لندن ـ وكالات
نسيان اسم شخص مسألة يشترك فيها معظم البشر، حيث إن هيكل الذاكرة كثيراً ما يساعد على التعرف الى وجه الشخص وحتى معرفة تفاصيل أخرى عن حياته، مثل أين وكيف التقى به، الا ان اسم الشخص يصبح شيئاً يصعب تذكره في بعض الأحيان.كثيراً ما نستطيع تجميع عناصر من أحداث سابقة، مثل ان نتذكر ما تناولناه على العشاء قبل أسبوع واحد، ويمكنك ان تتذكر نفسك جالسًا على طاولة مع طبق من الطعام موضوعا أمامك. كما تستطيع ان تتذكر ما إذا كنت لوحدك أو مع اشخاص آخرين أو ما إذا كان ذلك العشاء عادياً أو مع شخص تحبه. ويحدد دماغك فقط نقاطاً عامة عن المنظر، لكنه لا يخلق صورة مكتملة عن الحدث مثل صور الفيديو التسجيلية. من الصعب الحصول على صورة حية دقيقة من الذاكرة لأن دماغ الإنسان لا يعمل مثل الكاميرا، فهو مكون من المليارات من الخلايا العصبية التي تؤدي العديد من الوظائف إلى جانب التذكر. وخلال استرجاع الذاكرة يقوم الدماغ بعملية خداعية، ويعمل على ملء الفجوات لصناعة السيناريو الأكثر احتمالاً. كما لو أنك تتذكر جلوسك حول طاولة غرفة الطعام مع الأصدقاء. واستنتجت انك كنت تأكل دجاجاً مشوياً وبطاطا مهروسة، لا يختزن دماغك صورة كاملة عن ذلك المساء، ولكنك تتذكر جانباً واحداً من عناصر تلك الليلة يمكنها ان تخدع العناصر الأخرى، وتولد صورة كاملة في نهاية المطاف عن ذلك الحدث. هذه العملية التي تعمل على ربط الأحداث مفيدة لملء الفراغات، ومع ذلك، فإن تلك الصورة قد تكون غير موثوق بها، وهو ما يفسر السبب في أن روايات شهود العيان دائماً ما تكون عرضة للخطأ. ويعمل الدماغ مع الأسماء بشكل عرضي، فإذا افترضنا انك التقيت مع "توم" خلال مباراة في ملعب لكرة القدم، ويصطحب معه طفلاً في سن طفلك تقريباً، وربما يعيش في المنطقة نفسها التي تعيش فيها انت، ويعمل في وظيفة يشترك فيها معظم الناس في المنطقة. إلا أن أيا من هذه القرائن لا تقدم تلميحات عن اسمه، فقد تعتقد ان اسمه "ديك" أو "هاري".ومع تقدمنا في السن تبدأ ذاكرتنا تعمل بشكل أقل جودة، ويبدو ان الأسماء هي من بين أول الأشياء التي تهرب من ذاكرتنا. يمكنك استخدام الحيل لمساعدتك على التذكر، مثل ربط الاسم مع اسم شيء سهل آخر.