دبي ـ العرب اليوم
حقق الطالب الإماراتي سيف صالح الشنار (15 عاماً) إنجازاً مهماً على مستوى دولة الإمارات، بعد نجاحه في صعود قمة جبل كليمنجارو، أعلى قمة جبلية في إفريقيا، والذي يصل ارتفاعه إلى 5895 متراً فوق مستوى سطح البحر، ليكون بذلك أصغر إماراتي يحقق هذا الإنجاز، متفوقاً على شقيقيه: معاوية الذي سبق له صعود القمة وهو في سن الـ15 وستة أشهر، وعليّ الذي حقق الإنجاز ذاته وهو في سن الـ15 وشهر واحد. ويدرس سيف في الصف التاسع بمدرسة جميرا للبكالوريا في دبي، وأظهر منذ نعومة أظفاره اهتماماً متنامياً بمجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية التي تتطلب القدرة على التحمل.
وقال الشنار: «2018 هو عام زايد، حيث أردت أن أحقق هذا الإنجاز بالتزامن مع إحياء الدولة ذكرى الوالد المؤسس. إن قادتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة يشجعوننا دائماً على تحطيم الحدود والحواجز، وأن نكون الأفضل على الدوام، ومن ثم فإن من واجبنا أن نبذل أقصى ما لدينا من أجل تحقيق أشياء عظيمة لهم ولبلدنا».
وفي إطار التنافس الأخوي مع شقيقيه، أراد سيف أن يشرع في رحلة للتغلّب على سجلات أخويه القياسية، ومن ثم أقنع والده بخوض التجربة مطلع الصيف، كما كان على علم بعمل مؤسسة في دولة الإمارات تدعى «ليتل وينغز»، تتلقى دعماً من مؤسسة الجليلة ويديرها جراح عظام طب أطفال شهير كان يعالج سيف في السابق، لذا اعتقد سيف أنه يمكنه أيضاً استخدام هذه الرحلة لتسليط الضوء على القضية التي تتبناها هذه المؤسسة، التي تقوم بعمل مذهل مع الأطفال في البلدان والمناطق التي تمزقها الحروب في جميع أنحاء العالم.
وانطلاقاً من هذا الدافع الإنساني، خاض سيف رحلته، حيث تسلق هو ووالده الآلاف من الأمتار يومياً بمعدل ساعات عدة في اليوم، مع المكوث في الخيام ست ليالٍ، وذلك قبل أن يتمكنا من الوصول إلى قمة الجبل المعروفة باسم أوهورو، في 27 يونيو الماضي.
وأضاف الشنار: «إنه لأمر مدهش ومثير مواجهة هذا القدر الهائل من البيئات المختلفة على مستوى الطقس والتنوع الحيواني الذي يتحتم مواجهته على الطريق، وذلك ابتداءً من بيئة مناخية لطيفة للغاية في قاعدة الجبل، مروراً بالأرض المغطاة بالجليد شديد البرودة مع مستويات منخفضة من الأكسجين. ولا ريب أن تلك العوامل جعلت الأيام القليلة الماضية صعبة ومرهقة للغاية».
وأوضح سيف أن أعظم إنجاز وفرحة يحققها تمثلت في رفعه علم الإمارات على قمة جبل كليمنجارو. وقال: «كانت بالتأكيد تجربة غير عادية أحدثت قدراً كبيراً من التغيير في حياتي، وأوجدت مزيجاً من المشاعر والعواطف التي تباينت ما بين الألم والإرهاق إلى الفرح والسعادة. إنها بالفعل تجربة لا تصدق ستظل عالقة بذهني إلى الأبد».