مسقط - عمان اليوم
فاز الفنانان العمانيان القديران صالح زعل (مواليد 1955)، وسعود الدرمكي (1958) بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الثانية عشرة (2020)، تثميناً لمسيرتهما الإبداعية الثرية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، وتقديراً لدورهما الكبير في دعم وتطوير المسرح، وإثراء الدراما التلفزيونية، واحتفاء بمشوارهما الثنائي الفريد.
وارتبط زعل والدرمكي في ثنائية فنية منذ بدايات حياتهما الفنية فلقد أسسا إلى جانب ثلة من رواد المسرح العماني أول فرقة مسرحية رسمية في مسقط سنة 1980 برعاية وزارة الإعلام والشباب، واجتمع الاثنان في العديد من المحطات الفنية المهمة في المسرح، كما في الإذاعة والتلفزيون وعلى النطاق المحلي وعلى مستوى دول مجلس التعاون، وتتشابه مساراتهما المهنية تشابهاً ملفتاً على كل المستويات.
وللمرة الأولى يتقاسم جائزة الشارقة للإبداع المسرحي فنانان اثنان من بلد واحد احتفاءً برابطة الصداقة التي جمعتهما لسنوات عدة، حيث بدأ زعل مسيرته إذاعياً عام 1974، وذلك بعد أن خضع لدورة مسرحية مكثفة في القاهرة التي كان سافر إليها من الكويت، وفي صغره كان والده البحار يريده أن يشتغل في مجاله فتنقل به عبر البحار،من عمان إلى اليمن إلى جنوب أفريقيا، وقبل أن يتوجه إلى الإعلام والمسرح كان زعل قد انتسب إلى المجال العسكري، ولكن لفترة قصيرة.
ويعتبر المسلسل التلفزيوني “الشايب خلف” 1980 نقطة انطلاق زعل الذي راكم على مدار السنوات التالية العشرات من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية العمانية والخليجية، حيث مثل “سعيد وسعيدة” 1991 و “درايش” 2009، و”ومضة فنار” 2011 وغيرها، أما الدرمكي فلقد شغف بالتمثيل باكراً، وكان في طفولته يحاكي أمام المرآة بعض الأدوار التمثيلية الكوميدية للفنان المصري الرائد عادل إمام، وعبر خشبة المسرح في المدرسة الابتدائية لفت أنظار مدرسيه، وقد بدأ مشواره الفني بصحبة صالح زعل بتأسيس أول فرقة مسرحية (أهلية) في السلطنة تحت عنوان “كلبوه”، وهي التي تبنتها بعد أربع سنوات الدولة، وصارت فرقة “مسرح الشباب” الفائت ذكرها، التي أنجز معها العديد من الأعمال المسرحية.
وتدرج الدرمكي من ممثل في فترة الثمانينيات، إلى مخرج تلفزيوني في بدايات التسعينيات، وظل مخلصاً للعمل الإذاعي بصفة مستمرة، وهو أخرج العديد من برامج الأطفال والأسرة فضلاً عن البرامج الثقافية والاجتماعية، وعدد كبير من المسلسلات الإذاعية التاريخية من بينها عمل لاقى نجاحاً كبيراً وهو “أيام العرب” للمؤلف المصري إبراهيم شعراوي، كما تميز بأدائه في الحلقات الإذاعية “ينابيع الخير”.
ويتسلم الفائزان الجائزة في حفل افتتاح الدورة (30) من أيام الشارقة المسرحية التي تنظم هذه السنة في الفترة من 29 فبراير إلى 6 مارس 2020، حيث تأسّست جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سنة 2007 استكمالاً لجهود الشارقة الداعمة والمحفزة لمبدعي المسرح العربي، وأصحاب التجارب المميزة في الاختصاصات المسرحية المتعددة.
قد يهمك أيضا:
سلطان القاسمي يعتمد 702 منحة للدراسات العليا بجامعة الشارقة