 300 متر مربع يضم تسع آلات تدريبية وصناعية احترافية، إضافة إلى التجهيزات التدريبية والتأهيلية والإنتاجية، وقسم النمذجة السريعة والتصنيع، فضلًا عن مخرطة مبرمجة وآلة حفر بالتفريغ، ومنصات تدريبية للطلاب إلى جانب ماسح ليزري ثلاثي الأبعاد، وطابعة ثلاثية الأبعاد استخدمت فعليًا للمرة الأولى في سورية في جامعة "البعث".
ويعمل المخبر بحسب مكي على تحقيق ثلاثة محاور أساسية: أولها تدريسي وتأهيلي حيث يتم تدريس ثلاث مقررات لها علاقة بالتشغيل المبرمج لطلبة السنوات الثانية والثالثة، والثاني هو محور العمل المهني القائم على مبدأ ضرورة ربط الجامعة بالمجتمع، والتعامل مع جميع القطاعات العامة والخاصة الهادفة الى خدمة المجتمع، في حين يركز المحور الثالث على البحث العلمي، موضحًا أن المخبر يشرف حاليًا على أربع رسائل ماجستير بحثية في مجال التشغيل المبرمج والهندسة العكسية والطباعة ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى رسالة دكتوراه في مجال التشغيل المبرمج.
ولفت إلى مدى الحاجة الكبيرة لهذا التخصص العلمي باعتبار التشغيل المبرمج هو علم حديث يطال جميع المعدات والآلات الرقمية التي تعمل وفقها المصانع الحديثة، الأمر الذي حدا بالجامعة والكلية لإطلاق دورات تدريبية للمهندسين العاملين في القطاعين العام والخاص في هذا المجال الذي يمنح المشاركون في نهاية الدورة شهادة في التشغيل المبرمج.
إلى ذلك يشكل التشغيل المبرمج بأنواعه كافة كما أشار مكي قاعدة فعلية في مجال تصنيع الأطراف الاصطناعية حيث تم تصنيع أول نموذج غير وظيفي لطرف صناعي "بتر سفلي" في المخبر، كما أنّ العمل جارٍ حاليًا على تصنيع طرف صناعي وظيفي سفلي لـ"بتر فوق وأسفل الركبة" لأحد المرضى، وذلك بالتنسيق مع كلية العلوم الصحية في الجامعة.