بيروت - العرب اليوم
اكد الخبراء ان الجفاف اخذ يهدد لبنان خصوصا بعد ان شارف فصل الشتاء على الانتهاء في حين ان معدل الامطار ما زال دون نصف المعدل الطبيعي.
ومع تراجع كمية المتساقطات بدأت المخاوف تتصاعد من الاثار السلبية على القطاع الزراعي وغيرها من القطاعات الحياتية.
وقال الخبير في ادارة المياه والمناخ الزراعي
الدكتور فادي كرم ان لبنان كما منطقة حوض البحر المتوسط يمر بسنة جفاف تتمثل في حرارة متدنية وامطار قليلة بسبب الحركة غير النشيطة للرياح الغربية الرطبة (التي تأتي من القارة الامريكية) والتي ادت الى انحسار الامطار.
واشار الى ان الجفاف قد يقتصر على سنة وربما يمتد الى ثلاث سنوات كحد اقصى لافتا الى ان التوقعات تتحدث عن هطول امطار كبيرة وربما ثلوج في شهر مارس المقبل الا انها لن تصل الى المعدل الطبيعي حسب ما ذكرت كونا.
ورأى كرم ان لبنان اكثر البلدان تأثرا بالجفاف في المنطقة لعدة اسباب ابرزها تراجع الغطاء الاخضر مع تزايد العمران في المناطق الجبلية بالاضافة الى الحجم الكبير للتعديات على مجاري الانهار والشواطئ حسب ما ذكرت كونا.
ولفت الى ان الامطار تشكل المصدر الوحيد للمياه المتجددة في لبنان وذلك لغياب وجود اي نهر يأتي الى لبنان من خارج الحدود حيث ان جميع الانهار اللبنانية داخلية واثنان منها ينبعان من لبنان ويصبان خارج اراضيه.
ويستعمل القطاع الزراعي في لبنان 70 بالمئة من مصادر المياه المتجددة اكثر من 50 بالمئة منها من مصادر جوفية وبالتالي تراجع كمية الامطار سيزيد من صعوبة عملية الري.
وسيؤدي تراجع الامطار الى تأثر القطاع الزراعي والاستهلاك المنزلي للافراد والاهم من ذلك حسب الامم المتحدة قطاع الاستشفاء الذي يتطلب توفر كميات كبيرة من المياه للعمليات والاعمال الطبية.
ويدعو كرم الى اعتماد برنامج ري استراتيجي وذلك بتحديد المزروعات التي لا تتطلب كميات مياه كبيرة للري والتركيز عليها. من جهته قال رئيس جمعية المزارعين انطوان حويك "لن نستطيع معرفة اي قطاع سيتأثر وحجم الاضرار الى حين انتهاء فصل الشتاء".
ولفت الى ان بقاء الوضع على ما هو عليه سيلحق اضرارا كبيرة خصوصا ان هناك اراضي كثيرة تروى من نهر الليطاني ستتأثر بانخفاض منسوب المياه في بحيرة الليطاني.
غير ان حويك اكد وجود مشكلة بدأت تظهر ملامحها في بعض المزروعات وفي عدد من المناطق.
وبحسب مصلحة الارصاد الجوية فإن نسبة المتساقطات بلغت حتى الان 404 ملم في حين الان المعدل العام يبلغ 800 ملم.
ويعتبر المناخ اللبناني مناخا متوسطيا يتميز بغزارة المتساقطات في فصل الشتاء (الممتد من يناير إلى أبريل) وبفترة جفاف تمتد على الأشهر المتبقية من السنة الا ان تدني نسبة المتساقطات ادى الى تقلص فترة الشتاء وطول فترة الجفاف الى اكثر من سبعة أشهر في السنة.
وعلى الرغم من تعدد مصادر المياه في لبنان فإن الواقع العملي يظهر وجود عجز بالميزان المائي سببه هدر حوالي 2ر1 مليار متر مكعب في السنة في البحر بالإضافة الى امور اخرى متنوعة.