بيروت ـ انور الداعوق
ارتكب العابثون بالبيئة في لبنان مجرزة جديدة طالت أشجار دلب معمرة على الطريق الدولية بين محطة بحمدون، رويسات صوفر وصولا إلى شانيه، لتضاف إلى مجزرة سبقتها في الموقع نفسه، ويبدو أن العابثين أرادوا هذه المرة رغم ارتفاع الصوت سابقا الاجهاز على ما بقي منها، وكأن صرخة البيئيين والجمعيات الأهلية لم تحل دون وقف البعث بمعالم طبيعية وجمالية في واحدة من أهم مناطق الاصطياف، كونها لم تترافق مع
عقاب وتغريم الجناة ما شجعهم على المضي في قطع ما كان قد بقي من أشجار.
وعرض رئيس "جمعية طبيعة بلا حدود" المهندس محمود الاحمدية لما وصفه بـ "مجزرة موصوفة"، وقال: "كنا قد أثرنا هذا الموضوع منذ ما يقرب من 6 أشهر ،فوجئنا الجمعة ، قطع عدد من الأشجار على طريق الشام الرئيسية، ينوف عمرها على المائة سنة، وتم القضاء على نصفها أي ما يقرب من 15 شجرة معمرة، فيما بقي النصف الآخر ولم يتحرك أحد لقطعها بعد تسليطنا الضوء على هذه المجزرة البيئية بامتياز، ظنا منا أن العابثين ارتدعوا، ليتبين لنا أن الاهمال والفوضى هما المتسيدان في ظل ما نشهد من فوضى وتسيب، ليجهزوا على ما بقي منها، لتتحول الطريق الدولية جرداء لا أثر فيها لغصن أخضر".
ولفت إلى انه "ربما هي المرة الأولى في لبنان يتم فيها قطع أشجار قطر الواحدة منها في حدود المتر الواحد، بارتفاع ما يقارب الخمسة عشر مترا، كانت تشكل منظرا" جميلا" وحماية بيئية طبيعية وتغطي نصف الجهة اليسرى من الاوتوستراد الدولي".
وأضاف الأحمدية: "فوجئنا أخيرا بمشهد نافر حيث تم قطع القسم المتبقي من الاشجار، بالرغم من إثارة هذا الموضوع مع الجهات المعنية وقتذاك، عندما رفعنا الصوت للاقتصاص من المعتدين وتغريمهم وإلزامهم زرع أغراس جديدة بدلا من المقطوعة، وللأسف تغيرت معالم الطريق الدولية، في وطن يتغنى أبناؤه بخضرته وجمال طبيعته، ويبدو أن المعتدين استفادوا من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان فأكملوا ما بدأوه دون وازع من ضمير بعيدا من أية معايير أخلاقية وانسانية".
وقال: "لن نتحدث عن فوائد الشجرة ومنافعها فالكل يعلم أهمية الأشجار في التوازن البيئي وفي بعدها الحضاري وفي ما تسدي للانسان من فوائد، لكن ما أثار استغرابنا أن مجزرة الأشجار وقعت على الطريق الدولية وليس في أحراج نائية، وهذا مؤشر خطير يستوجب تحركا على مستوى الوزارات المعنية فضلا عن الملاحقة الأمنية".
وطالب الاحمدية باسم "جمعية طبيعة بلا حدود من الجهات الرسمية المعنية بهذا الموضوع اتخاذ التدابير الرادعة لإيقاف هذه المجزرة كي لا تمتد لتطاول أشجار الدلب التي تزين مدخل صوفر وصولا الى المديرج وضهر البيدر".