مجلة "آلا" تعتبر نموذجًا واضحًا للأتجاه الاجتماعي الإسلامي المحافظ.
مجلة "آلا" تعتبر نموذجًا واضحًا للأتجاه الاجتماعي الإسلامي المحافظ.
أنقرة ـ جلال فواز
قدمت مجلة "ألا" التركية للأزياء دليلاً على نجاح سياسة رجب طيب أردوغان في إدارة الاقتصاد التركي، وقدمت المجلة إجابة عن التساؤل الذي طرحته "هل يجتمع الإسلام ودو كوكو تشانل؟"، وصدرت للمرة الأولى في حزيران/يونيو 2011 وكانت أولى مجلات الموضة التي تضمنت التصميمات التي
تعرضها أزياء بأغطية رأس للنساء. حققت المجلة التركية مبيعات وصلت إلى 40000 نسخة خلال أربعة أسابيع فقط من إصدارها.
وترجع هذه الطفرة في مبيعات المجلة إلى أسباب اقتصادية بسيطة تتلخص في أنه على مدار السنوات العشر الماضية نجحت تركيا في تحقيق ازدهار اقتصادي ملحوظ عاد بالنفع على الجميع، لا على الطبقة العليا من العلمانيين في المجتمع التركي، فقد انضم إليهم في حصد ثمار التقدم الاقتصادي باقي طبقات المجتمع من المحافظين وأصار حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم الذين دفعهم الحراك الاقتصادي القوي في تركيا إلى جمع الأموال وتحقيق مكاسب كبيرة أدت بهم إلى تكوين الطبقة المتوسطة الجديدة من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تركيا.
بذلك أصبح لدى البرجوازيين الجدد من الإسلاميين أموالًا لحقوا بها ركب الرفاهية والحصول على السلع والخدمات باهظة الثمن التي تقدمها المحال التجارية المتخصصة في سلع الرفاهية، المطاعم، النوادي الرياضية، يتغير أسلوب حياة الطبقة المتوسطة الجديدة تغييرًا جذريَا وتبدأ هذه الطبقة في تبوأ مكانة مميزة في المراكز الحضارية التركية.
ووفقًا لعالمة الأنثربولوجيا أيس كافدار، نجح حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في إحداث تكامل بين الطبقات المكونة للمجتمع التركي ليحول الطبقات المهمشة إلى جزء أساسي من المستهلكين التركيين الذين انطلقوا إلى الأسواق ليزيدوا من الرواج الاقتصادي الذي تشهده البلاد في الوقت الحالي. وبذلك نجحت ديناميات السوق في تحقيق ما فشلت السياسة في تحيقه في العصور الماضية، وأدى الرواج إلى ظهور أسلوب حياة ديني محافظ، وهو الاتجاه الذي تمثله مجلة "آلا" التي تعتبر نموذجًا واضحًا للتطبيع الذي حققه حزب العدالة والتنمية بين الاتجاهات الاجتماعية المختلفة على رأسها الاتجاه الاجتماعي الإسلامي المحافظ.
ويرجع النجاح الذي حققته مجلة أزياء المحجبات التركية "آلا" إلى تعطش المجتمع لمثل هذا المنتج منذ زمن طويل حيث كانت النساء في المجتمع التركي الذي يغلب عليه الطابع العلماني رغم الأغلبية المسلمة تنتظرن، بفارغ الصبر مجلة أزياء تعبر عنهن وتتبنى الطريقة الإسلامية في ارتداء الملابس التي يتبعنها. لذا كان ظهور مجلة "آلا" في هذا التوقيت وسط حالة من الرواج الاقتصادي من العوامل التي أدت نجاح وانتشار المجلة.
تنشر المجلة تصميمات الملابس ذات الأكمام وأغطية الرأس وغيرها من الأزياء الإسلامية، وهي المرةالأولى التي تظهر فيها مجلة متخصصة في هذا النوع من الملابس مما أدى إلى ازدهار في مجال شركات الإسلامية لتحتل المركز الثاني في تركيا بعد الماركات العالمية مثل جوتشي ولوبوتين.
هذا على الصعيد الاقتصادي، بينما على الصعيد الاجتماعي ساعدت مجلة "آلا" للأزياء الإسلامية على تضييق الفجوة بين الإسلاميين من جهة والعلمانيين الذي يعانون من رهاب أسلمة تركيا من خلال تقديم الصورة الصحيحة للإسلام ومناسبة هذا الدين لكل العصور وانفتاحه على جميع ممارسات الحياة اليومية مثل ارتداء الملابس.