نعيمة الشراغي تعارض حكومة نجاد وتخشى الاعتقال بسبب تصريحاتها
طهران ـ مهدي موسوي
شنت نعيمة الشراغي حفيدة أول مرشد أعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني هجومًا على النظام الإيراني الحالي الذي وصفته بـ"المزعج"، حيث اتهمته بالانحراف عن أهداف الثورة الإسلامية، كم انتقدت الزعماء الإيرانيين بسبب فشلهم في تنمية الديموقراطية في البلاد وازدهارها.وقالت نعيمة الشراغي
في مقابلة أجرتها معها صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية أنها تخشى على نفسها من الاعتقال والسجن في إيران، وذلك نتيجة لتصريحاتها المناهضة للنظام الإيراني الحالي، وقالت أيضًا أنها ترغب في رؤية مجتمع إيراني منفتح، يسمح لأفراده بالتعبير عن أنفسهم بحرية، ولكنها في الوقت ذاته حذرت الغرب قائلة "إن العقوبات المفروضة على إيران إنما تزيد من معاناة الشعب الإيراني، وإن تأثيرها محدود على الزعماء الإيرانيين".
كما ذكرت حفيدة الخوميني أنها تشعر أن من واجبها أن تقاوم النظام المزعج الذي يفرضه آية الله خامينئي، خليفة جدها في منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، حيث ترى أن النظام الروحي الذي وضعه جدها كمرشد للحكومة الإيرانية كان يستمد شرعيته من قبول الشعب به، أما اليوم فإن هذه النظرية قد فصلت قطاعات عديدة من المجتمع الإيراني عن النظام، ما أدى إلى الانحراف عن الطريق الصحيح للثورة الإسلامية.
كما ترفض نعيمة الشراغي، مهندسة البتروكيماويات، التي سبق وأن قامت العام الماضي بدعم حملة ضد القوانين التي تفرض على المرأة ارتداء الحجاب، ترفض جهود الحكومة الرامية إلى حرمان مستخدمي الإنترنت في إيران من التواصل مع العالم، و تقول "حان الوقت كي تعود الحكومة إلى ممارسة الديموقراطية، والكف عن تحدي الأفراد والجماعات الغير حكومية. كما ينبغي أن تتوقف عن التخوف من نقل تكنولوجيا الاتصالات الجديدة، لاسيما وأن مثل هذه التكنولوجيا تسمح بالتواصل الحر على نطاق واسع، وانفتاح الأجواء والحدود الإيرانية على العالم الخارجي، بما يضمن تقدم ورخاء إيران".
كما تؤكد الشراغي أنه على الرغم من مكانتها البارزة في المجتمع الإيراني، باعتبارها حفيدة الخميني، وصورها المنتشرة وهو يحملها على حجره، إلا أنها غير محصنة من حملة القمع المفروضة على حرية التعبير على الإنترنت، وأضافت أنها لا تخشى فقط من قيام قوات الأمن بالدق على أبوابها يومًا ما، وإنما تعتقد أيضًا باحتمال اعتقالها، ومن ثم تصبح في وضع لا تختلف فيه كثيرًا عن العديد من أصحاب الفكر الحر في إيران، الذين انتهت بهم آرائهم إلى السجون. ولكنها تؤكد أن النظام سوف يواجه ردود أفعال عنيفة من جانب الشعب، جراء هذه الاعتقالات في أوساط النخبة.
هذا، و تواصل نعيمة الشراغي لعب الدور ذاته الذي لعبه جدها قبل الثورة الإسلامية في إيران، عندما تحدى حكم شاه إيران، من خلال تسجيلاته الصوتية، التي كان يبعث بها من منفاه في العراق، و تقول نعيمة أن آرائها الصريحة تحظى بقبول داخل عائلتها، كما تقول أن ثقافة أفراد العائلة دائمًا ما تحتفظ بالتوازن، بين انتمائها إلى عائلة بعينها، وبين الحفاظ على الهوية المستقلة لكل فرد فيها.
جدير بالذكر أن إيران لديها خطط متقدمة لعزل المواطنين عن شبكة الإنترنت العالمية، واستبدالها بشبكة إنترانت محلية، كما قامت كذلك بإنشاء شرطة خاصة بالإنترنت، والتي قامت باعتقال العشرات من مستخدمي الشبكة، وقد تم فصل قائد تلك الوحدة الجنرال سعيد شكريان في مطلع كانون الأول/ديسمبر، بعد التحقيقات التي جرت لمعرفة أسباب وفاة المدون الإيراني ستار بيهيشتي في سجن إيفين في طهران، بعد اعتقاله بطريقة غير مشروعة، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار نشاط الشرطة الرقابي على شبكة الإنترنت.
ورغم ذلك التضييق، تعد نعيمة الشراغي واحدة من المتحمسات لاستخدام "فيس بوك"، كما تقوم بين الحين والآخر بالمشاركة بأفكارها الداعمة للديموقراطية، كما أعربت عن انتقاداتها للزعماء الإيرانيين، وقد استطاعت أن تكون لنفسها على "فيس بوك" مجموعة من الأصدقاء، بلغ قوامها خمسة ألاف فرد، رغم أنها لا تستطيع الدخول على الموقع إلا من خلال أساليب تكنولوجية غير مشروعة، للتحايل على حائط الرقابة الناري، الذي تفرضه الحكومة الإيرانية.