ابنة القيادي في حركة "حماس" الناشطة مفاز أحمد يوسف من شاب هندي
غزة ـ محمد حبيب
أعلنت ابنة القيادي في حركة "حماس" الناشطة مفاز أحمد يوسف، خطبتها على شاب هندي، في سابقة من نوعها.
وفوجئ ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، بنشر صديقتهم الناشطة مفاز التي تعمل في مجال الصحافة وكذلك في استقبال المتضامنين القادمين إلى غزة، صورة لها وبجانبها شخص
ذو ملامح هندية، عرفته بأنه "خطيبها" وأنهما في طريقهما إلى الزواج، ورغم غرابة الحدث على الكثيرين من أصدقائها، إلا أن التهاني انهالت على صفحتها الشخصية، مع حضور لافت لأصدقائها الأجانب والهنود، فيما أعادت قصة مفاز، إلى الأذهان قصة الفتاة إيمان أبو سبينة من غزة، والتي قبلت الزواج من شاب صيني، وهما يعيشان الآن في إحدى مقاطعات الصين،.
وبدأ نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بتناول خبر خطوبة مفاز والشاب الهندي بدر خان، وسط إعجاب الكثيرين، وتعليق آخرين عليها بسخرية، حيث كتب أحد الناشطين على صفحته "رويدا .. رويدا، غزة ستصاهر جميع بلدان العالم، بدأنا بالصين والآن الهند، ونقول لليابان قادمون"، فيما علق آخر "ومالهم الهنود، هل الصينيون أحسن منهم في شيء!".
ودافعت الشابة الناشطة مفاز أحمد يوسف عن قبولها بالزواج من شاب هندي، واعتبرته صائبًا، تشرعه الديانات السماوية كافة، وليس هناك ما يحرمه، منتقدةً الآراء التي سخرت من قرارها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقالت "جمعتنا فلسطين، فمنحتنا حبها، وسنلتزم بحبنا لها، وهنا أو هناك، في الهند أو في الصين، سنعمل من أجل فلسطين إلى أن يتحقق الحلم، وما الغريب في ذلك، جمعتنا ديانتنا وأخلاقنا، فهو شاب هندي مسلم متدين، وكل أب وأم يتمنّون لبناتهم مثل هذه المواصفات، وأنا وجدتها في هذا الشخص"، مشيرة إلى أن خطيبها الهندي بدر خان سوراي (29 عامًا)، يعيش في العاصمة الهندية نيودلهي، ويكمل دراسته في مجال العلاقات الدولية في جامعة ميلا الإسلامية في العاصمة.
وبشأن طريقة تعرفها عليه، أوضحت مفاز، "بدر خان من المناصرين والناشطين من أجل القضية الفلسطينية، سواء على الصعيد المحلي في جامعته أو الهند، أو بالتضامن مع نشطاء من مختلف دول العالم، وسبق وأن نظم فعاليات كبرى في جامعته بحضور عدد كبير من الهنود، وقد وصل إلى غزة مع قافلة آسيا في العام 2010، وكنت حينها أعمل في اللجنة الحكومية لاستقبال القوافل، وكانت مهمتي التواصل مع ضيوفنا عبر الإنترنت عند عودتهم إلى بلادهم، كناشطة اهتم بقضيتي، وأرسل الأخبار والصور بشكل دائم عن غزة للتذكير بقضيتنا، وكان من بين هؤلاء بدر، وبعد فترة أصبح يفكر في الزواج مني، وتحدث إلى عمي في ذلك، الذي بدوره اقتنع بالفكرة وطلب منه أن يطلب يدي من والدي، حيث باشر ف مساءلة أصدقائه في الهند عنه، والجميع شكر أخلاقه وحفاظه على صلاته، ثم جاء إلى غزة هو وعائلته وجلسوا مع عائلتي والجميع هنا وافق عليه، وتمت إجراءات الخطوبة في التاسع من الشهر الجاري في إحدى محاكم غزة".
وبينت مفاز، أن "خطيبها سيغادر غزة بعد أيام عدة، ويفكر في العودة إليها بعد إكمال الدكتوراة للعمل بها، وأنه سيتم تنظيم حفل زفاف فلسطيني في غزة نهاية العام الجاري، ومن ثم السفر إلى الهند لعقد حفل زفاف على الطريقة الهندية"، مشيرةً إلى أنها ستعيش في الهند حتى إنهاء زوجها المستقبلي دراسته، وأنها ستكمل دراستها في الماجستير في مجال العلوم السياسية، اقتداءً بوالدها الدكتور أحمد يوسف.
وقالت الشابة الفلسطينية، إن خطيبها الهندي يتكلم اللغة العربية قليلاً، وأنهما يتواصلان معًا باللغة الإنكليزية، وأنها تشعر بسعادة كبيرة لاختياره لها، وأنه يحب غزة، وتعوّد على عادات أهلها، وجميع أنواع الأكل، وأنه طهى بنفسه الطعام الهندي لها ولعائلتها، فيما انتقدت مفاز الآراء الساخرة من خيارها، وأضافت "لا أرى في الموضوع أنه يستحق الضجة الإعلامية، فالحدث طبيعي وشقيقتي منذ 9 أشهر تزوجت من متضامن تركي، وليس المهم من أي بلد كان، بل المهم الأخلاق والدين، وقدري أن يكون شريك حياتي هنديًا، ولن أندم على خياري، لأني وجدت في هذا الشخص ما افتقده في الآخرين".
وأكد والد مفاز، القيادي في "حماس" أحمد يوسف، "لقد كان لي شرف رئاسة اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود لسنوات عدة , الأمر الذي منحني الفرصة للقاء بالكثير من الشخصيات الاعتبارية ورؤساء المؤسسات والجمعيات العربية والإسلامية ونشطاء المجتمع المدني والشباب المتحمس من أبناء الجاليات المسلمة في الغرب ومن آسيا وأفريقيا، وآخرين حطوا رحالهم متضامنين على أرض غزة وفلسطين، حيث تبادلنا الرأي والمشورة معهم، وتفهمنا العواطف التي ساقتهم بكل همّة وحماس إلى القدوم إلى غزة، والتدافع من كل فج عميق، لإظهار دعمهم ومساندتهم ووقوفهم خلف الشعب الفلسطيني المحاصر، ولقد لفت نظري حجم الحماس الذي جاء بهم إلى غزة، وجعلهم يتجشمون كل هذا التعب والسهر والمعاناة, وحتى أن يجود البعض منهم بكل ما يملك كي يصل إلى غزة, وأن يسجد لتقبيل أرضها".
وبشأن موضوع الشاب المسلم بدر خان الذي تقدم بعد زيارته إلى غزة بطلب يد ابنته مفاز، أضاف يوسف، "لقد جاء متضامنًا من مدينة دلهي، بصحبة أكثر من مائة آخرين، مع قافلة آسيا لزيارة قطاع غزة، وأخذته مسيرة الرحلة التي امتدت من الهند إلى إيران إلى تركيا ومنها إلى سورية والأردن وصولاً إلى مصر ثم الانتقال بصعوبة منها إلى غزة، رحلة لو كانت على ظهور الإبل لتقطعت أكبادها، أسبوعان من وعثاء السفر وقلة الزاد ومعاناة التعامل مع شرطة الحدود، ثم الوصول أخيرًا إلى معبر رفح وبوابة صلاح الدين، حيث تنتهي معاناة الرحلة الطويلة، فالسفر – كما يقولون – قطعة من العذاب، وتتبدد مع اللقاء وكلمات الترحيب ومشاعر التآخي والمحبة كل أشكال التعب والمشقة، وتنفرج بالراحة الأسارير، وأخيرًا يهتف الجميع، وصلنا إلى غزة، ولقد استقبلت وابنتي مع إخواني في اللجنة الحكومية لكسر الحصار مئات الوفود، الذين رافقناهم في كل خطواتهم لتفقد مواجع غزة وأحزانها، وشاهدنا بصحبتهم مظاهر الصمود والعزة في بيوت الكثيريين من أهل غزة، وجمعنا لهم احجارًا وحصى للذكرى من ركام البيوت والمؤسسات التي دمرها الاحتلال في عدوانه على غزة، وغادروها ومعهم الكثير من الهدايا والحطَّات الفلسطينية، وأخذوا من ترابها لهم وللأصدقاء في بلدانهم طلبًا للبركة والتبرك، وبعضهم قرر المصاهرة والعودة إلى غزة إذا سمحت الظروف للإقامة الدائمة بين أهلها، ومن بين هؤلاء عريسنا الهندي بدر خان، فبعد الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانون الأول/ديسمبر 2008، جاءت الكثير من الوفود الإغاثية والطبية والإعلامية لدعم صمود أهل غزة، وقد تشرفت في استقبال بعضها واستضافتهم في بيتي، حيث لم يتسنَّ للبعض منهم الوصول إلى مدينة غزة، وذلك بعد أن قطعت دبابات الجيش الإسرائيلي الطريق في منطقة نتساريم، ومنعت الوفود التضامنية من الوصول إلى المدينة، وكانت هذه الاستضافة للوفد التركي والإقامة معنا في البيت هي المدخل للتعارف والتواصل، بعد سنتين من ذلك اللقاء، تداخلت العلاقة الأسرية، ثم جاءت القسمة والنصيب، حيث تقدمت العائلة بعد أن قررت الإقامة في غزة بطلب يد ابنتي إشراق للزواج".
وأشار القيادي الحمساوي إلى أنه لم يتردد لحظة في القبول، قائلاً "في حفل عقد قران ابنتي إشراق سألني المأذون كم المهر، قلت: دينار، فاحتج البعض، قلت: إذن نحن نقبل بأي مبلغ تقدمه العائلة، فإيماننا هو أن أيسرهن مهرًا أكثرهن بركة، وجاءت العائلة بالمهر المجزي، وسجلنا موقفًا إسلاميًا كريمًا بعدم التشدد في غلاء المهر، حتى أن أحدهم سألني مازحًا: يا دكتور هل لديك بنات أخرى للزواج.؟!"، مضيفًا "في الحقيقة، إن زواج بعض من قدموا من المتضامنين المسلمين من فتيات غزة، مرجعه التقدير والاحترام العالي من ناحية، والإعجاب ببطولات الشعب العظيم من غزة العزة من ناحية أخرى، وإن التقارب والمصاهرة من بنات فلسطين، أخوات الشهداء وبنات الشهداء، هي من يجعل أبناء العرب والمسلمين يشدهم الشوق قائلين: إلى فلسطين خذوني معكم، لاشك إنه شيء من الحب والقداسة لفلسطين".