تظاهرة لنساء تونسيات
تونس ـ أزهار الجربوعي
نفى رئيس جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقا الداعية التونسي عادل العلمي في تصريح خاص لـ"العرب اليوم" دعوته إلى رجم الناشطة التونسية في منظمة فيمن النسائية للاحتجاج بالصدور العارية، حتى الموت، معتبراً أنها تحتاج للشفقة ويجب عرضها على طبيب نفسي لا على الإعلام، ورداً على دعوة منظمة
"فيمن" للاحتجاج أمام السفارات التونسية في العالم وإقدامهن على حرق راية التوحيد، أطلقت تونسيات حملة مضادة للتظاهر بالملابس التقليدية التونسية المعروفة بـ"السفساري".
وأكد الداعية العلمي لـ"العرب اليوم"، أنه لم يطلق حكماً برجم الناشطة التونسية في منظمة فيمن المدعوة أمينة تايلر، حتى الموت أو جلدها مائة جلدة، كما روّجت لذلك العديد من وسائل الإعلام، مُتَّهِمَاً الإعلام التونسي بتهويل تصريحاته وإخراجها عن سياقها بحثاً عن السبق والإثارة، مُشدداً على أن المكان الطبيعي لأمينة تايلر هو العيادات النفسية وليس الإعلام.
واعتبر الداعية العلمي، أمينة تايلر، وهي أول تونسية أعلنت انضمامها إلى منظمة فيمن الأوكرانية ونشرت صورها عارية على مواقع التواصل الاجتماعي عارية الصدر، مريضة نفسية وفي حاجة إلى رعاية ومتابعة، مشيرا إلى أنها حالة شاذة ومعزولة ولن تتمكن من جر البنات التونسية إلى الاقتداء بها، لأن ما أقدمت عليه يتعارض مع الدين الإسلامي ومع عادات وتقاليد المجتمع والمرأة التونسية.
وانتقد العلمي الظهور المتكرر لأمينة تايلر في وسائل الإعلام التي أرادت أن تصنع الفرجة وتجلب المشاهدين دون مراعاة حساسية وخطورة المسألة على المجتمع التونسي.
من جانبه اعتبر الأخصائي النفسي عبد الستار الفيتوري في تصريح لـ"العرب اليوم" أن الناشطة التونسية في منظمة فيمن العالمية لا تعاني من مرض نفسي، مشيراً إلى أن حالتها تندرج في إطار الظواهر والفرقعات الإعلامية التي لا يمكن أن تدوم طويلاً أو أن تترك أثراً في المجتمع التونسي.
وأضاف الفيتوري، أن أمينة فتاة صغيرة السن لم تتجاوز الـ19 من العمر ويبدو أنها تأثرت بالمنطمة عبر الإنترنت واقتدت بها فيما يشبه اندفاع الشباب نحو موضة معينة، دون تفكير أو انتباه لعواقب ما أقدمت عليه، مشدداً على أن الإعلام أدى إلى تضخيم حالتها إلا أنها ستندثر طبيعياً وآلياً ولن تتمكن من الانتشار في المجتمع التونسي لأن سلوك التعري غريب عنه وغير متأصل فيه، على حد قوله.
ورداً على دعوة منظمة فيمن الأوكرانية للاحتجاج أمام السفارات التونسية في العالم، وحرق راية التوحيد، نظم تونسيات مظاهرة نسائية في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس تحت شعار "أم السفساري"، مرتديات اللباس التقليدي التونسي.
وقالت مُنَظِّمات التظاهرة لـ"العرب اليوم" إنهن أردن إحياء لباس "السفساري" والتعريف بقيمته في تاريخ تونس، مُشَدِّدَاتٍ على أن قيم المرأة التونسية ومبادئها تتميز باللباس المحترم والمحتشم وتعارض التعري تحت أي مسمى كان أو طائلة حتى ولو كانت الدفاع عن حقوق النساء المضطهدات كما تدعي منظمة "فيمن" للاحتجاج بالصدور العارية.
والسفساري التونسي هو لحاف أبيض اللون يصنع من الحرير تغطّي به المرأة ثيابها قبل الخروج من بيتها، وهو لباس تقليدي اشتهرت به المرأة التونسية منذ القدم.
وأقدمت ثلاث ناشطات من حركة "فيمن" على إحراق راية التوحيد أمام مسجد باريس الكبير في العاصمة الفرنسية، وأعلنت الفتيات الثلاث أنهن قمن بذلك للتعبير عن تضامنهن مع الناشطة التونسية أمينة تايلر التي تعرضت لتهديدات بالقتل على خلفية نشرها صورها عارية، كما عَبَّرْنَ عن إدانتهن "انتهاكات حقوق المرأة في الدول العربية وبخاصة التي تحكمها أنظمة إسلامية.
وكتبت الناشطات الثلاث على أجسادهن شعارات "الإسلاميون العرب ضد المرأة"، "الحرية للنساء"، "اللعنة على أخلاقك".
وفي أول تصريحاتها بعد هذه الواقعة، قالت الناشطة التونسية في منظمة فيمن "أمينة" أنها ترفض ما أقدمت عليه بعض العناصر في المنظمة في فرنسا من حرق راية التوحيد أمام أحد المساجد كتعبير عن التضامن معها.
واعتبرت أمينة تايلر أن التصرف بهذه الطريقة الراديكالية غير مقبول، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على النساء في العالم العربي والإسلامي وتأليب الرأي العام ضد المنظمة وتحركاتها وضد النساء عموماً، مؤكدة أن هدف منظمة "فيمن" هو مساندة النساء في مِحَنِهِنَّ والضغوطات التي تُمارس ضِدَّهنَّ.
وتأسست جمعية "فيمين" في العام 2008 في أوكرانيا، واتخذت من العاصمة كييف مقرّاً رئيسياً لها، وتقول الجمعية إنها تهدف إلى الدفاع عن المرأة وحقوقها من خلال قيام عضواتها بالتظاهر شبه عاريات في ساحات عامّة، تعبيراً عن معارضتهن للأديان ولاختصار المرأة في جسدها.
وأثارت قضية نشاط "فيمن" في تونس معارضة رسمية وشعبية كبيرة، حتى من قبل جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة الليبيرالية التي رأت أن منظمة فيمن من شأنها إحباط نضالات المرأة العربية التونسية جميعها من أجل التحرر، فيما أكدت وزيرة المرأة التونسية سهام بادي أنها ستسعى بقواها كلها لمنع الترخيص لهذه المنظمة الأوكرانية للنشاط في تونس، معتبرة أنها دخيلة على الدين والمجتمع والعادت التونسية، إلا أن بعض الناشطات الحقوقيات الأخريات عبّرْنَ عن مساندة المنظمة ودافعن عن حقها في العمل في تونس كأي تنظيم جمعياتي آخر، وأقدمت المخرجة التونسية نادية الفاني صاحبة الفلم المثير للجدل "لا الله لا محمد" على نشر صورها شبه عارية على صفحتها في موقع التواصل الاحتماعي "فيسبوك"، تضامناً مع التهديدات المُوجَّهَة لأمينة تايلر، والتي يمكن أن تُواجِهَ عقوبة السجن ستة أشهر في صورة تتبعها عدلياً وقضائياً.