القاهرة - العرب اليوم
في الخامس من أغسطس قبل عامين، كان الوسط الفني على موعد مع صدمة حزينة، بعدما غيب الموت الفنانة ميرنا المهندس بعد رحلة طويلة مع المرض اشتدت آلامها لفترة وهدأت لفترة أخرى.
إلا أن حديث الراحلة عن مرضها صور للجمهور كم كانت قاسية هذه التجربة، ومن خلال هذه الكلمات نستعرض ظهوراً تلفزيونياً سجلته ميرنا المهندس في عام 2004، وتحدثت فيه عن رحلتها مع المرض، خاصة وأنها كانت عائدة لتوها من الخارج بعد رحلة علاج.
وكشفت ميرنا عن كونها في مصر حصلت على تشخيص خاطئ لما تعانيه، بعدما قال الأطباء إنها تعاني "ديزونتاريا" وكانت تحصل يوميا على 12 قرصاً يحتوي على مادة الكورتيزون، كما كانت تحصل على 6 حبات كمضاد حيوي.
كل هذا في ظل انقطاع عن الطعام وشعور حاد بالاكتئاب، فوصل وزنها إلى 35 كيلوغرام، لتتوجه بعدها إلى ألمانيا لكن الطبيب رفض إجراء جراحة لها، بعدما أكد أن نسبة نجاحها ستكون 1% فقط.
عادت ميرنا إلى مصر وهي مستسلمة للمرض وتنتظر الموت، وعلى الرغم مما قيل عن كونها تعاني السرطان، فقد أكدت أن المرض الذي أصيبت به كان أشد خطراً من السرطان، خاصة وأنه يعتمد على كون الإنسان حساس أم لا، وهو ما كانت تتمتع به بشكل كبير.
بعدها توجهت ميرنا إلى الولايات المتحدة الأميركية في رحلة للبحث عن علاج، وبالفعل أجرت جراحة استأصلت فيها نصف القولون، وفي جراحة أخرى بلندن استأصلت النصف المتبقي، وعاشت رحلة لتحارب المرض، حيث كانت ترغب في العودة مرة أخرى إلى العمل وكذلك لقاء الأشخاص الذين يحبونها.
وقالت ميرنا إنها وقتها كانت تفضل أن يقتلها المرض وهي أمام الكاميرا أو على المسرح، ولم تكن ترغب في أن تتواجد على فراش المرض.
آلام التصوير
وكشفت الفنانة التي تعرف عليها الجمهور من خلال مسلسل "ساكن قصادي" عن كونها قدمت عدداً من أدوارها وهي تشعر بآلام المرض، وذلك خلال مسلسل "بنات أفكاري"، كما قدمت مشهد أمام ليلى علوي في مسلسل "تعالى نحلم ببكرة" وهي تعاني من نزيف، ولم تكن قد حصلت على طعام أو ماء منذ 3 أسابيع.
حيث غادرت المستشفى وتوجهت إلى مكان التصوير، وأبلغها المخرج بقدرته على إلغاء التصوير ولكنها رفضت، حيث استجمعت قوتها من أجل تصوير المشهد.
مشاهد صعبة عاشتها ميرنا المهندس أثناء تجربة المرض الأولى التي مرت بها، بعدما كانت تتولى بنفسها تنظيف "المصران" الذي كان خارج جسمها بعد إجراء الجراحة، حيث وضع داخل كيس، وعلمها الأطباء طريقة تنظيفه بعدما كان الطعام يصل إليه أثناء تواجدها بالمستشفى.
كما تحدثت عن تجربة الحجاب ورغبتها في الانغلاق على نفسها، وأن تذهب إلى مجتمع لا يتواجد به سوى الملائكة، ولكنها بعد هذه التجربة عادت مرة أخرى إلى المجتمع الأوضح والواقعي بالنسبة لها، خاصة وأنها تقبلت كل المساوئ التي به.
واعتبرت أن تجربة الحجاب من أفضل مراحل حياتها، خاصة وأنها ظلت محتفظة بملابسها في دولاب خاص ولم تفرط فيها، وتوقعت ميرنا وقتها أن تتوفى وهي غير محجبة، لكن حسابها سيكون بينها وبين ربها.
ورحلت ميرنا المهندس التي رفضت عائلة والدتها التحاقها بالتمثيل، ومنحها المخرج حسين حلمي المهندس لقبه، في الخامس من أغسطس قبل عامين بعدما تدهورت حالتها الصحية مرة أخرى.