كانبرا - العرب اليوم
في بادرة فريدة من نوعها، تناول النائب الأسترالي جوليان ليسر في خطابه الأول أمام البرلمان تجربة شخصية عانى منها أشد المعاناة بفقدان والده منتحرا حيث سلط الضوء على ظاهرة الانتحار في المجتمع الأسترالي.
وأكد ليسر ضرورة الترابط الاجتماعي والتكاتف بين أفراد المجتمع حتى لا يجد الأشخاص الذين يعانون من الإحباط والاكتئاب أنفسهم في مواجهة شعور قاتل بالوحدة يدفعهم للتخلص من حياتهم .. مشيرا إلى تزايد حالات الانتحار في البلاد لتصل إلى حد "الوباء" حسب وصفه.
وأعرب ليسر، من الحزب الليبرالي الجديد عن دائرة "بيرورا" شمال سيدني بولاية نيو ساوث ويلز، عن آماله من خلال مشاطرة الناس لتجربته الشخصية في مد يد العون إلى الآخرين الذين يعانون من تجارب مماثلة.
وفي كلمات مؤثرة للغاية تنفطر لها القلوب، وصف ليسر معاناة أسرته المريرة من تجربة فقدان الأب والتي تمثل له ذكريات حزينة وشجية، مؤكدا أن التحدث عن تجربته الشخصية علانية سيفيد في تخفيف الآلام عن الآخرين في مثل هذه الظروف.
وتعهد ليسر العضو بمجلس النواب، في خطابه المطول، بتبني قضية المشكلات الصحية النفسية والعقلية طوال فترة بقائه بالبرلمان، مؤكدا أنه يرغب في اختراق جدار الشعور بالوحدة بالنسبة للكثيرين ممن يعانون من مشاعر الإحباط.
وأشار النائب البرلماني إلى أنه في غضون 20 عاما الماضية، أنفقت أستراليا الملايين على معالجة مشكلات الصحة العقلية ومنع الانتحار، قائلا "رغم الجهود المتفانية لكل الحكومات إلا أننا خسرنا هذه المعركة".
وشدد النائب البرلماني على ضرورة كسر جدار مشاعر الوحدة والانعزال داخل المجتمع، موضحا أن هناك حاجة لتأكيد الرعاية والاهتمام بين أفراد المجتمع للشعور بالناس من حولهم.
كان الأب "جون" قد أنهى حياته قبل عشرين عاما بالانتحار وهو في سن 55 بالقفز من منحدر "جاب" على خليج "واطسون" شرق سيدني والذي اكتسب، رغم روعة مناظره، سمعة سيئة لكثرة حالات الانتحار به، واستعاد ليسر ذكريات الحادثة المؤلمة وهلع والدته فور اكتشاف الفاجعة التي جعلت منه "رجلا" منذ تلك اللحظة .. حسب قوله.