جانب من حفل الزفاف الجماعي في غزة
غزة ـ محمد حبيب
أقيم في مدينة غزة السبت حفل الزفاف لـ200 عريس تنوعوا ما بين جرحى حرب ومعاقين وفاقدي البصر وكبار السن احتفلوا على أنغام الطرب في ساحة حديقة الجندي المجهول وسط المدينة قبل أن يصل الاحتفال إلى قاعة العرس الرئيسية . وكان هذا الحفل مميزاً هذه المرة، فلم يخصص لشباب صغار
السن كما هي العادة عندما اختار المنظمون فئات تبدو "مهمشة" من حيث الإعاقة أو ارتفاع سن الزواج الحد الأدنى لعمر العريس 35 أما اكبر العرسان فقد تجاوز الرابعة والستين.
وعن اختيار هذه الفئة يقول المدير التنفيذي في جمعية التيسير للزواج، سائد أبو ندى إن عدد من الشباب بدأ يعزفون عن الزواج بسبب أحوالهم المادية الصعبة التي لا تساعدهم على الزواج مبينا أن المشروع اختار هذه المرة تزويج 200 شاب ممن تزيد أعمارهم عن الـ35 سنة يعيشون ظروفا مادية صعبة أو لم تساعدهم ظروفهم على استكمال تكاليف الزواج.
وبين أبو ندى أن الفئة التي تم اختيارها هي من فئات كبار السن وفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة التي لم تتح لهم الظروف الزواج من قبل أو قد يكونوا مطلقين .
وأشار أبو ندى أن الجمعية تستقبل الشباب إما خاطبين وإما عازيين توفر لهم شريكة الحياة المناسبة حسب المواصفات التي يرغبها المقبل على الزواج مؤكدا أن الهدف من هذه المشاريع تعزيز وجود الفلسطيني على أرضه.
فادي خضير أحد المستفيدين من المشروع أوضح أنه أجل مشروع عرسه لأكثر من عشر سوات بسبب ظروفه المادية التي منعته من الإقبال على الزواج قائلا:"البنت التي سأتزوجها إلا تحتاج لمأكل وملبس يليق بها ومسكن جيد حتى تشعر أنها انتقلت من حضن والدها إلى بيت
وبين خضير أن شهادته الجامعية لم توفر له العمل المناسب ما اضطره إلى العمل بشكل متقطع في أعمال مختلفة ويبقى شهورا أخرى عاطلا عن العمل معربا عن سعادته انه وجد شريكة حياته أخيرا.
أما الحاج أبو وليد يبلغ من العمر 55 سنة قرر الزواج أخيرا بعد أن طلق زوجته الأولى منذ خمس وثلاثين سنة قضاهم وحيدا من دون أولاد اكد أن سبب إقباله على الزواج الآن هي رغبته في إنجاب أولاد يحملون اسمه ويكملون مسيرته ويخرج من وحدته.
وقال ابو وليد:"عدت مؤخرا إلى قطاع غزة بعد أن عشت في الغربة لسنوات ولان ظروفي المادي لم تسمحي لي طوال تلك المدة من الزواج فلجأت إلى التسجيل في هذه الجمعية لتوفر لي شريكة حياتي".
أما المقعد أيمن القطاع فقد وجد في آلاء نصفه الثاني التي رضيت بأن ترتبط بشيخ حبيس الكرسي المتحرك قائلا:"اشعر بسعادة غامرة لان الله رزقني بذرية صالحة لديها استعداد تام للعيش مع شخص مثلي".
أما جهاد حمادة صاحب الثلاثين سنة فباءت محاولاته جميعها منذ عشر سنوات للزواج بالفشل بسبب عمله المتقطع الذي يدر عليه دخلا قليلا لا يمكن من تكوين أسرة وتوفير المستلزمات لها.
وقال حمادة:"العمر يمشي بسرعة وقد بلغت من العمر ثلاثين سنة ومازلت لم أنجب أيا من الأطفال ما دفعني إلى الاستعانة بالجمعية حتى تساعدني في تكاليف العلاج".
تامر الغرابلي "26 عاما" وعلى الرغم من انه شابا غير مكتمل صحيا إلا أنه قادرا على الزواج وتكوين اسرة ما دفع عائلته للتسجيل في الجمعية في ظل عدم قدرتهم ماديا على تزويجه ورغم أنه يعاني بنسبة 60% من متلازمة داون إلا أنه وجد شريكة حياته أيضا.