حفل تأبين للطلاب

أعلنت السلطات الفرنسية أنَّ جميع الركاب البالغ عددهم 150 راكبًا في الطائرة الألمانية قضوا إثر تحطمها في منطقة جبال الألب، وأكدت السلطات أنَّ أحدًا لم ينجُ من الحادثة، في ظل الحديث عن نجاة 16 تلميذًا ومعلمًا بسبب جواز سفر.

وأكدت مصادر ألمانية، أنَّ 16 طفلًا ومعلمًا من المدرسة نفسها من بين 150 شخصًا يعتقد بأنَّهم لقوا حتفهم على متن طائرة "جيرمان وينغز", وكانوا عائدين من رحلة تبادل طلابي دامت تسعة أيام في برشلونة عندما فقدت الطائرة في منطقة نائية من جبال الألب الفرنسية.

وأوضحت المصادر، الليلة الماضية، أنَّ أطفال المدارس كان من المرجح أن ينجوا جميعهم تقريبًا من الموت؛ لأنَّ إحداهم فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا نسيت جواز سفرها؛ لكن في تطور مأساوي، عرضت أسرتها المضيفة إحضار وثائق السفر إليها إلى المطار في برشلونة مباشرة، ما أتاح للطلاب جميعًا اللحاق بالطائرة في الوقت المناسب, وكان التلاميذ من مدرسة "جوزيف كونيغ" في ألمانيا الغربية.

وقضى الطلاب الألمان أكثر من أسبوع مع أسر الأطفال الأسبان الذين حضروا معهد "جيولا" في يناريس ديل فالس، بالقرب من برشلونة، لدراسة اللغة الإسبانية.

وفي مطار "دوسيلدورف" أمس جاء الآباء متوقعين الترحيب بأبنائهم؛ ولكنهم انهمروا في البكاء بعد سماع أنباء عن تحطم الطائرة.

وكانت هناك شائعات بأنَّ الكثير من الطلاب لم يكونوا على متن الطائرة بسبب نسيان أحدهم جواز السفر الخاص به, ولكن تبددت الآمال من قبل عمدة القرية الإسبانية مارتي بوجول, عندما كشف أن الفتاة أدركت أنها تركت جواز سفرها بعد الوصول إلى محطة القطار مع بقية رفاقها.

وتحدث بعض الطلاب الأسبان بأسف وصرحت إحداهم, آنا جارسيا، قائلة "تركت واحدة من الفتيات الألمانيات حقيبة بها جميع وثائق السفر الخاصة بها في منزل العائلة المضيفة لها, لذا لم تذهب مع بقية المجموعة، ولكن العائلة أخذتها إلى المطار، وكانت قادرة على اللحاق بالطائرة".

وأضاف تلميذ آخر يدعى إبراهيم لمحطة تلفزيون محلية، "لقد فقدت صديقة جيدة كان على متن تلك الطائرة، وكانت فتاة جميلة, ونحن نتألم من أجل ذلك هنا, ولا يمكن أن نتخيل الموقف".

ومن المتوقع أن يُنظّم حفل التأبين في كل من المدارس الألمانية والإسبانية للشباب ومعلميهم في هذا الصباح، كما أعلنت الحكومة الإسبانية ثلاثة أيام من الحداد الوطني.

وغمرت رسائل التعزية من قبل السياسيين والمشاهير, وكتب لاعب فريق كرة القدم الوطني الألماني, بينيديكت هوفيديس, على "تويتر"، "نتعاطف بشدة مع ضحايا وأسر هذا الحادث المأساوي, فأي واحد منا كان يمكن أن يجلس على متن تلك الطائرة".

وبحلول ظهر الثلاثاء, اتخذ الأقارب والأصدقاء مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للتعبير عن حزنهم لوفاة ذويهم, وصرح أسقف رور الأنبا فرانز جوزيف، قائلًا "أرسلنا العمال الرعويين في جميع أنحاء المدينة من أجل المساعدة, وهذا يعد أتعس يوم عرفناه".

وكانت "A320 ايرباص" التي تديرها شركة "جيرمان وينغز" منخفضة التكلفة مسافرة من برشلونة، في إسبانيا، إلى دوسلدورف، في ألمانيا، عندما اختفت من على شاشات الرادار, وبدأت تفقد ارتفاعها, في الوقت الذي حاول فيه اثنان من الطيارين التعامل مع حالة الطوارئ غير المعروفة على متن الطائرة.

وسقطت الطائرة على قمم معزولة مغطاة بالثلوج، وانتشرت الحطام على مدى أكثر من ميل, وبخلاف أطفال المدارس والمعلمين الألمانيين، كانت غالبية من كانوا على متن الطائرة من المواطنين الأسبان والأتراك, وكان هناك اثنان من الأطفال بين القتلى.

وأكدت مصادر في وزارة الداخلية الفرنسية، أنَّ كلا الطيارين، وأفراد الطاقم الأربعة، والـ144 راكبًا لم ينجوا.

وصرَّح متحدث باسم هيئة طيران "DGAC" بأنَّ الطائرة تحطمت بين ديجنيس لي باين وبارشيلوني, 65 ميلًا شمال مدينة ريفيرا الفرنسية, وكانت المنطقة صعبة للغاية حتى تصل إليها المركبات، ما يجعل عملية الإنقاذ في غاية الصعوبة, وكانت طائرتان مروحيتان أول من وصل إلى الساحة، كما انضم نحو 400 من عمال الطوارئ إلى الفرق المحمولة جوًا.

ونشرت صحيفة محلية أنَّ امرأة تبلغ من العمر 37 عامًا تعيش في مدينة مانشستر عادت إلى إسبانيا لحضور جنازة عمها, وأكدت مصادر مطلعة أنها قررت العودة عن طريق ألمانيا بعد عدم تمكنها من الحجز على رحلة مباشرة.

ووصف مانويل بلاسكو، كيف خدع الموت بعد أن أقنعته زوجته بعدم تغيير رحلته، لذلك تجنب السفر على متن الطائرة المنكوبة, إذ أنَّه كان سيسافر على طائرة "إيرباص A320" التي تحطمت بدلًا من السفر إلى ألمانيا الاثنين لمعرض تجاري في مدينة كولونيا.

وأعلنت "جيرمان وينغز", ذراع نقل ألمانيا الوطني "لوفتهانزا"، عمل خط ساخن للطوارئ من أجل راحة أولئك الذين ينتظرون في الوصول، وصرح لوفتهانزا في بيان, بما أن الأمة الألمانية تقيم الحداد على الموتى "أفكارنا وصلواتنا مع عائلات وأصدقاء الركاب وأفراد الطاقم".