مسقط -عمان اليوم
كشفت دراسة علمية جديدة أجراها فريق من الباحثين في السلطنة أن مرضى فيروس كورونا (كوفيد 19) الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية هم أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيروس أربع مرات من الذين ليس لديهم تلك المشكلات. وعلاوة على ذلك فقد تم اكتشاف أن مرضى كوفيد 19 الذين يعانون من ارتفاع مستويات إنزيم القلب - وهي واحدة من أكثر المشكلات شيوعا لدى من يعانون من مشاكل في القلب -هم أكثر عرضة للوفاة بسبب مضاعفات فيروس كورونا بست مرات.
وقد قامت الدراسة، التي أجراها فريق مكون من ثلاثة عشر طبيبا وثلاثة طلاب بأبحاث طبية، بفحص مرضى عمانيين ووافدين تتراوح أعمارهم بين 18 و 80 سنة، تم تنويمهم في وحدات العناية المركزة جراء أعراض حادة لفيروس كورونا في ثلاثة مستشفيات في السلطنة،هي مستشفى النهضة والمستشفى السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس.وقد تم وضع هؤلاء المرضى تحت الملاحظة منذ وقت دخولهم إلى العناية
المركزة وحتى خروجهم من المستشفى أو وفاتهم بسبب مضاعفات المرض.
قال الدكتور فهد الكندي، استشاري أول بمستشفى جامعة السلطان قابوس: «من أجل هذا البحث، اخترنا ثلاثة أطباء من ثلاثة تخصصات مختلفة، هي طب القلب والأوعية الدموية والأمراض المعدية والعناية المركزة. ومن بين النتائج وجدنا أن مرضى كورونا الذين لديهم معدلات مرتفعة من إنزيم القلب تزيد عن 100 نانوجرام لكل لتر في الدم لديهم معدل وفيات أعلى ست مرات من المرضى الذين لديهم مستويات إنزيم أقل من ذلك.» «هذه النتيجة هي من بين أهم النتائج التي توصلنا إليها، لأننا الآن عندما نقوم في المستشفيات بقياس معدلات إنزيم القلب للمرضى المصابين بفيروس كورونا نستطيع أن نعرف الظروف الصحية التي من المحتمل أن يتعرض لها هؤلاء المرضى، ويمكننا بالتالي توفير الرعاية المطلوبة لهم. كما وجدنا أيضا أن معدل الوفاة بين الذين يعانون من مضاعفات أمراض القلب والشرايين هي أكبر أربع مرات من الذين ليس لديهم تاريخ من هذه المشاكل الصحية». وأضاف: «لقد حذر الأطباء منذ بداية الوباء من أنه يجب على مرضى القلب والأوعية الدموية توخي الحذر والتأكد من اتباع الإجراءات الوقائية المرتبطة بفيروس كورونا. ووجدنا أن معدل الإصابة الحادة أعلى بكثير بين الرجال - 83% - منها بين النساء - 17%». ويعود سبب ارتفاع معدل الإصابة بين الرجال إلى ثلاثة احتمالات: أن الرجال يمثلون النسبة الأكبر من السكان في السلطنة، وأن متوسط العمر بين الرجال أكبر من النساء، وزيادة حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية بين الرجال.
كما أصدر الدكتور فهد الكندي أثناء بحثه توضيحات حول شائعات منتشرة عن مرضى في العناية المركزة يعانون من فقدان الأكسجين بعد وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي لمساعدتهم على التنفس، فقال موضحا: «هذا ليس صحيحا، بل إن استخدام أجهزة التنفس الصناعي ضروري لأنه بالنسبة لهؤلاء المرضى وصل المرض إلى مرحلة حرجة للغاية بسبب نقص الأكسجين بسبب الالتهاب الرئوي الحاد، مما يؤدي إلى زيادة احتمال الوفاة. إن نسبة 65% من المرضى الذين تعافوا من فيروس كورونا كانوا موضوعين على أجهزة التنفس الصناعي، وهذا يشير إلى أن الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي عن زيادة فرص وفاة المرضى بسبب وضعهم على أجهزة التنفس الصناعي هي مجرد شائعات غير صحيحة، لأنه يتم استخدام جهاز التنفس الصناعي لمساعدة هؤلاء المرضى على التنفس حتى يتسنى إعطاء الراحة للرئة وإعادة بناء الأنسجة». وأضاف الكندي: «بعض مرضى كورونا يعانون من نقص الأكسجين دون أن يدركوا ذلك، حيث إن مستوى الأكسجين في الدم يعتمد على مقدار الاكسجين الذي تنقله خلايا الدم الحمراء من الرئتين إلى باقي الجسم. وهذا مؤشر جيد على مستوى صحة الجسم. يمكن قياس مستويات الأكسجين من خلال اختبارات الغازات في الدم الموجود بالشرايين، وهي الطريقة الأكثر فاعلية لمعرفة ذلك».وتم إجراء الدراسة على مرحلتين: المرحلة الأولى من بداية شهر مارس إلى نهاية شهر مايو، أما المرحلة الثانية فامتدت من يونيو إلى أغسطس، وقد شارك في البحث ثلاثة عشر طبيبا وثلاثة طلاب. قال الكندي: «خلال المرحلة الأولى من الدراسة وجدنا أن نسبة غير العمانيين الذين يعانون من حالات شديدة من فيروس كورونا بلغت 60%، مقارنة بنسبة 40% للعمانيين. ولكن في المرحلة الثانية تغيرت هذه الأرقام، حيث ارتفعت نسبة العمانيين المنومين في وحدات العناية المركزة إلى 54% مقارنة بنسبة 46% لغير العمانيين.» «لقد درسنا مدى شدة فيروس كورونا لدى المرضى الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب وحالات مثل تصلب الشرايين، وهو ما يعرف أيضا باسم اعتلال عضلة القلب. وقد درسنا أيضا ما إذا كان مرض كورونا أكثر شدة لدى مرضى القلب والأوعية الدموية مقارنة بمن لم يتعرضوا لمشكلات القلب من قبل» «كما نظرنا أيضا في معدل الوفيات بين الذين لديهم تاريخ طبي من أمراض القلب والأوعية الدموية ومن ليس لديهم تاريخ طبي من تلك المشكلات. وأجرينا أيضا دراسة لمعرفة ما إذا كان فيروس كورونا يؤثر على القلب والشرايين أم أنه يؤثر فقط على الرئة والحلق والقصبة الهوائية، مما يؤدي إلى مشاكل في التنفس».
قد يهمك ايضًا:
عقار "إيفرمكتين" المضاد للفطريات يُقلل أعراض "كورونا"