تزويج الفتيات القاصرات

سمعت مودينا بيغوم أن فتاة تبلغ من العمر 13 عاما على وشك الزواج في قريتها بوسط بنغلاديش، فذهبت مباشرة إلى والدي الفتاة وأقنعتهما بإلغاء حفل الزفاف، وإنقاذ تلك المراهقة من مصير مريع كانت هربت منه من قبل.

تقول بيغوم، البالغة من العمر 19 عاما والتي تعرضت لتجربة مشابهة وتعلم مجموعة من الفتيات اللغة الإنجليزية والمهارات الرقمية في نادي Edge في منطقة نارسينغدي، على بعد 50 كيلومترا شمال شرق العاصمة دكا: "لقد أقنعت والديّ بإلغاء زواجي، والسماح لي بإنهاء دراستي وأن أعتمد على نفسي قبل الزواج"، مضيفة: "الآن والديّ يثقان بي، ولديّ ثقة كبيرة في التحدث والدفاع عن الآخرين".

تساعد مبادرة نادي Edge، التي يديرها المجلس الثقافي البريطاني ومنظمة Brac للتنمية الاجتماعية، على تزويد الفتيات بالمهارات وزيادة وعيهن بحقوقهن، بعد عامين من تطبيق حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، قانونا يسمح للفتيات دون سن 18 عاما بالزواج، بموافقة الوالدين والقضاء في "حالات خاصة" مثل الحمل المبكر، أو حيث يحمي الزواج "شرف العائلة"، ما زال نشطاء حقوق الإنسان يحذرون من مدى الثغرة القانونية في بنغلاديش التي أدت إلى ارتفاع نسبة الزواج المبكر، حيث إن بنغلاديش تصنف في الترتيب الرابع في قائمة أعلى معدل لزواج الأطفال في العالم.

تقول شيرين حق، مؤسسة منظمة حقوق المرأة "Naripokkho": "بعض الأشخاص الذين يدافعون عن أعمال الحكومة ويتعجبون من سبب انزعاجنا للغاية من ذلك يقولون إنه "على أي حال، والدي الفتاة يطلبان الإذن من المحكمة، لذلك هناك ضوابط وقوانين مدمجة".

وأضافت: "بينما تشير تقارير صحافية إلى أن الضباط الإداريين المحليين قد يهرعون إلى موقع حفل الزواج بمجرد أن يعرفوا أن الفتاة أو الفتى دون السن القانونية يتزوجان، حيث إن لديهم القدرة على التدخل لوقف هذا الزواج، لكنهم مع دعم القانون لزواج القصر يعتقد الضباط الآن أنه ربما لدى هذه الأسرة التي تم الإبلاغ عنها إذن من المحكمة ولكن بمجرد إتمام الزواج، فقد فات الأوان".

جاءت تصريحات حق في مهرجان "نساء العالم" في دكا، حيث كانت الفوارق العميقة بين حياة المرأة في المناطق الحضرية والريفية، وفي المجالين العام والخاص، موضوع النقاشات والعروض المنبثقة وورش العمل في المهرجان، في حين أن مهرجان هذا الشهر يمثل المرة الأولى التي تستضيف فيها داكا الحدث الدولي الذي يحتفل بإمكانيات المرأة ومواجهة عدم المساواة بين الجنسين، فقد تبين أنه في بلدة صغيرة جنوب شرق دكا، أبلغت فتاة تبلغ من العمر 19 عاما عن تعرضها لمضايقات جنسية من قبل مدرستها والتي أدت إلى غمرها بالكيروسين وأضرام النار فيها وتوفيت الفتاة بعد 10 أيام من الحادث الذي أكد على القضايا الاجتماعية التي تواجه النساء اللاتي يبلغن عن التحرش الجنسي.
تقول وزيرة التعليم، ديبو موني، "لقد حدثت الكثير من التغييرات الإيجابية [بالنسبة للنساء]، وبخاصة على مدار العقد الماضي". "لقد ركزنا بشدة على الفتيات والتحاقهن بدرجة أكبر في التعليم، وكذلك زيادة الالتحاق بالتعليم التقني والمهني"، مضيفة: "الآن في بعض المجالات، مثل الطب، تتفوق الفتيات الآن على الأولاد ويفوزن بجميع الجوائز، لكن لا يزال لدينا طريق طويل لنقطعه."

موني هي واحدة من 14 وزيرة في حكومة بلد تهيمن فيه النساء على مناصب قيادية منذ فترة طويلة حيث نجد اليوم أن مناصب رئيس الوزراء وزعيم حزب المعارضة الرئيسي ورئيس البرلمان هم من النساء.

تقول حق: "من الرائع وجود العديد من النساء في مناصب قوية، إنه أمر له أهمية رمزية ويؤثر على تطلعات الفتيات الصغيرات، لكنه ليس كافيا على الإطلاق"، لكنها حذرت من ان تحالف رابطة الحاكم مع منظمات مثل جماعة الضغط الإسلامية قد يعرض مكاسب الماضي للخطر.

وتحذر حق من: "الطرق الخبيثة، بما في ذلك التأكيد المتزايد على الهوية الإسلامية"، مستشهدة بتغييرات في الكتب المدرسية، مثل إزالة القصص الهندوسية واستبدالها بالاسلامية- والتي تؤكد على الهوية الإسلامية مثل التأكيد على ارتداء الحجاب للفتيات والنساء المسلمات في تلك القصص.

تقول موكتسري تشاكما، التي تعمل منظمتها Sparc من أجل حقوق نساء الشعوب الأصلية: "اليوم، أصبح البنغاليون أكثر انفتاحا، لكن هذا الانفتاح حول النسوية يقتصر على المدن الحضرية بينما إذا ذهبت إلى المناطق الريفية، فهم لا يحبون كلمة (نسوية) ولا يمكن لأحد أن يقولها إلا أنه سيواجه رد فعل عنيف من أهالي القرية".

كانت أهمية دعم النساء، من خلال التعليم والتمويل الأصغر، لإيجاد سبل عيش في المناطق الريفية لمنع الهجرة الجماعية للعمل في مصانع الملابس في دكا، حيث يكدح الكثيرون في ظروف استغلالية، موضوعا آخر في المهرجان الذي تأسس عام 2010 من قبل جودي كيلي، المدير الفني السابق لمركز ساوث بانك في لندن، ويوجد الآن في 17 مدينة حول العالم.

وقد يهمك ايضًا:

"لفات النقانق المنزلية" تُثير أزمة بين أم أسترالية ومدرسة ابنها

موجة غضب في بريطانيا بعد "معاملة مُخزية" لضحايا الاغتصاب