لندن -عمان اليوم
حذر علماء من تفاقم ذوبان نهر ثويتس ”يوم القيامة الجليدي“ في غرب القارة القطبية الجنوبية بحجم بريطانيا، وارتفاع مياه البحار العالمية بمقدار قدمين، ما شكل تهديدًا كبيرًا للعديد من البلدان، بحسب دراسة جديدة.
وسلط تقرير ”ديلي ميل“ الضوء على الأهمية البالغة التي يمثلها نهر ثويتس الجليدي لمستقبلنا، حيث تُظهر الدراسة الجديدة أن الأمور لا تبدو جيدة.
ووفقا للنتائج المكتشفة، لأول مرة يتمكن العلماء من الحصول على بيانات من تحت النهر بمساعدة الغواصة راين غير المأهولة، التي اخترقت الجزء الأمامي من النهر، ووجدت عبر البيانات التي جمعتها أن إمداد الماء الساخن للنهر الجليدي كان أكبر مما كان يُعتقد سابقًا، ما أثار مخاوف بشأن الذوبان السريع للجليد وتسريع تدفقه.علقت الأستاذة كارين هيوود من جامعة ظإيست أنجليا قائلة: ”كان هذا أول مشروع للغواصة بالمناطق القطبية، وكان استكشافها للمياه أسفل الجرف الجليدي أكثر مما كنا نأمل، نخطط للبناء على هذه النتائج المثيرة من خلال تنفيذ المزيد من مهام الجليد العام المقبل“.
وقدمت الدراسة، التي نُشرت في“ Science Advances“ يوم الجمعة، أول ملاحظات مباشرة على الإطلاق لما يحدث تحت الجرف الجليدي، بما في ذلك درجة الحرارة وملوحة المياه التي تتدفق تحته بالإضافة إلى قوة التيار.
وبحسب الوارد، يعد نهر ثويتس الجليدي جزءا كبيرا وواسعا من الغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا الذي يتدفق إلى خليج باين آيلاند، حيث يختفي هذا الجرف الجليدي أسرع من أي جرف جليدي آخر في المنطقة؛ بسبب المياه تحته التي تأكل قاعدته.
تستند الدراسة الجديدة إلى الملاحظات الميدانية من عام 2019، عندما أرسل فريق من عشرين عالمًا غواصة أسفل ثويتس، لمدة 13 ساعة، تحركت المركبة تحت الماء حول حوضين عميقين أسفل النهر الجليدي يوجهان الماء الدافئ نحوه.
ووجدوا ثلاث قنوات، حيث يدخل الماء الدافئ ويدور تحت ثويتس، إحدى هذه القنوات كانت ذات أهمية خاصة؛ لأنها تكشف عن ممر صغير إلى خليج باين آيلاند إلى الشمال، وكان يُعتقد سابقًا أن هذا الممر قد أغلق، لكن اتضح أنه مفتوح، مما يسمح للمياه الدافئة بالتدفق تحت النهر الجليدي.
التقطت الغواصة بيانات تُظهر أن الماء الدافئ يصل إلى 33.89 درجة فهرنهايت (1.05 درجة مئوية)، ويدور حول ”نقاط التثبيت“ الحاسمة للنهر الجليدي، أو النقاط التي تثبته في مكانه، كما يعمل هذا الماء الدافئ على إذابة حواجز مهمة، تفسح المجال للشقوق في الجليد.
يقول أليستر جراهام، الأستاذ المساعد لعلوم المحيطات الجيولوجية بجامعة جنوب فلوريدا والمشارك في الدراسة: ”القلق هو أن هذه المياه تتلامس مباشرة مع الجانب السفلي من الجرف الجليدي عند النقطة التي يلتقي فيها اللسان الجليدي مع قاع البحر“.
وكتب المؤلف، الذي كان في رحلة استكشافية بحثية إلى الجبل الجليدي، في رسالة بريد إلكتروني: ”هذا هو آخر معقل للثويتس، وبمجرد أن ينفصل عن قاع البحر في مقدمته، لا يوجد شيء آخر يمكن للجرف الجليدي أن يتمسك به، من المحتمل أيضًا أن يختلط هذا الماء الدافئ في عمق التجويف، وهذا يعني أن النهر الجليدي يتعرض أيضًا للهجوم عند قدميه حيث يستقر على صخرة صلبة“.
لا يقتصر الأمر على المياه الدافئة لخليج باين آيلاند فقط التي يجب القلق بشأنها أيضًا، باستخدام بيانات الغواصة وجد الباحثون أيضًا قنوات تنتقل عبرها المياه الدافئة نحو نهر ثويتس الجليدي، ووجدوا أن المزيد من المياه الدافئة تتدفق أيضًا من على طول الجرف القاري. عن ذلك يقول جراهام: ”ثويتس تتعرض لهجوم من المحيط من جميع الجهات“.
كل هذا له عواقب وخيمة للغاية على الذين يعيشون على طول الساحل، حيث سيؤدي انهيار النهر الجليدي إلى رفع مستويات سطح البحر بمقدار 1.5 إلى 3 أقدام، مما يؤدي إلى إغراق المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.
قد يهمك ايضًا:
جبل جليدي ضخم ينفصل عن القارة القطبية الجنوبية