أبوظبي ـ سعيد المهيري
منذ صغره، وهو يجمع أشكالاً وأنواعاً مختلفة من الطائرات، كان حلمه أن يصبح طياراً، إلا أنه اكتشف صعوبة ذلك الحلم على أرض الواقع، ولم يتوقع علي الدوسري البالغ من العمر 13 سنة والمصاب باضطراب التوحد، أن تحقق مجموعة الاتحاد للطيران أمنيته بتلبية رغبته في أن يصبح طياراً ليوم واحد في إطار مبادرتها "الطريق إلى السعادة"، حيث تهيأت له جميع الظروف ليصبح الدوسري كابتن طيار ويدخل إلى قمرة القيادة.
تعزيز الثقة
عملت مجموعة الاتحاد للطيران في إطار مبادرتها المجتمعية "الطريق إلى السعادة"، بالتعاون مع جمعية الإمارات للتوحد، على تحقيق أمنية علي الدوسري بهدف دعم جهود التوعية بمتلازمة التوحد ورسم البسمة على وجه هذا الصبي وعائلته وتعزيز الثقة في نفسه. وحضر المناسبة عدد من فريق الإدارة العليا، كان من بينهم خالد غيث المحيربي، نائب أول للرئيس والمدير العام للاتحاد لخدمات المطار الأرضية، بمركز التشغيل الرئيس بأبوظبي، ورئيس اللجنة الرياضية والاجتماعية الكابتن ماجد المرزوقي، إلى جانب الدكتورة خولة الساعدي، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للتوحد، ووالدي الطفل الدوسري.
بسمة أمل
عن هذه المبادرة، قال خالد المحيربي: إن المبادرة جاءت في إطار المسؤولية المجتمعية لمجموعة الاتحاد للطيران التي تتفاعل مع المجتمع من خلال الإسهام في التوعية ورسم البسمة والأمل على وجوه جميع الفئات من خلال الفعاليات والتواصل الإنساني مع العديد من المؤسسات والجهات. وأضاف: هذه المبادرة تضاف إلى العديد من المبادرات التي قمنا بها في السابق وسنقوم بها دائماً، وجاء تحقيق أمنية علي الدوسري عندما علمنا بشغفه بعالم الطيران ورغبته في أن يصبح طياراً، وقمنا بالتنسيق مع جمعية التوحد ووفرنا جميع الظروف للقيام بهذه المهمة على أفضل وجه، وخاض الدوسري التجربة في عملية محاكاة الطيران وبحضور مدربين وطيارين والذين زودوه بمعلومات مفيدة، وقد لاحظنا تجاوبه الكبير مع هذه التجربة وكيف كان سعيداً، مما ينعكس على أدائه ويزيد من ثقته بنفسه، ونحن سعداء بتقديم هذه الخدمات الإنسانية وسنبقى على تواصل مع المجتمع لتقديم المزيد.
مهارات جديدة
من جهته، أشار الكابتن ماجد المرزوقي، أن علي الدوسري كان سعيداً ومدركاً للتعليمات التي تم تقديمها، ولمسنا شغفه بهذا الميدان، مؤكداً أن مثل هذه التجارب تزيد الثقة في النفس وتكسب مهارات جديدة لجميع الأطفال من خلال الاضطلاع عن قرب على تفاصيل القيادة وكيفية سير العمل حتى لا يظل هذا الميدان غامضاً بالنسبة لهم، وهو يؤمن أن التعليم التفاعلي له الأثر الكبير على إدراك الأطفال.
زرع الأمل
وقالت خولة الساعدي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتوحد: إن هذه المبادرة كان لها الأثر الكبير على الصبي، فمن جانب الأسرة فهي تساعدها على زرع الأمل في قلوب أبنائها، ودعمهم وتدريبهم ليكونوا مستقلين مستقبلاً، مما ينعكس ذلك على حياتهم، كما نحاول أن نلهم الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد من خلال هذه القصص الناجحة، ونعطيهم مثالاً حياً يقتدون به، وهناك شق آخر مهم يتمثل في تحقيق أمنية الطفل نفسه بحيث ينعكس ذلك على مردوده وتعزيز ثقته بنفسه، وهذا ما لاحظناه أثناء تحقيق أمنية الدوسري، حيث كان يشعر بفخر داخل قمرة القيادة والابتسامة تملأ وجهه، ونحن نسعى ونعمل على تحقيق أمنية أي طفل له شغف بجانب معين لإيماننا بأن ذلك ينعكس بالإيجاب على الجانب النفسي للأطفال.