لندن - ماريا طبراني
لندن - ماريا طبراني
توَصَّلَ باحثون من جامعة "شيفيلد" البريطانية إلى فكّ اللغز الوراثي لقدرة حشرة بَقِّ الفراش على التناسل السريع للغاية والانتشار مجددًا على الرغم من محاولات الإنسان التخلص منها.
فقد أظهر التحليل الوراثي أن بقة فراش واحدة حاملاً تتمكن من الإفلات والهرب من المطاردة تكون مسؤولة عن غزو كامل لحشرة الفراش، حيث تنتج
بصورة هائلة أجيالاً من الذرية التي سرعان ما تنتشر هي الأخرى وتتناسل.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الحشرة يمكنها أن تخلق مستعمرة تضم الآلاف من بق الفراش الذي يتغذى على إنسان واحد.
واستَنَدَت الدراسة على الوضع في العاصمة البريطانية لندن التي ظهر فيها بق الفراش مجددًا.
وتَوَصَّل الباحثون في الدراسة التي اعتمدت تحليل الحمض النووي "دي أن أيه" إلى أن مستعمرات بق الفراش في منزل أو فندق تنحدر من سلف أو جد أعلى مشترك أو من حفنة قليلة من الاناث.
وأشارت الدراسة، كما ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إلى أن الانتشار السريع في أعداد هذه الحشرة يمكن أن يحدث في غضون أسابيع، وهي النقطة التي عادة ما يتدخل فيها الإنسان للقضاء على البق الذي يتغذَّى على دم الإنسان.
وأراد العلماء التوصل لمعرفة كيفية الانتشار الهائل لهذه الحشرة مرة أخرى بمثل هذه الاعداد الهائلة بعدما يتم التخلص منها ، ورغم أن بق الفراش لا يمكنه الطيران لكنه يعتمد على الناقل وهو هنا الإنسان للسفر إلى أي مسافات ، وهو ما يفسر الغزو السريع للغاية لهذه الحشرة الضئيلة.
وأعلن البروفيسور روجر بوتلين من جامعة "شيفيلد" أنه "إذا ترك الانسان واحدة فقط من هذه الحشرة ، فيمكنها أن تنمو بسرعة كبيرة ، فإذا تمكنت حشرة واحدة فقط حامل من الاختباء في أحد أمتعة المسافر على سبيل المثال ، فإنها تكون كافية لبدء غزو لمستعمرة جديدة ، ويمكن لحشرة بق الفراش البالغة أن يصل طولها إلى خمسة ملليمترات".
وأشار البروفيسور بوتلين من قسم علوم الحيوان والنبات في الجامعة، بأن "بق الفراش اختفى تقريبًا من لندن مع حلول منتصف القرن العشرين، ولكن أعداده بدأت في التزايد مرة أخرى منذ الثمانينات من القرن الماضي".
وأوضح البروفيسور بأن "بق الفراش يمكنه البقاء على قيد الحياة من دون تغذية لمدة شهر، في انتظار وصول أحد البشر، ويمكن لعقار واحد أن يضم عشرات الآلاف من حشرة البق، وكلها تعيش على قاطنيه من البشر".