عمان – العرب اليوم
قدم رئيس القضاة الشرعيين في الأردن، أحمد هليل، استقالته من جميع مناصبه الرسمية، الأحد، بعد يومين فقط من إلقائه خطبة صلاة الجمعة، أثار فيها حفيظة الشارع الأردني لما تضمنته من مطالبات وصفها البعض بـ"المذلة" من حكام وملوك الخليج لدعم الأردن مالياً.
ونقلت صحيفة "الرأي" الرسمية، الأحد، تأكيداً لقبول استقالة هليل، الذي يتقلد موقع قاضي قضاة الأردن وإمام الحضرة الهاشمية، دون أن يعلن هليل نص الاستقالة أو الأسباب التي دفعته إلى ذلك.
وأثارت خطبة هليل على مدار اليومين الماضيين ضجة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنوعت الانتقادات بين الساخطة والمطالبة باستقالته، وبين المتندرة دون أن تخلو تعليقات نشطاء من "السخرية" من مضامين الخطبة التي شكلت "صدمة ومفاجأة" لدى قطاعات واسعة من الأردنيين.
فيما لم ير بعض المراقبين في خطبة هليل سوى "تحذير" شديد اللهجة من تردي الأوضاع الاقتصادية للبلاد، ورسالة إلى دول الخليج بضرورة التحرك لدعم المملكة مالياً، نظراً لاستنزاف قدراتها المالية في إدارة ملف أزمة اللاجئين السوريين، وأن تجاهل ما آلت إليه أحوال بلاده يعني أن دائرة الخطر لن تقف عند الأردن، مذكراً بالأزمات التي تشهدها سوريا والعراق واليمن و"مؤخراً البحرين"، على حد زعمه.
وقال هليل في خطبته: "أخاطب بصفتي إماما للأمة وعالما من علمائها، قادة الخليج وحكام الخليج، وأخاطب حكماء الخليج وملوك الخليج وضيوف الخليج وأمراء الخليج، ونحن نقدر لهم مواقفهم التي وقفوا بها مع إخوان لهم على مر الأيام نقول لهم بكل تقدير واحترام يا إخواننا ويا أهلنا ويا أولي الأمر في هذه الأمة بلغ السيل الزبى.. حذار ثم حذار ثم حذار أن يضعف الأردن أو أن يتأذى الأردن أو أن يحاط بالأردن والأمور أخطر من أن توصف."
وتساءل الشيخ هليل، موجهاً كلامه لملوك دول الخليج وحكامها: "أين عونكم؟ أين هي أياديكم البيضاء؟ أين هي أموالكم؟ أين هي ثرواتكم؟ ألا نعتبر فيما يجري في سوريا والعراق واليمن والآن في البحرين والله أعلم ماذا يراد بنا وبهم."
وأعرب هليل، الذي رأى ناشطون أن خطبته ليست إلا رسالة رسمية من مراكز قرار في البلاد، عن خشيته من اشتداد الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المملكة، قائلاً: "لئن اشتد الكرب على الأردن وحدث ما لا يحمد عقباه لن يقف عند الأردن وحده، ستدور الدوائر على الجميع، هذا نداء استغاثة لإخواننا في الخليج أن ينقذوا الأردن ببعض ما أفاء الله عليهم.. وسيذكر التاريخ أننا ممدنا أيدينا إليهم."
وقال هليل: "إننا نعاني ونقاسي ونكابد فبما هم مجيبون؟" كما أطلق هليل في خطبته تحذيرات داخلية للأردنيين بتجنب العودة إلى الاحتجاجات في الشوارع معتبرا أنها "إثارة للفتنة" ورفض لقرارات اقتصادية رسمية، وذلك بعد أيام قليلة من إقرار البرلمان الأردني لمشروع الموازنة العامة وتوجه الحكومة إلى رفع أسعار العديد من السلع لتأمين إيرادات ضريبية بقيمة 450 مليون دينار أردني.
واستقطبت خطبة هليل انتقادات ساخطة حيال تحويل المنابر الدينية في البلاد إلى مواقع "للتكسب والاستجداء" وفقا لتعليقات نشطاء، فيما لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو تمثيلية ساخرة.
وعلق الوزير الأسبق، بسام العموش، على صفحته على موقع "فيسبوك"، قائلاً: "أشعر بالذل لأن بلدي يشحد"، فيما علق الكاتب الأردني الساخر أحمد حسن الزعبي على صفحته عقب الاستقالة: "رمضان بلا هليل أحلى.!"
الأردنالحكومة الأردنيةدول الخليجالخليجاللاجئون السوريون