80% من الرجال لا يقبلون العيش مع الزوجة الخائنة
القاهرة - شيماء مكاوي
كشف العديد من خبراء علم النفس والاجتماع أن ، بينما يقبل بذلك 20% من الرجال، الذين يستطيعون مسامحة زواجاتهم على فعل الخيانة، بدافع العاطفة والحب، وأكد كذلك المتخصصون أن أسباب الخيانة واحدة عند الطرفين، بينما المجتمع الشرقي قد يتغاضى
عن خيانة الرجل، في حين أنه لا يغفر للمرأة الخائنة أبدًا.
و تؤكد على هذا استاذ علم النفس الدكتورة رشا الجندي، التي قالت لـ"العرب اليوم": "الخيانة الزوجية مشكلة خطيرة للغاية، وخاصة إذا صدرت تلك الخيانة عن الزوجة، فخيانة المرأة لها بعدين، الأول أن هذه الزوجة تفتقد شيئًا في زوجها، لذا تحاول أن تعوضه مع رجل آخر، والبعد الثاني هو أن الزوجة غير منضبطة أخلاقيًا، وقد تعودت على ذلك، ولا تستطيع العيش الحلال".
و تضيف الدكتورة رشا الجندي قائلة "والخيانة الزوجية أيضًا تنقسم إلى نوعين، النوع الأول هو الخيانة بالتحدث إلى رجل آخر غير الزوج، واعتباره الحبيب الذي تتحدث له في غياب الزوج، والنوع الثاني هو الخيانة الجسدية، وهي مضاجعة رجل آخر غير الزوج، والتي تعد أكبر أنواع الخيانة".
كما أكدت الدكتورة رشا الجندي على أن "80% من الأزواج لا يقبلون فكرة الخيانة نهائيًا، وبمجرد علمهم بأن الزوجة قد أقدمت على الخيانة، يبادرون بالانفصال فورًا، حيث أن الرجل الشرقي بطبيعته لا يرضى على نفسه أن تخونه زوجته، بينما لو فعل هو فعل الخيانة يبررها لنفسه".
وأضافت قائلة "بينما هناك 20% من الأزواج يسامحون زوجاتهم على فعل الخيانة، ولكن هذه الحالة تقتصر على النوع الأول من الخيانة، الذي لا يزيد عن التحدث مع شخص آخر، وتكون مسامحة الزوج على فعل خيانة الزوجة مدفوعة بحب الزوج لزوجته، ورغبته القوية ألا يفارقها، لكن الحياة فيما بينهما لا تعود إلى طبيعتها إلا بعد مرور فترة كبيرة، تحاول فيها الزوجة التقرب والتودد للزوج، ومحاولة إثبات أنها مخلصة للزوج، حتى يسامحها زوجها".
ومن جانبها، تقول رئيس المجلس المصري لحقوق الإنسان الدكتورة نهاد أبو قمصان لـ"العرب اليوم": "للأسف الشديد الرجل الشرقي يبرر لنفسه الخيانة، في حين لا يبررها لزوجته، فهو يجد لنفسة مليون عذر لكي يخون زوجته، ولا يجد لزوجته أي عذر في خيانتها، ولو فكرنا أولاً لماذا يخون الزوج زوجته، فنجد أن رده أن زوجتي لا تعطيني الكثير من الحقوق، ولا تهتم بي، ولا تهتم بنفسها أمامي، ولا تهتم بمنزلها، وغيرها وغيرها من المبررات، التي من الممكن أن يكون لا أساس لها من الصحة، ولكن إذا كانت الزوجة هي الخائنة، فإنه يقول أنها لا تملك أي مبرر لفعل ذلك، و يقرر أن ينفصل عنها، من دون أى تفكير في كيان الأسرة، و من دون أن يفكر في الدافع الذي جعلها تخونه، فهناك كثير من الحالات تكون المرأة فيها ضحية للخيانة، وليست جانية، فمن الممكن أن يكون الزوج قد أهملها، وأهمل عاطفتها، وهذا الأمر يقع فيه الزوج أيضًا، فمن الممكن أن يكون الزوج مسافرًا لسنوات عديدة، من دون أن يفكر في احتياجها كأنثى، وغيرها وغيرها من الأسباب الأخرى، فمن المفترض مثلما تسامح الزوجة زوجها الخائن، أن يسامح الزوج زوجته الخائنة، و يحاول تصليح ما هو مقصر فيه، لكن للأسف، هذا لا يحدث في مجتمعنا الشرقي، إلا قليلاً، وللأسف، الحياة لا تعود لطبيعتها، و يظل الزوج يذل زوجته و يهينها و يشعرها بأنها مكسورة أمامه، وهذا الأمر مؤسف جدًا". وأنهت أبو القمصان كلامها قائلة "لابد أن أشير إلى أن كلامي هذا ليس معناه أنني أبرر للمرأة خيانة زوجها، فالخيانة شيء عظيم، لا نتقبله جميعًا، سواء من الزوج أو من الزوجة".
كذلك يدلي استاذ علم الاجتماع والعلاقات الزوجية الدكتور مدحت عبد الهادي بدلوه في هذا الشأن قائلاً "اجتماعيًا، فعل الخيانة مرفوض، سواء حدث من جانب الزوجة أو من جانب الزوج، ففي الحالتين الخيانة مرفوضة اجتماعيًا، فهي فعل شاذ عن الطبيعة البشرية، ولها أسباب ودوافع لفعلها".
و يتابع قائلاً "وإذا تحدثنا عن الدافع وراء خيانة الزوج لزوجته، نجد العديد من الأسباب، منها إهمال الزوجة لزوجها ولواجباتها الزوجية، وعدم الاهتمام بمظهرها أمامه، والعديد من الأسباب الأخرى، وأيضًا يمكن للزوج أن يخون زوجته من دون أي أسباب، فقط لدافع الخيانة والتجديد عن المألوف، وكل هذه الدوافع والأسباب تنطبق نفسها على الزوجة الخائنة، فهي أيضًا تفتقد للعديد من الأشياء مع زوجها، والتي تدفعها إلى الخيانة، وأيضًا من الممكن أن تخون من دون أى مبرر".
و يضيف عبد الهادي قائلاً "لذا، فالقاعدة واحدة، لكن اجتماعيًا خيانة الزوجة مرفوضة نهائيًا، ولا يسمح لها إطلاقًا أن تخون زوجها، وليس لها أي مبرر، في حين أن خيانة الزوج مقبولة اجتماعيًا في المجتمع الشرقي".
أما الداعية الإسلامي ووكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة سابقًا الشيخ سالم عبد الجليل فيقول "الحلال بَيِّن والحرام بَيِّن، فالحلال البَيِّن أن يحب الرجل زوجته، وتحب المرأة زوجها، ومن الحرام البَيِّن أن يحب الرجل امرأة غير زوجته، فيشغل قلبها وفكرها، و يفسد عليها حياتها، سواء كانت متزوجة أم لا. ومثل ذلك أن تحب المرأة رجلاً غير زوجها، تفكر فيه و تنشغل به، و تعرض عن زوجها وشريك حياتها، وقد يدفعها ذلك الحب إلى ما لا يحله الله شرعًا، مثل النظر والخلوة واللمس، وقد يؤدي ذلك كله إلى ما هو أكبر وأخطر، وهو الفاحشة لا قدر الله".
و يضيف الشيخ قائلاً "فالزنى من الكبائر، وخاصة بالنسبة للمتزوج والمتزوجة، ولهذا، فعقوبة الزنى للمتزوج والمتزوجة في الشرع أشد من عقوبة الغير متزوج. لذا ننصح كلاً من الزوج والزوجة أن يتقوا الله في حياتهم، وأن يعملوا جاهدين على المحافظة على الأسرة، وألا يفعلوا ما حرم الله، حتى لو بالتحدث إلى غير الزوجة أو الزوج".