مسقط - عمان اليوم
كشف الفنان التشكيلي سعود الحنيني مساء الأربعاء عن لوحاته الجديدة عبر معرض شخصي فني افتراضي؛ ليواكب المرحلة التحولية الجديدة جراء ما فرضته الإجراءات الاحترازية مع تفشي فيروس كورونا كوفيد 19؛ ليسير على نهج جديد اتبعته المعارض الفنية في دول كثيرة خلال هذه المرحلة، كي لا يبقى الفن حبيس المكان، بل تترجمه ريشة الفنان وتحلق اللوحات عبر الفضاءات الرقمية عاليًا؛ لتصل للمتلقي والجمهور بكبسة زر، فتبعث للجميع روحًا تنبض بالأمل القادم.
المعرض أقيم بإشراف الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، حيث حوى 36 لوحة فنية، حمل عنوان “نفحات من محراب التراث العماني”، لتعلو لوحة لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- في مقدمة المعرض، إلى جانبها لوحة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله-، إضافة إلى عدد من الأعمال التي هي أحدث أعمال الفنان سعود الحنيني، ليتعاطى بذوقه مع مفردات البيئة العمانية وأصالتها، إضافة إلى الأسلوب التجريدي للحرف العربي.
سعود الحنيني ذلك الفنان الذي ترجم تعلقه الشديد بالبيئة العمانية، فملأ جدران معرضه الافتراضي بلوحات حملت اسم عمان، فجاءت بفنها الواقعي متجسدة على هيئة صورة حية لجمال المعالم الطبيعية والمعمارية العمانية، بألوان تناسقت بين خضرة الأشجار، وزرقة السماء، وشموخ الجبال، وانبساط السهل، بين قلاع متقنة البناء، وبيوت قديمة منقوشة بالفن.
وفي جولة عميقة بين أركان المعرض استطعنا أن نتلمس روح الحياة العمانية، لا سيما من خلال اللوحات التي جسدت حرفة العماني، من صناعة للفخاريات، إلى نسج للنسيج، وحتى تجارة متنوعة في أسواقها الشعبية التقليدية، دون أن يغفل “الحنيني” عن سباقات الهجن والإبل، واستعراضات شعبية لركوب الخيل.
ويبدو أن الخيل استوطنت قلب الفنان التشكيلي ومخيلته، فقد حظيت بركن خاص، و 7 لوحات فنية متنوعة بأشكالها وألوانها المتباينة، وهي تسير على مهل على رمال البحر تارة والصحراء تارة أخرى، وتقف بخيلاء في لوحات أخرى، تبرز مفاتنها أمام ريشة “الحنيني” دون أن يغفل الأخير عن إظهار أصغر التفاصيل.
ولم يكتفِ الفنان التشكيلي سعود عند هذا الحد، بل أمتع جمهوره في معرضه أيضًا بركن خاص بالتشكيلات الحروفية، التي خطها بجمالية، وأضفى إليها مزيج الألوان المبتكرة، إضافة إلى دقة النقوش الإسلامية.
ويقول الفنان سعود الحنيني عن معرضه: “إن أسمى أهداف المعرض هو ترسيخ السحر المملوء بالجمال المنثور بين أرجاء هذا الوطن وتقديمه بأسلوب تصويري دقيق ومشوق يعمل على تحريك الطاقات الشعورية والأحاسيس الجمالية لجمهور المتلقين عند مشاهدتهم لتلك الأعمال لتنهل أرواحهم مما تبوح به من عراقة وتراث أصيل للسلطنة يتوجب علينا جميعًا أن نتكاتف في إظهاره بأسمى وأجمل الحلل ليتعرف عليه ويستمتع به القاصي والداني ، وذلك إيمانًا منا بأن الفن هو جزء أصيل من المجتمع العماني وله دور بارز في تشكيل صورتنا وهويتنا الوطنية لدى المجتمعات الأخرى”.
قد يهمك ايضاً :
جلالة السلطان يقوم بزيارة لمزرعة زينة الصحراء
ممثل هوليوودي يستعد لدخول عالم الكرة