دبي ـ العرب اليوم
رحّب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالزيارة التاريخية التي يقوم بها ضيف البلاد الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الدولة الخميس المقبل، على رأس وفد صيني كبير، بهدف تعميق أواصر التعاون التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين.
نائب رئيس الدولة:
- نحن الشريك الأكبر للصين في المنطقة، ونسعى لبناء روابط اقتصادية وثقافية واستثمارية طويلة المدى.
- يسعدنا الاحتفاء في كل عام بثقافة عمرها آلاف السنين، وعلاقات استراتيجية تحقق رؤى البلدين والشعبين.
الإمارات والصين.. تاريخ من العلاقات
انطلقت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية وجمهورية الصين الشعبية في نوفمبر 1984، فيما افتتحت السفارة الإماراتية في بكين في مارس 1987. وزار الرئيس الصيني - آنذاك - يانغ شانغكون دولة الإمارات في ديسمبر 1989، وتوجت العلاقات بين البلدين من خلال زيارة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلى بكين في مايو 1990 على رأس وفد رسمي. وكانت الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي إلى الصين.
وخلال عام 2008 أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، زيارة مهمة إلى الصين، التقى خلالها كبار المسؤولين الصينيين، وعقد اجتماعات مع الفعاليات الاقتصادية في مدينتي بكين وشنغهاي. وفي الأعوام 2009 و2012 و2015 أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زيارات متتالية للصين أسفرت عن كثير من الاتفاقات التي انعكست على العلاقات المشتركة بين البلدين.
سلسلة من الاتفاقيات
تحكم العلاقة بين البلدين سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة، من أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني بين الدولتين الموقعة عام 1985، واتفاقية إنشاء اللجنة الاقتصادية المشتركة، واتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المشتركة، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية التعاون في مجال الخدمات الطبية عام 1992، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين وزارتي التعليم العالي في البلدين، وغيرها.
واحتفاء بهذه الزيارة، أعلنت دولة الإمارات عن إطلاق الأسبوع الإماراتي - الصيني، الذي يستمر من 17 يوليو الجاري حتى 24 من الشهر نفسه، ويهدف إلى إبراز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون التجاري، والتبادل الثقافي وعلاقات الصداقة بين الشعبين، وستحتفل الدولة سنوياً بالأسبوع الإماراتي الصيني على أن تتزامن الاحتفالات في العام المقبل مع الاحتفالات برأس السنة الصينية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نرحب بضيف البلاد، الرئيس الصيني الصديق شي جين بينغ في هذه الزيارة التاريخية التي تحتفي بالعلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وتؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التعاون المثمر والمستقبل الواعد»، مشيراً سموه إلى أن «الإمارات تحتضن أكثر من 200 ألف صيني، وتضم 4000 شركة تجارية، ونحن الشريك الأكبر للصين في المنطقة، ونسعى لبناء روابط اقتصادية وثقافية واستثمارية طويلة المدى مع الصين».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «تربطنا بجمهورية الصين الشعبية علاقة اقتصادية متينة، وروابط ثقافية واجتماعية وثيقة، ويسعدنا الاحتفاء في كل عام بثقافة عمرها آلاف السنين، وعلاقات استراتيجية تحقق رؤى البلدين والشعبين».
من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن «جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة تلعبان دوراً محورياً في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي».
وأضاف سموه: «منذ أكثر من 28 سنة زار الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الصين مؤسساً لعلاقة استراتيجية بين البلدين، حصدنا ثمارها علاقات اقتصادية وتجارية وثقافية متميزة على مدى أكثر من ثلاثة عقود».
وأشار صاحب السمو إلى المكانة الاقتصادية للصين، قائلاً إن الصين عملاق اقتصادي دولي، ولها ثقل سياسي عالمي، ودورها مؤثر في استقرار الاقتصاد والسلام العالميين.
وتتخلل زيارة الرئيس الصيني للدولة مجموعة من اللقاءات رفيعة المستوى الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، ورفع حجم التبادل التجاري، وتوسيع التبادل الثقافي والاجتماعي بين الصين والإمارات من خلال مجموعة من الزيارات والندوات الثقافية والسياسية، بما فيها ندوة حول كتاب «حول الحكم والإدارة» للرئيس الصيني شي جين بينغ، وندوة حول آفاق العلاقات الإماراتية - الصينية.
وشهدت السنوات الأخيرة تنامياً سريعاً في العلاقات الاقتصادية الإماراتية الصينية ، ما جعل الإمارات على مدى سنوات متتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم.
كما تعد دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الأكبر للصين في المنطقة العربية، حيث إن 23% من حجم التجارة العربية مع الصين تستحوذ عليها دولة الإمارات. ويوجد في الإمارات أكثر من 4000 شركة صينية مسجلة، و200 ألف صيني مقيم، في حين أن عدد السياح الصينيين إلى الإمارات ارتفع بنسبة 26% على أساس سنوي في عام 2016 ليصل إلى 880 ألف شخص.
كما تتمركز في دولة الإمارات أكبر أربعة مصارف صينية عبر فروع لها، إلى جانب تسيير 100 رحلة جوية أسبوعياً بين الإمارات والصين. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات التجارية الثنائية بين الإمارات والصين نمواً يصل إلى 80 مليار دولار في العامين المقبلين، وفقاً لمركز التجارة الخارجية الصيني.