بغداد ـ نجلاء الطائي
شهد قسم هندسة الموارد المائية في كلية الهندسة "جامعة بغداد"، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة" اشتقاق منحنيات التشغيل لسد "اليسو" للطالبة "زهراء حاكم عبد.
وجاء في ملخص البحث، أن مياه نهر دجلة القادمة من تركيا هي المصدر الأساسي لمياه هذا النهر ضمن الأراضي العراقية، والتوسع في استخدامات مياه النهر في دول الأعالي يشكل مصدر قلق للعاملين في حقل إدارة المياه في العراق.
وأرجعت الدراسة السبب إلى عدم وجود اتفاق بين البلدين حتى الآن من أجل قسمة المياه بينهما، وعليه يعد التشغيل الأمثل لنظام الموارد المائية، ولاسيما متعدد الأهداف والخزانات، من الأمور المهمة في الوقت الحاضر.
وطرحت الباحثة مقترحات من أجل الإدارة المثلى لمشاريع الموارد المائية، فقد أصبح من الضروري التكهن بالمتغيرات الهيدرولوجية لتلك المشاريع، اعتمادًا على التصاريف المرصودة لنهر دجلة عند اليسو في 49 عام مائي.
وقد وجدت الباحثة استخدام نموذج جديد للتنبؤ بعشر سلاسل من التصاريف الداخلة لخزان سد اليسو ولمدة 100 عام لكل منها.
وتطرقت الباحثة في هذا البحث إلى أسلوبين للتشغيل هما البرمجة الديناميكية وبرنامج المحاكاة، لإيجاد التشغيل الشهري الأمثل لسد اليسو "من وجهة النظر العراقية" عن طريق عمل برنامج حاسوب لإيجاد الإطلاق الشهري الأمثل والخزين الأمثل عن طريق تبني دالة هدفية لتقليل خسائر كل من الإطلاق والخزين.
ولغرض الحصول على التشغيل الأمثل، استخدمت الباحثة البيانات التاريخية لمدة 588 شهرًا والتي بدأت من تشرين الأول/أكتوبر عام 1961 إلى أيلول/سبتمبر عام 2009 إذ شكلت بيانات الإدخال لنموذج المثالية.
واستنبطت الباحثة زهراء، منحنيات مستويات الخزين الأدنى والمعدل والأعلى عند 10% و 50% و 90% من الوقت أو اكثر على التوالي، عن طريق النتائج التي تم التوصل إليها من تشغيل النموذج الأمثل، وبالاعتماد على منحنيات التشغيل تم إعداد نموذج محاكاة تشغيل المنظومة.
وأشارت الدراسة إلى أن نتائج التشغيل وكميات الإطلاق غير كافية لتلبية جميع المتطلبات المائية، مضيفة أن النسبة التي يمكن للخزان تلبيتها هي 56.4% من هذه المتطلبات.
وبينت أن أعلى إطلاق شهري هو 680 م3/ثا وأدنى إطلاق شهري هو 310 م3/ثا والحد الأقصى للعجز في تلبية الاحتياجات المائية هو 15 م3/ثا عند تشغيل الخزان، بينما عند استخدام نموذج المحاكاة فإن أعلى إطلاق شهري هو 1044 م3/ثا وأدنى إطلاق شهري هو 67 م3/ثا ولايوجد عجز في تلبية الاحتياجات المائية.
وتوصلت الباحثة إلى أن معدل الإطلاق الشهري باستخدام النموذج الأول أعلى منه باستخدام نموذج المحاكاة في أشهر تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.
وأوضحت النتائج أن المعدل السنوي الوارد عند الحدود العراقية التركية هو 637 م3/ثا ، وسينخفض هذا الوارد بعد تجهيز المتطلبات المائية التركية إلى 67.9 % وينخفض بعد تجهيز المتطلبات المائية السورية والتركية إلى 60.4 % عندما يتم تشغيل سد "اليسو" باستخدام النموذج الأول.
وأضافت الدراسة أنه عندما يتم التشغيل باستخدام نموذج محاكاة سينخفض هذا الوارد بعد تجهيز المتطلبات المائية التركية إلى 67.3 % وينخفض بعد تجهيز المتطلبات المائية السورية والتركية إلى 59.7. %.
وكشفت الدراسة أن استخدام النموذج الأول لمحطة سد "اليسو" والتي يمكن تشغيلها بنصف طاقتها التصميمية في أشهر نيسان/أبريل وآيار/مايو وحزيران/يونيو وتموز/يوليو وآب/أغسطس، بينما أقل من النصف في الأشهر المتبقية من السنة.
أما باستخدام برنامج المحاكاة تبين أن محطة سد (اليسو) يمكن تشغيلها بثلثي طاقتها التصميمية في أشهر نيسان/أبريل وآيار/مايو وحزيران/يونيو وتموز/يوليو وبنصف طاقتها أو أقل في الأشهر المتبقية من السنة.
ويعد سد "اليسو" أحد السدود الميولة التركية تحت الإنشاء على نهر دجلة بالقرب من قرية اليسو وعلى طول حدود محافظة ماردين وشرناق في تركيا .
ويعتبر واحدًا من 22 سدًا ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف إلى توليد الطاقة الهيدروليكية، والتحكم في الفيضان وتخزين المياه.
وقد اشرف على إعداد الأطروحة الدكتور أحمد عبدالصاحب محمد علي فيما رأس المناقشة الدكتور رياض زهير الزبيدي، وعضوية كل من المساعد الدكتور خالد عادل عبد الرزاق، المساعد الدكتور محمود صالح الخفاجي.