واشنطن - العرب اليوم
غداة لقائه مع الرئيس الاميركي باراك اوباما يزور البابا فرنسيس الخميس الكونغرس حيث يحظى بتقدير كبير على الرغم من الخلافات العميقة القائمة مع الغالبية الجمهورية حول المناخ والهجرة والرأسمالية.
وتطغى زيارة البابا على الولايات المتحدة منذ وصوله الثلاثاء الى واشنطن وبمناسبة اول خطاب يلقيه حبر اعظم في الكونغرس ستكتظ قاعة مجلس النواب باكثر من 500 نائب وسناتور ينضم اليهم لهذه المناسبة قضاة من المحكمة العليا واعضاء من الادارة الاميركية في طليعتهم نائب الرئيس جو بايدن.
وغالبا ما يكرم الكونغرس ضيوفا من قادة دول اجنبية صديقة بدعوتهم لالقاء كلمة في مقره ومن بين هؤلاء القادة هذه السنة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الافغاني اشرف غني ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي.
وسيدخل البابا قاعة الكونغرس بعيد الساعة 14,00 تغ وسيلقي خطابا باللغة الانكليزية من المتوقع ان يستمر حوالى اربعين دقيقة. وبعد ذلك سيحيي من الشرفة حشد يتوقع ان يضم خمسين الف شخص وزعت عليهم بطاقات بالسحب وسيتجمعون عند اسفل تلة الكابيتول، في اخر فرصة لرؤية البابا في العاصمة الاميركية بعد جولته في سيارة الباباموبيلي الاربعاء.
وقبل البابا فرنسيس خلال جولته امس عددا من الاطفال من بينهم فتاة سلمته رسالة تطلب منه فيها ان يدفع اوباما والكونغرس على التحرك من اجل المهاجرين المقيمين في اوضاع غير قانونية في الولايات المتحدة.و30% فقط من اعضاء الكونغرس كاثوليكيون غير ان 90% منهم مسيحيون ويحظى البابا باعجاب الجمهوريين كما الديموقراطيين في الكونغرس الذي يباشر اعماله كل صباح بصلاة والذي تعلو عبارة "بالله نؤمن" مقعد رئيسه.
ويجد كل من الحزبين في مواقف البابا ما يعزز حججه.
فالديموقراطيون يرحبون بدعوات البابا للتحرك حيال الاحتباس الحراري ومد اليد للمهاجرين في وقت يجري نقاش محتدم في الولايات المتحدة حول مصير ملايين المهاجرين القادمين من المكسيك ومن اميركا الوسطى والمقيمين بصورة غير شرعية.
وهم اثنوا على المنشور البابوي حول البيئة الذي صدر في حزيران/يونيو بعنوان "المجد لك" لاسيما وانه ندد بـ"رفع السوق الى مرتبة الهية" والرضوخ لسلطة المال.
اما المحافظون فيجدون في خطابه ما يعزز مواقفهم حول الاجهاض والزواج وهما موضوعان اجتماعيان يتفقان بشأنهما مع خط الكنيسة الكاثوليكية في وقت شرعت المحكمة العليا في حزيران/يونيو زواج مثليي الجنس في جميع انحاء الولايات المتحدة وتجري اعادة النظر تدريجيا في حق الاجهاض.
وقال السناتور الجمهوري ماركو روبيو المرشح لتمثيل حزبه في الانتخابات الرئاسية انه "في المسائل الاخلاقية ان (البابا) يتكلم بسلطة هائلة وكان شديد التماسك في ما يتعلق بقدسية الحياة واهمية الزواج والعائلة" لكن "في الاقتصاد البابا رجل" مثل سواه.
وعلى صعيد الراسمالية يتحفظ الجمهوريون بلباقة على مواقف البابا حيث اكد السناتور جون تون ان "المبادرة الحرة اعظم قوة ضد الفقر عرفها العالم حتى الان".
والبابا المدرك للانقسامات السياسية العميقة في الولايات المتحدة قد يتحدث عن بعض المواضيع صراحة فيما يتطرق الى مواضيع اخرى بالتلميح وسبق ان حذر في الطائرة التي كانت تقله من كوبا الى الولايات المتحدة بانه لن يتحدث عمليا عن الحصار الاميركي المفروض على كوبا والذي يرفض الجمهوريون باصرار رفعه.
ويبدو اعضاء الكونغرس ملتزمين بتوخي الاحترام والهدوء خلال خطاب البابا ولو انه من المتوقع ان يتحمس البعض ويعبرون عن تاييدهم بالتصفيق له وقوفا.
وقال رئيس مجلس النواب جون باينر الجمهوري الكاثوليكي وهو من وجه الدعوة الى البابا "ثمة مواقف موضع جدل الى حد ما... لكنه البابا!"
وكان الرئيس باراك اوباما استقبل البابا الاربعاء في البيت الابيض واعرب عن توافق معه حول التحديات العالمية الكبرى من حروب وازمات هجرة واحتباس حراري.
وبعد ذلك ندد خورخي ماريو برغوليو امام الاساقفة الاميركيين ب"جرائم" التحرش الجنسي بالاطفال ثم توجه الى كاتدرائية حيث احيا قداسا بالاسبانية طوب خلاله المبشر الاسباني الفرنسيسكاني المثير للجدل لكاليفورنيا في نهاية القرن الثامن عشر خونيبيرو سيرا.
ويتوجه البابا بعد ظهر الخميس الى نيويورك حيث سيلقي كلمة الجمعة امام الجمعية العامة للامم المتحدة وسيترأس احتفالا يشارك فيه رجال دين من مختلف الاديان في موقع مركز التجارة العالمي، للتنديد بالارهاب وتأكيد الاحترام بين الاديان.
وسيرأس في فيلادلفيا السبت والأحد اختتام اللقاء العالمي للعائلات الكاثوليكية الذي من المتوقع ان يحضره مليون ونصف مليون شخص، وسط تدابير امنية مشددة قبل ان يغادر الولايات المتحدة الاحد.