واشنطن - يوسف مكي
اكتشف العلماء "سبايدرمان" جديد من الممكن أن يصطاد فريسته عن طريق اطلاق الوحل من مخالبها، حيث تمّ اكتشاف النوع الجديد والتي تسمي ثيلاكوديس فاندينزيس في حطام سفينة في فلوريدا كيز، وهو المكان الوحيد الذي تم العثور على تلك الأنواع فيه، ويعتقد الخبراء أن هذا الحلزون الغريب هاجر على متن السفينة من الهند والمحيط الهادئ، إلا انه من الممكن أن يؤثر على الشعاب المرجانية.
وأشار العلماء إلى أن الديدان الجديدة ليس لها قشور مثل معظم القواقع، لكن لديها قوارض لها قذائف أنبوبية الشكل بشكل غير منتظم، وبيّن الدكتور روديغر بييلر، أن هذه الدودة تعتبر حيوانات غريبة بشكل خاص، ومن بين اللافقاريات الموجودة في متحف شيكاغو، وعلى الرغم من أن هذه القواقع غير متحرك، إلا أن الدكتور بييلر والمؤلفين المشاركين من متحف، ومن جامعة فلوريدا الدولية، وجامعة كيب بريتون يعتقدون أنها أنواع غازية من الهند والمحيط الهادئ حيث لم يتم الاعتراف بها حتى الآن، وفي حين أن معظم القواقع تتحرك ببط، الا أن القواقع الكبار لا تتحرك على الإطلاق، وبدلًا من ذلك، فإنها تلتصق ببقعة واحدة لبقية حياتهم.
وأفاد الدكتور بييلر أن هؤلاء الغزاة الجدد مرشّحون للعيش على الأسطح الصلبة مثل السفن والشعاب المرجانية، وخلافًا إلى معظم القواقع التي تستخدم الوحل للتحرك، فأن تلك القواقع تستخدم الوحل للمطاردة، حيث أن القواقع لها زوج إضافي من المخالب بالقرب من قاعدة جسدهم، وتعتبر مثل الأسلحة الصغيرة، وتستخدم هذه المخالب لإطلاق الوحل، مضيفًا أنّهم يطلقون الوحل عن طريق شبكة مخاطية، مثل الرجل العنكبوت - على الرغم من حركتهم البطيئة، ومن خلال الشبكة المخاطية التي تقوم بها تلك العناكب تتعثر الكائنات الدقيقة في الشبكة وتستخدم القواقع أفواههم لسحب الشبكة مرة أخرى وتناول الطعام باستخدام الأشرطة الموجودة على لسانهم.
وكشف الدكتور بييلر، أن هذه الحلزون كان موجود في المياه الآسنة أو على سفن الشحن، وعندما وصلوا إلى هنا، أصبحوا المستعمرين الجدد، وتعتبر الشعاب المرجانية الحية في فلوريدا كيز الآن مليئة بتلك الحيوانات، وتعتبر القواقع ضارة للشعاب المرجانية والكائنات الأخرى الموجودة في الشعاب المرجانية، حيث أنها يمكن أن تقلل من نمو الشعب المرجانية، وقد تبيّن أنها تعمل كمضيف لبعض فصائل الدم، وهي طفيليات السلاحف الرأسية"، وعلى رأس المخاطر التي تحملها تلك القواقع، هي التي تكنها للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
وبيّن الدكتور بييلر، أنّ تغير المناخ، والتلوث، والصيد الجائر، وغيرها من المشاكل تضع الشعاب المرجانية في خطر"، وعلى الرغم من أن الشعاب الاصطناعية مثل السفن الغارقة قد توفّر أماكن للمرجان والحيوانات البحرية الأخرى للعيش، فإن الأنواع الموجودة تحتاج إلى رصد، مضيفًا أنّه "إذا لم نفعل ذلك، فإن الأنواع غير الأصلية والأنواع الغازية المحتملة مثل ثيلاكوديس فاندينسيس قد تصل في نهاية المطاف من الشعاب الاصطناعية إلى الشعاب الطبيعية وتسبب مشاكل للحيوانات التي تعيش هناك"،
وعلى الرغم من الفوضى التي يمكن أن تسببها القواقع، فإن الدكتور بييلر أفاد أنّه سعد باكتشافها، فاكتشاف ثيلاكوديس فاندينسيس يساعد على إبراز أهمية مجموعات المتاحف المهمة، ودون مقارنة عدد لا يحصى من عينات الحلزون في المتاحف حول العالم، لن نكون قادرين على تحديد هذه القواقع كنوع جديد.