القاهرة ـ محمد الشناوي التحرش الجنسي ينغص على المصريات حياتهن في السنوات الأخيرة، وبفضل 25 كانون الثاني/ يناير تحررت الألسن من القيود فانكشفت الحقائق الكامنة وراء هذه الآفة التي طالما ظلت مقبولة واستفحلت بسبب تدهور الأمن في البلد. وأصبحت النزهة على كورنيش النيل، أو جولة في وسط القاهرة التجاري والتسوق اليومي سيرا على الأقدام أو الصعود إلى حافلة نقل عام مهمة صعبة لا تستطيع المرأة في العاصمة المصرية تنفيذها بمفردها دون أن تتعرض لتحرش ما، بشكل أو بآخر، من النظرات الوقحة إلى الكلام البذيء وصولا إلى اللمس بالأيدي.
ولا يختلف الأمر إن كانت السيدة محجبة أو سافرة، مراهقة أو ربة أسرة، فالتحرش الجنسي داء يسمم حياة المصريات اليومية في السنوات الأخيرة.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته لجنة تابعة للأمم المتحدة مطلع هذا العام أن 99.3 بالمائة من المستجوبات تعرضن لتحرش جنسي، كان عن طريق اللمس في أغلبية الحالات.
وقالت مراسلة فرانس 24 إن هذه الظاهرة أثرت في حياتها جدا منذ إقامتها الأولى في مصر عام 2008، وأنها لاحظت بسرعة عقب عودتها إلى القاهرة في شباط /فبراير 2011 أن هذا الوباء لا يزال منتشرا.
وأرتفع التحرش الجنسي إلى مستويات مقلقة، بخاصة في ميدان التحرير مركز الثورة،  فمنذ بداية الحراك الشعبي عام 2011 تجمع وتظاهر مئات الآلاف من النساء اللواتي تحولن إلى فرائس للمتحرشين الذين شجعهم الفراغ الأمني على تكثيف نشاطهم.
وسجلت مجموعة كبيرة من الاعتداءات ضد نساء مجهولات الهوية وصحافيات، مصريات وأجنبيات، وتعرضت حتى العاملات في مجال الصحافة والإعلام أثناء قيامهن بعملهن المهني  لاعتداءات من جماعات مختلفة ولم تمنع حصانة الصحافة المعنوية من ردع أصحاب النفوس الضعيفة في التحرش.