رعاية المسنين


أولت وزارة التنمية الاجتماعية رعاية المسنين ضمن أُولى الفئات التي ترعاها الوزارة، لضمان حقهم من خلال رعايتهم وتحسين نوعية الحياة والمعيشة التي تتناسب مع احتياجات ومتطلبات المسن في بيئته وداخل نطاق أسرته، وتوفير البيئة الآمنة له، وتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والترفيهية والحماية الأسرية والنفسية بطرق ملائمة وذات جودة عالية تراعي احتياجاته، وتعزز أهميته في المجتمع بما يضمن العيش الكريم له.
وللتعرف على أوجه الرعاية المقدمة من وزارة التنمية الاجتماعية تجاه حالات المسنين، التقت «عمان» صفية بنت محمد بن سرحان العميرية مديرة مساعدة بدائرة شؤون المسنين بوزارة التنمية الاجتماعية، التي أشارت إلى أن من أبرز الخدمات التي تقدمها الحكومة للمسنين، «الضمان الاجتماعي».
الضمان الاجتماعي
مؤكدة أن المسنين من ضمن الفئات المشمولة بمظلة قانون الضمان الاجتماعي وفقاً للمادة (2) من قانون الضمان الاجتماعي الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (87/84)، وقد بلغ عدد حالات الشيخوخة المستحقة للضمان الاجتماعي لعام 2019م (32013)، وهي النسبة الأعلى من بين 8 فئات، وتشكل (43.2%) من إجمالي حالات الضمان الاجتماعي.

المساعدات الاجتماعية
وأشارت صفية العميرية إلى المساعدات الاجتماعية، حيث يعتبر المسن من ضمن المستفيدين من المساعدات التي تتمثل في المساعدات المالية والعينية للحالات الخاصة والطارئة من الذين يتعرضون لظرف طارئ أو تقتضي حالتهم المساعدة مثل الحالات المرضية المزمنة كالفشل الكلوي وغيرها.
دائرة مختصة
وعرجت العميرية إلى مهام دائرة شؤون المسنين التي تُعنى بالنهوض بالأشخاص المسنين وتعزيز دورهم ومكانتهم في المجتمع العماني وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة ورسم منهجيات العمل في مجال رعاية المسنين وصياغة التشريعات المنظمة، وهي تباشر اختصاصاتها من خلال قسمي الخطط والخدمات الاجتماعية، وقسم الرعاية المنزلية، كما تشرف فنياً على مجموعة من الخدمات وأبرزها برنامج الرعاية المنزلية للمسنين، وهو يعتبر من أبرز البرامج التي تعكس الرعاية المقدمة للمسنين في منازلهم ومحيطهم البيئي الذي يعيشون فيه، وهو برنامج مشترك بين وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة، تم تدشينه في عام2011 واستصدار لائحة تنظيمية (254/2012)، ويقدم البرنامج مجموعة من الخدمات الاجتماعية للمسنين من أهمها أنشطة اجتماعية وترفيهية للمسنين.

الأنشــطة الاجتـماعية
وقالت «تقـــوم كـل مديريــة إقليمية بإعـــداد خطة تنفـيذية سنوية للأنشــطة الاجتـماعية وتتضمن الخطة نوع النشاط وفترة ومكان التنفيذ والقائمين على التنفيذ سواء عن طريق المؤسسة الاجتماعية أو بالتعاون مع جمعية إحسان أو الفرق التطوعية، فعلى سبيل المثال تم تقديم (101) برنامج ترفيهي للمسنين خلال عام 2019 على مستوى السلطنة».
الإرشاد الأسري
فضلا عن الإرشاد الأسري وتدريب وتأهيل الأسر على كيفية رعاية المسن والعناية به، وتقديم البرامج التوعوية الصحية والنفسية باستمرار، وتنسيق جهود المجتمع المحلي وذلك بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية والخاصة والأفراد لتفعيل دورها والعمل بشكل تكاملي لتطوير الخدمات المقدمة للمسنين كل حسب مجاله.
برنامج الأسر البديلة
بالإضافة إلى برنامج الأسر البديلة، وهي خدمة يتلقاها المسن لإبقائه في وسط المجتمع الذي يعيش فيه حيث تسعى الوزارة إلى إيجاد أسرة بديلة لحالات المسنين الذين يتعذر رعايتهم من قبل أسرهم الفعلية أو عدم وجود أقرباء ملزمين برعايتهم، حيث يوفر لهم أهم الخدمات لرعايتهم وهي بديلاً عن التوسع في إنشاء دور رعاية لإيواء المسنين.

الممكنات المعيشية
مشيرة إلى أن الوزارة تسعى من خلال حزمة برامجها لتوفير الممكنات والترتيبات المعيشية للمسنين وخاصة معدومي الأقارب في إيجاد أسرة بديلة لاحتضانه وسط المجتمع المحلي الذي يعيش فيه حفاظاً على كرامته ولضمان راحته النفسية من خلال بقائه ضمن جو أسري، كما تصرف الوزارة مساعدة مالية شهرية للأسرة البديلة للمسنين، وتوفير بعض الأجهزة الكهربائية والأثاث.

الأجهزة التعويضية
وأكدت المديرة المساعدة بدائرة شؤون المسنين بوزارة التنمية الاجتماعية أن وزارة التنمية الاجتماعية تقوم بتوفير الأجهزة التعويضية والمعينات الطبية للأشخاص الذين تحدد الجهة الطبية حاجتهم إليها ومن ضمنهم المسنين لتعينهم على أداء وظائفهم في الحياة العامة بشكل أفضل مثل (الأسرّة الطبية والمرتبة الهوائية والكراسي المتحركة والنظارة الطبية.. وغيرها)، وبلغ عدد الأجهزة التعويضية المقدمة للمسنين خلال عام 2019م (939) جهازا.

دار الرعاية الاجتماعية
كما أن هناك دار الرعاية الاجتماعية التي تقع بالقرب من جامع السلطان قابوس بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وتتيح الدار التواصل والزيارات من قبل الأهالي والمؤسسات الحكومية والخاصة بشكل مستمر، وتقدم الدار خدمة الإيواء للمسنين ممن تعذر رعايتهم والاعتناء بهم وسط محيطهم العائلي أو الاجتماعي بحيث تستقبل الدار حالات كبار السن. ممن تجاوزت أعمارهم (60) سنة ومنهم أقل من ذلك وفقاً للظروف الاستثنائية لكل حالة، هذا وتتمثل أهم أسباب وجود المسنين بالدار في الحالات التي ينعدم خلالها وجود من يقوم على رعايتهم من الأقارب.

جليس المسن
وتطرقت صفية العميرية إلى عدد من البرامج الجديدة التي استحدثت للمسنين خلال هذا العام، ومن أبرزها تفعيل برنامج جليس المسن/ الأسرة البديلة، ويتم بناء على توصية الفريق المشترك لمقدمي الرعاية المنزلية بعد الزيارة، ويتم ترشيح الجليس أو الأسرة البديلة عن طريق المؤسسة الصحية أو المؤسسة الاجتماعية أو الجمعية بحيث تتم الموافقة عليه من قبل الفريق المشترك، وتصرف الوزارة مكافأة شهرية للجليس مقابل القيام برعاية المسن في منزله أو لدى الأسرة البديلة وفقاً للمهام المحددة لتلك الرعاية، وتدرس كل حالة على حدة لتقرير مدى الحاجة الفعلية لصرف المساعدة.

مؤشرات وأرقام
وقالت: «»بلغ عدد حالات المسنين المقيمين في دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق حتى عام 2019م (44) مسنا، منهم (33) مسنا ذكرا و(11) مسنة، فيما بلغ إجمالي المسنين المتلقين لخدمات الرعاية المنزلية خلال عام 2019م (1610)، منهم (730) مسنا و(880) مسنة.

رحلات وزيارات
وأشارت إلى أن الوزارة تقدم أنشطة اجتماعية وترفيهية للمسنين، وتقـــوم كـل مديريــة إقليمية بإعـــداد خطة تنفـيذية سنوية للأنشــطة الاجتـماعية والترفيهية وتتضمن الخطة نوع النشاط وفترة ومكان التنفيذ والقائمين على التنفيذ سواء عن طريق المؤسسة الاجتماعية أو بالتعاون مع جمعية إحسان أو الفرق التطوعية، فعلى سبيل المثال تم تقديم (101) برنامج ترفيهي للمسنين خلال عام 2019 على مستوى السلطنة.

تسهيلات وإجراءات احترازية
مؤكدة أن هناك مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتباعها لفئة المسنين خلال فترة جائحة كورونا، وقدمت الوزارة عدة تسهيلات للمواطنين المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي والمساعدات خلال جائحة كورونا بصفة عامة والمسنين بصفة خاصة وذلك من خلال عدم إيقاف صرف معاش الضمان الاجتماعي عن الحالات جارية الصرف بسبب عدم تجديد المستندات، وتجديد بطاقات الضمان للمستفيدين عن طريق الاتصال بالدائرة وبالاعتماد على الربط الآلي، وإتاحة التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات الوزارة الرسمية، وإتاحة الطلب للأجهزة التعويضية عن طريق الأنظمة المتاحة بالوزارة دون الحاجة للحضور شخصياً.

عناية طبية
فضلا عن عدم إيداع حالات جديدة من المسنين في دار الرعاية الاجتماعية إلا بعد أن يتم فحصها والتأكد من سلامتها وخلّوها من العدوى، وتوفير العناية الطبية والفحص من الإصابة بفيروس كورونا، وتوفير أماكن عزل مخصصة لاستقبال المرضى مع وجود مختصين لرعايتهم وتلبية متطلباتهم الأساسية، وفتح عدة خطوط هاتفية للتواصل للدعم النفسي والاجتماعي ومساعدة المسنين وأسرهم لتجاوز الضغوط النفسية الناتجة عن هذه الجائحة من خلال توفير برامج استشارية على مدار الساعة ومجانية، بالإضافة إلى رفع الوعي لأسر المسنين من خلال برامج التوعية التي تطلقها المبادرات المحلية المتمثلة في لجان التنمية الاجتماعية والجمعيات الأهلية والفرق التطوعية.

 

 

قد يهمك ايضًا:

اختصاصات ومجالات عمل وزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عمان

 

"التنمية الاجتماعية" تصدر بيان حول طلبات الضمان الاجتماعي وقطع المعاشات