الرباط ـ رضوان مبشور باتت ، أول امرأة عربية تصل إلى قيادة حزب سياسي، وذلك بعدما تم إعلان اسمها ضمن أعضاء الأمانة العامة لحزب "النهضة والفضيلة" ذي التوجه السلفي، مكسرة بذلك تقليداً حزبياً متصلباً اعتادت عليه الأحزاب السياسية في المغرب والوطن العربي. لكن الغريب في الأمر، هو أن بعدما حاولت "العرب اليوم" الاتصال بالقيادية المنقبة في حزب "النهضة والفضيلة"، تم إبلاغنا أن نعيمة ظاهر لا تتحدث لوسائل الإعلام، بحجة أنها حديثة العهد بالمشهد السياسي، كما أن "التعامل مع الصحافة يحتاج إلى آليات هي في حاجة للتدريب عليها تدريجيا"، نافين أن يكون رفضها الحديث إلى الصحافة اعتباره "غير جائز شرعا" أم "موقف من الإعلام".
ظهرت نعيمة ظاهر للمرة الأولى، في الندوة الصحافية التي نظمها حزب "النهضة والفضيلة" في مدينة الرباط نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أعلنوا انضمام 5 من أبرز دعاة التيار السلفي للحزب، حيث قيل حينها إن الشيخ السلفي أبو حفص هو من اقترحها على القيادة، لكي يظهر الحزب بصورة حداثية للرأي العام، ويوصل رسائل مشفرة لمنتقديه كونه منفتحاً على الآخر مهما كان جنسه. وعندما سألنا بعض قيادات الحزب عمّن تكون هذه القيادية الجديدة ب "النهضة والفضيلة"، قيل لنا "إنها أول امرأة منقبة في العالم العربي تصل إلى قيادة حزب سياسي وكفى".
ومن بين المعلومات التي أسر لنا بها بعض قياديي "النهضة والفضيلة"، أن نعيمة ظاهر، هي مديرة شركة خاصة بها في مدينة مراكش، أسستها بعدما تلقت تكويناً علمياً وأكاديمياً في فرنسا، تعرفت حينها على زوجها العلمي بالغازي، الذي يدرس شعبة الفيزياء في جامعة القاضي عياض في مراكش، كما أنها ترأس جمعية « AFY »، والتي تعني « Association for youth » المهتمة على وجه الخصوص بالشباب غير المتدين.
ولمن أراد أن يبحث عن نعيمة ظاهر في محركات البحث في الإنترنت، فلن يجد أي شيء سوى صفحة لها على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، لكن حتى هذه الصفحة لا تظهر أي هوية سياسية لمنقبة حزب "النهضة والفضيلة"، سوى معلوماتها الشخصية التي تذكر أنها من مدينة مراكش، وآيات قرآنية وصور دينية ومواقف لزعماء التيار السلفي في المغرب والعالم العربي، إضافة إلى بعض الصور التي تظهر فيها بنقاب أسود لا يظهر أي شيء من جسمها سوى نظارات عينيها.
فرغم محاولتنا البحث عن هوية القيادية الجديدة في حزب "النهضة والفضيلة"، فلم نستطع أن نحصل على معلومات كافية نقدمها للقارئ، سوى افتخار أعضاء الأمانة العامة للحزب الذي انضمت إليه منذ أيام بوجود نعيمة ظاهر بينهم، "فحزب النور ذو التوجه السلفي في مصر الذي ملأ الدنيا ولم يقعدها بعد الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك، وحصل على 20 في المائة من أصوات الناخبين يرفض لحدود الساعة ضمن قوانينه التنظيمية انضمام أي امرأة لتنظيمه"، معتبراً العمل السياسي بالنسبة للمرأة من التابوهات، أو ربما من المحرمات.