باريس ـ مارينا منصف لجأت ناشطة إلى التعري تعبيرًا عن الحرية، حيث ظهرت عارية الصدر في العاصمة الفرنسية باريس لتعرب عن تضامنها  مع الفتاة التونسية أمينة تيلر التي استهدفها المتشددون الإسلاميون بعد قيامها بنشر صورة لها وهي عارية الصدر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" خلال شهر آذار/ مارس الماضي وتحمل عبارات نابية على صدرها وتقول "اللعنة على أخلاقياتك" و"جسدي ملك لي وليس شرف أحد".
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن التونسية أمينة تيلر والناشطة صاحبة الصورة تنتميان إلى جماعة (فيمن) وهي جماعة راديكالية متطرفة تعتنق المفاهيم النسوية نشأت في أوكرانيا وتركز بشدة على أنشطة عاريات الصدور.
 وقد تعرضت صفحة الفتاة التونسية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لهجوم من الهاكرز الذي نجح في استبدال صورها العارية بنصوص قرآنية ، بينما دعا أحد الشيوخ البارزين برجم أمينة تيلر بالحجارة حتى الموت.  وقد ردت حركة (فيمن) النسائية المتطرفة على ذلك بنشر تلك الصورة وأعلنت أن الرابع من نيسان/ أبريل سيكون بمثابة "يوم عالمي لجهاد عاريات الصدور" كما قامت مجموعة من النساء المحتجات بخلع ملابسهن والسير عاريات الصدور في شوارع باريس.
وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى التعقيدات التي تحيط بالموضوع، إضافة إلى التقاليد الدينية ومدى احترام الاختلافات والفوارق الثقافية والحضارية والمخاوف من إضفاء الشرعية على ظاهرة الخوف من الإسلام وكراهيته، موضحة أنه في ضوء ذلك يتوجب التفكير أكثر من مرة قبل رفع شعار الجهاد ضد التعاليم الإسلامية تجاه المرأة وجسدها.
ووصفت الصحيفة هذه الصور بأنها فظة وغير مهذبة حيث ظهرت امرأة عارية الصدر وهي ترسم على جسدها شعارات أمينة تيلر المعادية للدين وترتدي غطاء رأس "إسلامي" مستعار حول وجهها، مشيرة إلى أن الاحتجاج على هذا النحو الصارخ يبدو مستفزًا ومثيرًا للاستهجان حتى في العاصمة الفرنسية باريس على النحو الذي ظهر رجل بالصورة وهو يركل المرأة ربما بسبب تعرض الدين للإهانة أو تعرضه هو لإهانة من المرأة.
وقد انتقدت مجلة نيو ستاتمنت البريطانية ما يسمى "بجهاد" حركة "فيمن" وقالت أن هذه وسيلة "ساذجة" للدفاع عن حقوق المرأة في شمال أفريقيا بهذه الطريقة العلمانية.
وتتساءل "الغارديان" حول ما إذا كان هذا هو الأسلوب الصحيح والمناسب عندما قامت أمينة تيلر باستخدام كلماتها على جسدها للتأكيد على أنها ملك نفسها وأن جسدها لا يخضع للتحقق من الفضيلة والأخلاق أو يمثل شرف الرجل.
وقالت الصحيفة، إن الفتاة  تطالب بحريتها وحقوقها التي تتمتع بها المرأة في أغلب البلدان الديموقراطية والتي يرفضها المحافظون المتدينون، موضحة أن المسيحيين المتدينين المحافظين إذا تولوا الحكم وشؤون البلاد في بريطانيا فإن المجتمع البريطاني سوف يتم تكبيله بقيود عديدة وسوف يتعرض للتشويه ويفقد حرياته الحديثة التي يتمتع بها الآن.
وتشير الصحيفة إلى أن حركة "فيمن" تهاجم الديانة المسيحية كما تهاجم الإسلام، لكن الكنسية في أوروبا الغربية، لا تملك النفوذ أو القوة الحقيقة التي تمكنها من فرض القيم الأخلاقية ، أما الإسلام في شمال أفريقيا فهو يمارس هذا النفوذ وهذه القوة، ولكن امينة تيلر التونسية ترفض هذه الوصاية على الأخلاق.
وتتساءل الصحيفة : لماذا لا تستحق هذه الناشطة نفس الدعم الذي تحظى به ثورات الربيع العربي؟ أم أن دعم الحرية لا يتم إلا عندما لا يوجد احتمالات لنشوب صراع مع الإسلام؟  
ثم تطرح الصحيفة سؤالا على القارئ تقول فيه : هل تبدو الصور بالنسبة لك  محاولة سخيفة وحمقاء وجاهلة للتدخل في الشأن الخاص للإسلام؟ ولماذ؟
ويرى الكاتب البريطاني جوناثان جونز أن الصورة تبدو له بمثابة عصف للأمانة في عصر غير أمين حيث يقول الفنان التشكيلي النمساوي الراحل غوستاف كليمت إن "التعري هو الحقيقة".