العروس لكسمي سارغارا
نيودلهي ـ عدنان الشامي
تزوجت ، التي تصدرت عناوين الصحف العالمية بزواجها الأول الذي تمت مراسمه وهي في عامها الأول، للمرة الثانية في الهند. وتبادل سارغارا والتي تبلغ من العمر الآن 19 عامًا، وعود الزواج مع ماهندرا سارغارا (23 عامًا) في مراسم هندوسية تقليدية، وحضر حفل الزواج الصاخب حوالي 150 شخصًا
بما في ذلك والديها وأفراد أسرتها والأصدقاء. وقالت العروس من منزلها الجديد في جودبور وسط الهند، إنها "تعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للزواج مرة أخرى، فقد كان زواجي الأول غصب عني، وكنت غير مقتنعة به على الإطلاق، وغير سعيدة به، ولكن أنا الآن سعيدة جدًا، تغلبت على حياتي الماضية، وآمل بأن يكون لي مستقبل مشرق"، مضيفة "لقد مررت بفترة صعبة، وكان إنهاء الزواج أمر غير مقبول في مجتمعي في البداية، ومررت بالكثير من الألم، ولكن بفضل قريتي تخطينا هذه الصعوبات".
وكانت لكسمي تبلغ من العمر عامًا واحدًا فقط، عندما زوجها والديها لطفل في الثالثة من عمره، ضمن طقوس الزواج التقليدي للأطفال في قرية خيرا في ولاية راغاستان، ورفضت الانضمام إلى زوجها وعائلته بعد بلوغها سن 18 عامًا، وهربت إلى مؤسسة ساراثي ترست، وهي منظمة اجتماعية تديرها خبيرة علم النفس وإعادة التأهيل كريتي بهارتي، التي ساعدتها على التخلص من زواجها الأول، وبذلك أصبحت لكسمي أمل للعرائس الأطفال في جميع أنحاء العالم.
في البداية، كان يخشى من أن لكسمي لن تتزوج مرة أخرى، بسبب وصمة العار المرتبطة بطلاقها المثير للجدل، وذلك لأن التقاليد الهندوسية لا تسمح للعرائس الأطفال بالزواج مرة أخرى، إلا إذا تم تبادل المال في إطار التقاليد، ولكن لحسن الحظ ماهندرا وعائلته متفهمين الموقف، والتقت أسرة لكسمي بماهندرا، وهو مزارع، في حفل زفاف أحد الجيران في العام الماضي.
و"ناتا براثا" هو النظام التقليدي في ولاية راغاستان، ولا يسمح هذا النظام للمرأة المتزوجة أن تتزوج من رجل آخر، وكانت تخشى لكسمي أيضًا أن يأتي أهل زوجها السابق إلى حفل الزفاف لطلب المال مرة أخرى من عريسها الجديد، ولكن لحسن الحظ أنهم ابتعدوا عنها، وقالت "كان زوجي الجديد ناضج بما يكفي لفهم موقفي، كما أنه يتقبل حياتي الماضية"، مضيفة "زواج الأطفال يؤثر على الأطفال من الناحية العقلية والجسدية، ويعتبر تعذيبًا بالنسبة لهم".
وعلى الرغم من حظر زواج الأطفال رسميًا في الهند منذ العام 1929، إلا أن هذه الممارسات لا تزال شائعة في كثير من أنحاء البلاد، وبخاصة في المجتمعات الريفية الفقيرة، حيث يشير أحدث تقرير لمنظمة اليونيسيف، إلى أن 47 % من النساء المتزوجات في الهند تزوجن قبل سن 18 عامًا وأن 40% من زيجات الأطفال في العالم تجري في الهند، وتتزوج الفتيات وهن في المهد، وعادة ما تستمر في العيش مع أهلها حتى بلوغهن ثم يتم نقلهم إلى عائلة الزوج، في حين أعلنت دراسة حديثة أن 10% من المتزوجين من الفتيات في ولاية راغاستان تزوجن قبل سن الـ 18