رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد
كانبيرا ـ ريتا مهنا
تم ترشيح ، لتكون ضمن المائة شخصية الذين سوف يتم الاختيار من بينهم الشخصية الأكثر تأثيرًا على العالم خلال هذا العام.
وجاء ذلك في الاستطلاع الذي اعتادت المجلة الأميركية "تايم" أن تجريه سنويًا لاختيار شخصية العام التي تتصدر غلافها.
ويكون السؤال الذي يطرح نفسه في الأوساط السياسية الاسترالية هو ما إذا كانت السيدة الأولى الاسترالية تستحق بالفعل أن تكون ضمن قائمة المرشحين، وماذا يعني ترشيحها بالنسبة إلى الشعب الأسترالي وإلى النساء بصفة عامة، واتسع نطاق المناقشات في هذا السياق ليمتد إلى الساحة الدولية.
وتشير الناشطة النسائية الأميركية بروك ماغنانتي إلى واقعة الهجوم الشائن الذي شنته رئيسة الوزراء الأسترالية ضد زعيم المعارضة الأسترالي توني أبوت، العام الماضي، والذي اتهمته فيه بأنه عدو للمرأة ولا يعتد بها، وتصدر هذا الهجوم عناوين الصحف الدولية، كما ساهم في ازدياد حدة المناقشات بشأن الحركة النسائية ووضع المرأة في القرن الواحد والعشرين في أستراليا.
وتلفت بروك النظر إلى أن جيلارد يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها ناشطة نسائية تتسم بالصراحة والبساطة والوعي، ولا تهتم بسفاسف الأمور.
وخلال هذا الأسبوع شهدت أستراليا مناقشات بشأن مسألة كراهية النساء في إطار احتفالية (كل شيء عن المرأة)، التي بدأت مع مطلع هذا الشهر.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه الأطراف السياسية كافة بكل طاقتها استعدادًا لخوض الانتخابات الفيدرالية المقرر لها 14 أيلول/ سبتمبر المقبل، وفي ظل هذه الأجواء يدور النقاش على كل لسان عن شخصية جوليا جيلارد، وعن ما إذا كان حزبها وهو حزب "العمال" سوف ينجو من الانتخابات المقبلة.
ومما لا شك فيه أن جيلارد تتمتع بعض السمات الشخصية التي يمكن أن تحسدها عليها الراحلة مارغريت تاتشر، فقد واجهت العديد من التحديات بشأن زعامتها وخرجت منها منتصرة، وكان آخرها قبل بضعة أسابيع، هذا بالإضافة إلى سقوط اثنين من زعماء حزبها السابقين، بما يعني أن الأمور من حولها في استراليا ليست على ما يرام.
وكشفت الكاتبة الأسترالية نيكي جيميل سمة عامة في شخصية جيلارد عندما قالت إنها شخصية لا تعتذر، ولا تعرف كيف تعتذر، وهي سمة تتناقض مع ما تتطلبه شخصية رئيس الوزراء من الانحناء والتحية مثلما هو متوقع منها كامرأة في المحافل العامة. وتقول نيكي إنها تتعمد عدم التكيف مع السلوكيات النمطية المتكررة.
وفي هذا السياق تشير الكاتبة إلى المرأة الحديدية التي شعرت خلال فترة رئاستها الحكومة البريطانية بحاجتها إلى أن تبدو في مظهر بابتسامة وملابس تزيل عنها السمة الحديدية.
وبعيدًا عن سلوكيات جيلارد وصورتها التي تتمثل في كونها متسلطة ولا تعرف معنى الاعتذار ولا تمارسه - وهو ما نتوقعه من الرجال في عالم السياسية- تدور تساؤلات بشأن مدى شعبية سياساتها.
ويشير منتقدوها إلى قيامها بتغيير المزايا الخاصة بمن فقد أحد والديه، وهي التغييرات التي يتضرر منها النساء أكثر من الرجال. وفي ما يتعلق بسجلها في مجال حقوق السكان الأصليين في أستراليا فهو سجل مرعب ومروع، كما أن الكثير من منتقديها يقولون إنها نتاج مؤسسة كلها تقريبًا من الذكور.
ومع ذلك فإن أهمية جيلارد وما يدفع مجلة "تايم" لترشيحها للتنافس على لقب شخصية العام ربما لا يكمن في سياساتها وإنما في ما تمثله شخصيتها، فعندما تكون النساء عملة نادرة في الحياة العامة فإن الناس دائمًا ما تضع ضغوطها على أي منهن حتى تكون مثلاً أعلى متكاملاً يمثل الحركة النسائية بصفة عامة، والأمل كل الأمل في أستراليا ألا تكون جيلارد النموذج لما ينبغي أن تكون عليه المرأة، وما ينبغي أن تعتقده.