أمهات يرضعن أولادهن في أماكن عمومية
كانبيرا ـ ريتا مهنا
اعتصم عدد من النساء الغاضبات أمام مدخل إحدى القنوات الفضائية الأسترالية، وبدأن في إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، احتجاجًا على تعليقات أحد المذيعين في القناة، بمطالبة النساء بأن يكن أكثر لياقة، وأن يلجأن إلى مكان غير ظاهر لإرضاع أطفالهن.
كما حضر 100 شخص أمام استديوهات القناة السابعة
في سيدني، للتضامن مع حق النساء في إرضاع الصغار رضاعة طبيعية في الأماكن العمومية، مطالبين المذيع دايفيد كوتش، مقدم أكثر البرامج الصباحية شعبيةً في أستراليا "صانرايز"، الجمعة الماضية، بالاعتذار لهن، بعد أن علّق، في برنامجه الصباحي واسع الانتشار على مشهد تقوم فيه سيدة بإرضاع طفلها على أحد أحواض السباحة العمومية، حيث حثها المذيع المعروف على أن تكون أكثر لياقة وأن تبحث عن مكان آخر بعيد عن التجمع أمام حوض السباحة لإرضاع وليدها، وتضمنت تعليقات المذيع كذلك أنه مع حق إرضاع الصغار في أي مكان، إلا أنه ينبغي من وجهة نظره اختيار مكان بعيد عن أعين الناس وعدم ممارسة ذلك في أماكن التجمع.
وكان من بين تعليقات الأمهات اللاتي نظمن اعتصام أمام القناة، أن هناك قانون أسترالي لحماية حق المرأة في إرضاع الصغار في الأماكن العمومية، فيما أشارت سيدة أخرى من بين المشاركات في الاعتصام، إلى أنها "تخرج من منزلها بصحبة الرضيع ولا تفكر على الإطلاق في مسألة التصرفات اللائقة أو غير اللائقة فالموضوع أبسط من ذلك بكثير، لأنها عندما ترى أن رضيعها يحتاج إلى الطعام في أي مكان وأي وقت فعندها تخرج ثديها وتبدأ بإرضاعه على الفور".
وكان دايفيد كوتش، الحاصل على جائزة الأب المثالي في أستراليا عام 2007، قد نشر اعتذارًا لجميع النساء المرضعات اللاتي تضررن من تعليقاته على الهواء في البرنامج نفسه الذي أصدر فيه تلك التعليقات، إلا أنه أصر على أن موقفه من هذه المسألة، لا يزال كما هو من دون تغيير، معلنًا أنه "لا يتفق أبدًا مع إرضاع الصغار أثناء جلوس المرأة عارية الصدر تمامًا تأخذ حمام شمس على حافة حوض السباحة وسط جموع كبيرة من الناس، كما أعلن دعوته لمناقشة بناءة في برنامجه الصباحي بحضور 50 سيدة ممن ترضعن الصغار للوصول إلى اتفاق حول مسألة إرضاع الصغار في الأماكن العمومية.