لندن ـ رانيا سجعان تتساءل مديرة المدرسة هل تريدين فك شفرة ابنتك المراهقة؟ ألا تحاولين أن تكوني صديقتها ولا تعطيها مساحة كبيرة جدًا؟ كتبت دليلاً للآباء والأمّهات بشأن كيفيّة تنشئة الفتيات في سن المراهقة، تقول "إن سنوات المراهقة مضطربة لكلّ من الآباء والبنات"، وتضيف "كوني قدوة جيّدة، وساعدي في التعامل مع نظيرتك، وتقبلي امتلاكك لتقلبات مزاجية".
وتنصح الأمّهات بتجنّب بدعة الوجبات الغذائية، وعدم الضغط على الفتيات لإنقاص وزنهن، فتقول إن الآباء والأمّهات يسعَون لإخفاء أجسامهم، ثم يقولون لهم لا بدّ أن تخجلي من نفسك".
وأصبحت تُعاني من اضطرابات في الأكل، وانخفاض احترام الذات، وصورة الجسم والترهيب، حقًا إنها حقل ألغام بالنسبة إلى الفتيات في سنّ المراهقة.
فى حين أن الآباء والأمّهات حاولوا فك شفرة سلوكهم للتخلص من الإهانات البغيظة، وقد حاولت مديرة المدرّسة تقديم مساعدة في متناول اليد مع كتيّب إرشادي عن كيفيّة الإبحار في هذه المياه الصعبة.

ويمتلئ الكتاب بالنصائح الأساسية مثل "لا تحاولي أن تكوني صديقتها"  كما حثّت الرئيس لجمعية مدارس البنات (الجي إس إيه) الدكتورة هيلين رايت الآباء والأمهات إلى ضرورة إعطاء الفتيات الفضاء لينموا، ولكنّ الكثيرين يقولون إن غرفة التملّص هي مدمّرة في حدّ ذاتها.
وقالت في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز": "إنهم في حاجة إلى الوقت والمساحة لفعل أيّ شيء لمجرّد نموّ التفكير فيه".
لكنّها أضافت أنهم في حاجة إلى حدود ليشعروا بالأمان، ليتمكنوا من اجتياز المخاطر الصغيرة.
ونشرت الدكتورة رايت، التي قضت 20 عامًا في التدريس في المملكة المتحدة قبل أن تصبح مديرة مدرسة في المدرسة الثانوية للبنات في سيدني، في أستراليا، كتابًا بعنوان "فكّ شفرة ابنتك فى القرن 21: ودليل الأم حرصًا على تنشئة الفتاة في سن المراهقة".
وتابعت أم الابنتين والولد للصحيفة قائلة "إذا قمتِ بإخفاء جسمك من ابنتك فأنتِ في الواقع تُجبرينها على أن تشعر بالخجل من نفسها".
وقالت في جلسة استماع لها "بالمثل، إذا كنت تحكم على الناس من خلال مظهرهم فإنك سوف توضّح لها أنكَ حكمتَ بشكل حاسم على مظهرها".
ووجدَت دراسة في هذا الشهر عن أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنوات العشر أنهم غير راضين عن وزنهم، ويريدون فقدان هذا الوزن.
ويوجد ما يقرب من ثلثي الفتيات في عمر 14و 15 عامًا، يرغبون في أن يكونوا أقلّ حجمًا، وهذا وفقًا لتقرير صادر عن وحدة التثقيف الصحي لمدارس "شو".
ووصف كتاب الدكتورة رايت كمجموعة من القوائم المرجعية عن ضرورة احتياج الآباء إلى معرفة كيف يقومون بمساعدة بناتهم من خلال القضايا والصداقات المحيطة، والصورة الشخصية، والجنس، والشراب، والأدوية، والضغوط الخارجية.
واتهم المعلّم صراحة الآباء الذين يسمحون للفتيات الصغيرة بوضع الماكياج وارتداء الملابس بشكل استفزازي، وطالبهم بتعليمهم الصواب من الخطأ من الآن.
وقالت من خلال عملها في "الجي سي إيه": إذا كان الوالدان لا يمكنهما رؤية أيّ شيء خاطئًا في خلع أطفالهم الملابس والسماح لهم بوضع الماكياج والكعب العالي وارتداء الملابس المثيرة المصغّرة، ثم بعد ذلك نقول إن هناك شيئًا خاطئًا في المجتمع بشكل كبير.
وأضافت أنّها دعت في وقت سابق لإلغاء الشهادة الثانوية؛ لأن الشبكات الاجتماعية قالت: إنها تسببت في جيل متوسّط من الفتيات.
وأوضحت في كتابها "إن الصور ذات الطابع الجنسي التى تُعرض في وسائل الإعلام أمر خطير للبنات الناشئة".
وقالت "إنه ينبغي على الآباء التحدّث مع بناتهم عن الصور السلبية للمرأة.