الرياض ـ العرب اليوم
رثى الدكتور سلمان العودة زوجته هيا السياري، التي تُوفيت في حادث مروري على طريق القصب – الرياض قبل أسبوع، متذكراً زيارتها له عندما كان بالسجن.
وقال العودة في مقال له مخاطباً زوجته الراحلة: “لم تكوني داعيةً بالمعنى الوعظي، سلوكك هو ما وعظني ودلّني على الطريق دون كلام أو عتاب.. وها أنتِ ترحلين بثناء الناس وحبهم، وتتركينني للوعة والحنين… بعض عزائي أني حاولت تدارك أخطائي في حياتك وقدمت لكِ كلمات الحب قبل فقدك”.
واستذكر العودة موقف زيارة زوجته الراحلة له عندما كان بالسجن، قائلاً إنها زارته في السجن وقد كان تزوجها فقط قبل ستة أشهر وكانت حاملاً في جنينهما ذي الأربعة أشهر، إذ أبلغه الحارس أن لديه زيارة دون أن يعلمه مَن هو زائره، حتى وصل إلى غرفة الزيارة ووجد زوجته أمام عينيه، فغالبته دموعه بمجرد ما رأى دموعها تذرف من عينيها، وسلّم عليها بحرارة وشوق، ودار بينهما حوار ولقاء لم يستمر سوى دقائق معدودة.
وأضاف الشيخ سلمان العودة أنه سأل زوجته عن الجنين فأخبرته أنه ذكر وأنها أوشكت على وضعه، فبشّرها بأنه مَن سيذهب بها إلى مستشفى المهنا ويستقبل مولودها، وأنه قد أوشك على مغادرة السجن وسيصبح ذلك السجن غربة مجرد ذكريات فقط، وقررا أن يسميا المولود المنتظر “البراء”.
وتابع في مقاله أنه بعد هذا اللقاء السعيد الذي لم يعكر صفوه سوى وقته المحدود، عاد إلى غرفته وبدأ يترقب زيارة أخرى بفارغ الصبر.. ثم ختم مقاله مودعاً لها بعد وفاتها: “الآن يقف حبيبك المكلوم أمام حفرتك باسِم الشفتين، دامع القلب، سلوته أنكِ لم تذوقي ألم الفقد كما ذاقه هو!”.