هنية يشارك في تشييع "خنساء فلسطين" النائب مريم فرحات

غزة - محمد حبيب أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية تمسكه بطريق المقاومة والجهاد على درب الشهيدة النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة "التغيير والإصلاح" مريم فرحات الشهيرة بـ"أم نضال" و "خنساء فلسطين"، وذلك في كلمة ألقاها أثناء تأبين الشهيدة فرحات، في المسجد العمري، الأحد. وقال هنية "إن تاريخ أم نضال ستداوله الأجيال جيلاً بعد جيلاً, على خلاف أناس يموتون ولا أحد يذكرهم", مشيرًا أن بيتها كان دائمًا مسرح لعمليات المقاومة، والتي كان من أبرزها حادثة استشهاد القائد "القسامي" عماد عقل، موضحًا أن "أم نضال كانت تستمع لحاجات الناس، وتوصلها للمسؤولين، وأصحاب الاهتمام".
وأشار هنية إلى أن "تاريخ استشهاد أم نضال يأتي بين حدثين مهمين، ذكرى استشهاد الدكتور إبراهيم المقادمة، وذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين".
وشارك الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، الأحد، في تشييع جثمان النائب مريم فرحات (أم نضال)، بعد أن وافتها المنية، فجر الأحد، عن عمر يناهز الـ64 عامًا، زاخرة بالعطاء والتضحية، حيث كان أبرز تضحياتها تقديم ثلاثة من أبنائها شهداء.
وشارك في التشييع جماهير غفيرة تقدمهم رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، والوزراء والنواب وقادة الفصائل والمسؤولين، والآلاف من مُحبي "أم الرجال" كما يسميها أهل غزة.
ونعى رئيس الوزراء إسماعيل هنية "خنساء فلسطين"، خلال خطبة ألقاها في مسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، في حضرة الجنازة، قائلاً "أم نضال فرحات، النموذج القدوة لنساء فلسطين، بل لنساء العالمين، ورجال الأمة العربية والإسلامية، لا يشيعها أهل الأرض لوحدهم ، بل الملأ الأعلى بإذن الله".
ووعد هنية فرحات بالسير على طريقها في النضال والمقاومة، حتى تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، معتبرًا إياها صاحبة سيرة عطرة في التاريخ المعاصر، وهدية السماء لأهل الأرض.
وأضاف "لو أقمنا قبة لأم نضال ما وفيناها فضائلها، لأنها من السابقات في الدعوة والجهاد والصبر والتضحية والعطاء، حيث قدمت لهذا الشعب والأمة نماذج فريدة في جهاد أعداء الله، من فلذات كبدها، ونحن باقون على عهدها"، مؤكدًا "فرحات هي المرأة الاستثنائية، التي أنجبت ابنها القائد في تصنيع صواريخ القسام (نضال)،  فوصلت صواريخه تل أبيب والقدس المحتلة، وقدمت ابنها محمد للشهادة في سبيل الله، فتمكن من قتل 9 من الصهاينة في ملحمة بطولية في غوشستيون"، وتابع موضحًا "نضال ومحمد ورواد شهداء لأم واحدة، فكلهم قساميون وأصحاب مسيرة جهادية مشرفة، فضلاً عن أن بيتها كان مزارًا لكل الوفود الزائرة لغزة، كما أنه كان ثغرًا من ثغور الجهاد، فاستضاف القائد عماد عقل وإخوانه المجاهدين".
وواصل هنية قائلاً "نحزن لفراق أم نضال، لكننا نفخر في الوقت ذاته ونرفع رؤوسنا عاليًا، لأنها امرأة مسلمة إخوانية مجاهدة، لم يكن بينها وبين الجنة إلا أن تلقى الله، ونحسبها كذلك إن شاء الله".
كما ونعت فصائل فلسطينية ومؤسسات وطنية النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الحاجة مريم فرحات (أم نضال) والتي توفيت، فجر اليوم الأحد، في مستشفى الشفاء بغزة بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 64 عاماً.
كما قدمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أحر التعازي إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية، لوفاة "المجاهدة الصابرة، المربية الفاضلة، والدة الشهداء خنساء فلسطين أم نضال فرحات"، حيث أشار نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق إلى أن النائب المرحومة "دفعت بأولادها لساحات الوغى أحياء، فقدمت ثلاثة منهم شهداء، كما كان في بيتها الشهيد عماد عقل وإخوانه المجاهدين، وعلى جدران منزلها لا زالت أثاره للعين بارزة".
وأضاف أبو مرزوق "تزورها في مرضها فتواسيك بعزيمة وتشد من أزرك، كأنك المريض وهي صاحبة العافية، تصغر أعمالها وتعظم فعل الخير من غيرها، لا تكل في الحديث عن المرابطين وحقهم، والفقراء والواجب نحوهم، مريم فرحات سيرة عطرة وكتاب مليء بصفحات الفضائل، وإيثار يندر وجوده، ومضرب مثل بين النساء فريد".
من جانبها، نعت كتائب الشهيد "عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" النائب مريم فرحات، سائلة الله أن يتغمدها بواسع رحمته، ويلهم أهلها الصبر والسلوان.
ونعت رئاسة المجلس التشريعي إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية "خنساء فلسطين" النائب مريم فرحات، التي وافتها المنية، فجر الأحد، بعد صراع طويل مع المرض.
وأشارت رئاسة التشريعي، في بيان صحافي، وصل "العرب اليوم" نسخة عنه، إلى أن "النائب فرحات رحمها الله كانت من أكثر النواب إخلاصًا ووفاءًا وخدمة لدينها ووطنها وقضيتها"، و أضاف البيان موضحًا أن النائب فرحات "أفنت حياتها في خدمة الوطن والقضية ودعم المجاهدين"، لافتًا إلى استشهاد ثلاثة من أبنائها المجاهدين، الذين ربتهم على التقوى والجهاد وحب الوطن وقدمتهم فداءًا لله والقدس و فلسطين.
من جانبه، نعى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" زكريا الأغا المناضلة الكبيرة النائب فرحات، معددًا سلسلة من التضحيات التي قدمتها خلال فترة حياتها في سبيل هذا الوطن الغالي.
وقال الأغا، في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة عنه، "رحم الله الفقيدة رحمة واسعة، وجزاها خير الجزاء بما قدمت، وجعل الجنة مثواها مع الصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا".
كذلك نعت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين الحاجة أم نضال النائب في المجلس التشريعي، وأحد أعلام الجهاد والمقاومة، التي لبت نداء ربها، بعد حياة حافلة بالعطاء والجهاد والتضحية.
وقالت الحركة، في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة عنه، "والله نسأل أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا".
وتقدمت الحركة بـ"العزاء والمواساة من عموم الشعب الفلسطيني، لاسيما أشقائنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجميع أبنائها وأحفادها ومحبيها، سائلين العلي القدير أن يلهمهم الصبر وحسن العزاء".
بدورها، تقدمت حركة "المقاومة الشعبية" وجناحها العسكري "كتائب الناصر صلاح الدين"، وعلى رأسها الأمين العام الشيخ أبو قاسم دغمش بأحر التعازي من الشعب الفلسطيني عامة وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خاصة، ولرئاسة المجلس التشريعي ولقائمة "التغيير والإصلاح" ولعائلة فرحات لوفاة "خنساء فلسطين" النائب أم نضال فرحات.
وفي السياق ذاته، نعت وزارة الداخلية والأمن الوطني مريم فرحات (أم نضال)، مشيدة بتضحيات النائب فرحات، ومؤكدةً أنها قدمت نموذجًا من المقاومة والتضحية والفداء، حيث قالت الوزارة في بيان لها "إن حياة النائب أم نضال فرحات كانت سلسلة متصلة من المقاومة والتضحية والفداء والبذل والعطاء، لما يحقق أهداف الشعب الفلسطيني، وكانت مثالاً في الورع والتقوى والإخلاص والانتماء والوفاء على مدار سنوات نضالها الطويلة".
يذكر أن النائب فرحات، عادت أول أمس الجمعة، من جمهورية مصر العربية، بعد رحلة علاج طويلة، حيث أكد الأطباء إصابتها بتليف شديد في الكبد، والتهاب الأمعاء، الذي أدى إلى التسمم، بعد أن أصيبت خلال الأشهر الأخيرة بجلطات عدة، وخضعت إلى علاج مطول في مشافي غزة ومصر، وأجرت أخيرًا عمليات المرارة والزائدة والقلب المفتوح، حتى وافتها المنية، فجرالأحد، بعد صراع طويل مع المرض.
ولدت أم نضال في 24 كانون الأول/ديسمبر 1949، لأسرة بسيطة من غزة، ولديها من الإخوة 10 ومن الأخوات 5، وهي من حي الشجاعية شرق غزة، وتفوقت في دراستها, وواصلت حتى تزوجت بفتحي فرحات (أبو نضال)، وكان ذلك في بداية الثانوية العامة, وقدمت الامتحانات الثانوية وهي حامل بمولودها الأول, وحصلت على 80% ودرست الثانوية في مدرسة الزهراء، وهي أرملة وأم لـ 6 أبناء و4 بنات، جميع أبنائها من كتائب "الشهيد عز الدين القسام"، استُشهد منهم ثلاثة، نضال ومحمد ورواد، وأم لأسير منذ 11 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبر الأم الروحية لشباب المقاومة.
وقصف منزل أم نضال 4 مرات من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهي أحد أعلام "الإخوان المسلمين" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين، وعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، واشتهرت باسم "خنساء فلسطين" لسبب التضحيات التي قدمتها خلال الانتفاضة.
وكانت فرحات قد ظهرت في شريط فيديو مصور عام 2002، وهي تودع ابنها الشهيد محمد فرحات قبل ذهابه لتنفيذ عملية استشهادية في مستوطنة "عتصمونا" غرب رفح.