مسقط -عمان اليوم
تزخر البيئة البحریة في السلطنة بالعديد من الكائنات المائية النادرة والمتنوعة على سواحلها التي تمتد لمسافة تزید على 3 آلاف كیلومتر وتطل على ثلاثة بحار ھي الخلیج العربي وبحر عمان وبحر العرب ویعیش 20 نوعًا من الحیتان الكبیرة والدلافین في میاه عُمان، الأمر الذي دفع بمجموعة من الشباب الهواة بالتعاون مع هيئة البيئة للقيام برحلة بحث بحرية لرصد الحوت الأحدب العربي في مياه بحر العرب بالقرب من شواطئ نيابة حاسك بولاية سدح.وقال هيثم بن خميس الفارسي / أحد هواة التصوير/ إن فكرة رحلة البحث عن الحوت الأحدب العربي كانت تراودني منذ سنين وكان التخطيط لها كبيرا وصعبا بسبب قلة الإمكانات اللوجستية ولكن بفضل جهود هيئة البيئة تمكنت برفقة بعض الزملاء من القيام بهذه الرحلة الاستكشافية لرصد الحوت الحدب العربي في مياه بحر العرب بالقرب من شواطئ نيابة حاسك التابعة لولاية سدح.
وأضاف الفارسي "كان الشغف وحب الاستكشاف وإبراز ما تزخر به البيئات العمانية المختلفة من تنوع إحيائي من أهم الدوافع التي قادتنا لتنفيذ هذه الرحلة التي استغرقت سبعة أيام متتالية في البحر قبالة شواطئ حاسك، وقد استطعنا أن نرصد عدد 9 حيتان في مواقع مختلفة ومتقاربة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الرحلة.
وعن الصعوبات التي واجهت الفريق أثناء رحلة البحث يقول االفارسي:"كانت الصعوبات كثيرة خاصة إننا لم نكن نمتلك أجهزة تتبع خاصة فمرت خمسة أيام من عمر الرحلة دون العثور على الحوت الأحدب - بالإضافة إلى تقلبات الطقس وعتو الأمواج.
ويقول مسلم بن مبارك الرضة المهري رئيس مركز البيئة بحاسك "إن عملية مسح الحيتان مستمرة منذ عدة أعوام منصرمة بالتعاون مع جمعية البيئة العمانية وبعض الفرق الشبابية المهتمة بالتصوير ومنها الحوت الأحدب، وخلال السنوات الثلاث الماضية كانت عمليات البحث جارية في شواطئ ولاية سدح الممتدة من مدينة سدح غربا إلى رأس الحمر الواقع بين نيابة حاسك ونيابة الشويمية بولاية شليم وجزر الحلانيات وكذلك شرقا باتجاه جزر الحلانيات بحرا وتم استئناف عملية البحث والدراسات خلال هذا العام في شهر مارس كما هو في كافة الأعوام وذلك لهدوء البحر واقتراب الحيتان من الشواطئ وأيضا طفو الحيتان للسطح في هذه الفترة من كل عام.
وأضاف المهري "لقد أثبتت الدراسات البحثیة والتتبع عبر الأقمار الصناعیة أن الحوت الأحدب العماني ھو في الواقع حوت مقیم ویبقى في موائله قرب السواحل العمانية وذلك نظرًا للظروف المناخیة الموسمیة التي تطرأ على المنطقة الواقعة جنوب عمان والتي توفر مصادر غذاء متنوعة لھذه الحیتان على مدار السنة، بالإضافة إلى الهجرة إلى بحار القطب الجنوبي بحثًا عن الغذاء وهو ما يجعلها كائنات نادرة للغایة فقد تم مشاهدة عدد 100 حوت فقط.
وأشار إلى جهود هيئة البيئة بالتعاون مع الشركاء في جمعية البيئة والشركات العاملة في مياه السلطنة من خلال وضع خطة متكاملة بميناء الدقم لحماية الحيتان من السفن العابرة بحكم أنها منطقة حرجة ومهمة للتكاثر والتغذية لهذه الكائنات ودراسة حالات النفوق لمعرفة أسباب نفوقها أو جنوحها وتخليصها من الشباك وإنقاذها في حال تعرضت لشباك الصيد.
أما عن دور الهيئة في تسهيل مهام عمليات البحث للباحثين والمهتمين باستكشاف ودراسة الحوت الأحدب الموجود على شواطئ السلطنة قال مسلمالمهري إن الهيئة تقدم كافة التسهيلات وتجهيز كافة المتطلبات وتقديم الدعم الفني من قوارب أو مركبات أو مساكن وكذلك مرافقة الفرق البحثية والمهتمين كالمصورين لتوثيق مثل هذا النوع من الحيتان ويتمثل ذلك في مركز البيئة بحاسك.
قد يهمك ايضًا:
إنقاذ أحد حيتان بحر العرب الحدباء بعد تشابكه مع شباك الصيد
إشادة دولية بجهود السلطنة في إنقاذ الحوت الأحدب العالق في الشباك بميناء الدقم