لندن - عمان اليوم
أفاد أكاديميون أميركيون أن إطفاء الهواتف الذكية وتعتيم الأضواء مع اقتراب موعد النوم يمكن أن يقلل من خطر إصابة النساء الحوامل بسكري الحمل.
ويعرف سكري الحمل بأنه شكل من أشكال مرض السكري الذي يتطور أثناء الحمل، ويصيب نحو 5% من النساء الحوامل."
وعلى الرغم من أن النساء في معظم الحالات يتمتعن بحمل طبيعي ويعود السكري إلى طبيعته بعد الولادة، إلا أنه تم ربط سكري الحمل ببعض المشاكل الصحية والمضاعفات وإذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد، والتي قد تشمل الولادة المبكرة والأطفال الأكبر حجما بشكل غير عادي، وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني للنساء في وقت لاحق من الحياة.
وتشير دراسة الآن إلى أن النساء اللائي تعرضن بشكل أكبر للضوء في الساعات الثلاث السابقة للنوم أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل.
ودرس الباحثون 741 امرأة في الثلث الثاني من الحمل، تم قياس تعرضهن للضوء لمدة سبعة أيام متتالية باستخدام جهاز تعقب يرتدينه في المعصم.
وشرعت الدراسة في معرفة المدة التي قضتها النساء قبل النوم بثلاث ساعات في الضوء العادي الأكثر إشراقا، البالغ 10 لكس (وحدة قياس الاستضاءة المعروفة أيضا بالشمعة).
وقاس الباحثون أيضا الوقت الذي تقضيه المشاركات في الضوء الخافت، أقل من 10 لكس، وهو ما يعادل مستوى ضوء الشموع، ويمكن تحقيقه من ضوء علوي خافت أو مصباح طاولة.
وقسّم الباحثون النساء إلى ثلاث مجموعات، بناء على مقدار الضوء فوق 10 لكس الذي تعرضن له.
وكشفت النتائج أن النساء اللاتي تعرضن للضوء الطبيعي، لمدة ساعة و19 دقيقة في المتوسط في الساعات الثلاث التي سبقت النوم، أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل.
وتمت مقارنة هذا بالنساء الحوامل اللواتي تعرضن لأقل ضوء طبيعي، نحو 24 دقيقة فقط في الساعات الثلاث التي سبقت النوم.
ويشار إلى أن الدراسة لم ترصد سوى أسبوع واحد فقط من تعرض النساء للضوء أثناء الحمل، وهو ما قد لا يكون نموذجيا.
وهناك المزيد من الأدلة التي تربط التعرض للضوء بمرض السكري لدى غير الحوامل، لذا هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة".
ولكن الباحثين خلصوا إلى أنه يجب على الناس الحد من الضوء الذي يتعرضون له قبل النوم، بما في ذلك من الأجهزة الإلكترونية.
وقالت الدكتورة مينجي كيم، طبيبة الأعصاب التي قادت الدراسة من جامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة: "نحن لا نفكر في الضرر المحتمل لإبقاء البيئة المحيطة مضيئة من لحظة استيقاظنا حتى الذهاب إلى الفراش. لكن يجب أن يكون الجو خافتا إلى حد ما لعدة ساعات قبل النوم. ربما لا نحتاج إلى هذا القدر من الضوء لأي شيء نفعله بشكل روتيني في المساء".
ونصحت: "حاول تقليل أي ضوء موجود في بيئتك في تلك الساعات الثلاث قبل النوم. من الأفضل عدم استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف خلال هذه الفترة. ولكن إذا كان عليك استخدامها، اجعل الشاشات معتمة قدر الإمكان".
وتحتوي معظم الأجهزة الإلكترونية على إعدادات للحد من الضوء الأزرق الذي ينبعث منها، والذي يؤثر على الميلاتونين، الهرمون الذي يساعد الجسم على معرفة وقت النوم والاستيقاظ.
ويرتبط الميلاتونين أيضا بمدى تنظيم الجسم لسكر الدم، وهو ما قد يفسر كيف يمكن ربط الضوء في وقت متأخر من الليل بسكري الحمل.
وحددت الدراسة مجموعة ثالثة من النساء اللائي تعرضن بشكل معتدل للضوء الأكثر إشراقا، وحصلن على نحو 48 دقيقة من الضوء العادي غير الخافت في الساعات الثلاث التي سبقت النوم.
ومقارنة بالمجموعة التي لديها أقل تعرض طبيعي للضوء، 24 دقيقة، كانت النساء ذوات التعرض المعتدل أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل بنحو 4 أضعاف.
في المجموع، أصيبت 31 امرأة في المجموعة، أو نحو 4%، بسكري الحمل. ولم يختلف تعرضهن للضوء أثناء النهار، أو مستوى التمارين التي يقمن بها، مقارنة بمن لم يصبن بالسكري الحملي.
وحتى عندما تم أخذ عوامل مثل العمر والوزن في الاعتبار، فإن خطر إصابة النساء بسكري الحمل يكون أعلى إذا تعرضن بدرجة أكبر للضوء قبل النوم.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
صعوبة النوم قد تزيد من خطر الإصابة بـ"القاتل الصامت"