دقت وزارة الصحة السودانية ناقوس الخطر وأطلقت تحذيرات من تزايد  هجرة الأطباء، وكشفت الوزارة أن أكثر من نصف كوادرها الطبية باتت الآن في الخارج، وقال الأمين العام لأطباء السودان الدكتور الشيخ الصديق في تصريحات لـ"العرب اليوم" الثلاثاء إن الإحصائيات توضح أن عدد الأطباء السودانيين في الخارج أكبر من الداخل، وأن 70% من الأطباء المدربين غادروا المستشفيات الريفية، مضيفا أن وتيرة الهجرة متصاعدة خصوصا إلى المملكة العربية السعودية.  وأضاف أن اتفاقا سودانيا سعوديا سيتم التوقيع عليه قريبا، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تقول إنه لابد للدول المرسلة والمستقبلة للأطباء أن تعقد اتفاقيات لتأمين مكاسب الأطراف المعنية بالهجرة، وأكد أن الاتفاقية ستؤمن حقوق الكادر الطبي السوداني بطريقة منظمة، مضيفا أن السلطات السعودية وافقت على تقديم تسهيلات للأطباء السودانيين تتيح لهم المشاركة في القوافل الطبية بالإضافة إلى منح السودان فرصا للتدريب في مدينة الملك فهد الطبية وبعض المدن الأخرى لقيام برنامج لطب الأنواع في السودان، وعاد دكتور الصديق ليتحدث عن فوائد الهجرة ومنها تحسن الوضع المالي للطبيب وأسرته وللدولة أيضا بالإضافة إلى نيله تدريبا متقدما، لكنه أكد أن السلبيات أكبر من الإيجابيات، وهذا هو الوضع الحالي، وأكد أن وزارة الصحة طرحت موضوع تنظيم الهجرة من خلال بحث الملف مع أكبر دولة وهي السعودية  حيث يهاجر إليها ما نسبته 80% من الأطباء والـ 20% موزعين على دول أخرى، وأوضح أن بعض الشركات والجهات درجت على التعاقد مع أعداد من الأطباء في بلاده دون أن تعرف الجهات المعنية التفاصيل، وكشف عن تخريج 8000 كادر الأربعاء ليتم توظيف أكثر من 50% منهم للاستفادة في سد النقص في الكوادر الطبية. ويشهد السودان هجرة واسعة لكفاءات كانت تعمل في مجالات حيوية بسبب ضعف الاجور وعجز الحكومة في وضع معالجات تحفز هؤلاء علي البقاء .