بيروت - عمان اليوم
قبل عدة أيام، انتقد رواد شبكات التواصل الاجتماعي عددا الفنانات بينهن، يسرا وإلهام شاهين بسبب حضورهما جنازة الفنان سمير غانم في الصباح وحفل زفاف في المساء، معتبرين ذلك تناقضا كبيرا وتصرفا لا يليق بهن.
وعلى النقيض من ذلك، جاء تصرف المطربة اللبنانية نانسي عجرم التي أقامت حفلاً رغم عدم مرور ساعات على وفاة والدة زوجها، وهو ما اعتبره البعض من الجمهور تعبيرا عن تحملها للمسؤولية والتزامها بالعمل.
تصرف نانسي عجرم لم يكن الأول فهناك نجوم كثيرون تعرضوا لمثل هذه المواقف وأكثر، ولكنهم تمكنوا من التماسك أمام أعين الناس مخفين الألم والأسى داخل قلوبهم، معتمدين على ثباتهم الانفعالى الذي تعودوا عليه في أعمالهم .
"مسؤولية التعاقد"
كانت المطربة اللبنانية نانسي عجرم آخر النجوم الذين أجبرتهم الظروف علي تخطي الموت والمتابعة في العمل، حيث أقامت الفنانة نانسي عجرم حفلا غنائيًا، لإحدى الشركات التجارية وذلك بعد مرور 24 ساعة على وفاة والدة زوجها.
ولم تستطع الفنانة اللبنانية الإخلال باتفاقها مع الشركة كعادة نجوم الفن الذين تربطهم التعاقدات والاتفاقات التي يصعب إلغائها في مثل هذه الظروف، واستغرقت رحلتها إلى القاهرة حوالى 24 ساعة، قضتها في أحد الفنادق الشهيرة.
"نعي على المسرح"
وكان الزعيم عادل إمام أحد أشهر الفنانين الذين تحملوا ألم فراق الأحباب في صمت، فقد كان موجودا في لبنان يوم وفاة والده لتقديم عمل مسرحي، وأبلغته زوجته بخبر الوفاة، ولكنه لم يكن يملك وقتا كافيا للمجيء إلى مصر والعودة إلى لبنان مرة أخرى، فتوجه إلى المسرح وأكمل عمله.
وفي نهاية العرض تحدث للجمهور عن وفاة والده وفضله عليه وذكرياته معه، مما جعل الجمهور وجميع العاملين في المسرح ينهمرون في البكاء، ليقوم بعد ذلك الزعيم بالنزول إلى مصر بعدما انتهي من المسرحية، وتوجه للمقابر آنذاك لقراءة الفاتحة على والده.
"ذهاب وعودة"
وعندما توفي الفنان عزت أبو عوف ، كانت شقيقته مها بالسعودية للتحضير للعرض المسرحي الخاص بمسرحية " 3 أيام في الساحل"، فاضطرت لإيقاف البروفات والعودة إلى مصر لحضور دفن شقيقها و عزائه وعقب العزاء غادرت مها مرة أخرى إلى السعودية من أجل عرض أول يوم للمسرحية، عقب مرور يوم من العزاء.
"عزاء على الإنستغرام"
كما قام المطرب والملحن عصام كاريكا بإقامة حفل ليلة رأس السنة بشرم الشيخ، على الرغم من وفاة والدته قبل هذه الليلة بيومين فقط.
وكتب "كاريكا" وقتها على حسابه على "إنستغرام": رغم أحزاني لوفاة والدتي، لكن لابد من احترام اتفاقي بشأن حفل رأس السنة".
"ثبات انفعالي"
ومن جانبه، علق الناقد الفني، طارق الشناوي، في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلًا: "الفنان لديه قدرة على الثبات الانفعالي، فالفنان الذي يقف علي المسرح أو أمام الكاميرا غالبا يمتلك قدرة علي الثبات لأنه يضطر في مواقف كثيرة الحفاظ علي هدوئه الظاهري، مهما كان إحساسه الداخلي".
وتابع الشناوي: "الفنانة نانسي عجرم يمكن أن نذكر بها مثالاً على ذلك، فرغم حادثة السرقة والقتل بمنزلها مارست عملها وحياتها الفنية".
وأشار إلى ضرورة الفصل بين الفنان المؤدي والفنان الذي يكتب أو يلحن، لأن المؤدي سواء كان مطربا أو ممثلا فهو يمتلك قدرة كبيرة علي الثبات الانفعالي والهدوء وهما جزء من تكوينه أمام الكاميرا و كذلك أمام الجمهور، فهو كأي شخص يتعرض في حياته لبعض المشكلات ولكن يفصل بينها وبين عمله أثناء مواجهة الجمهور.
وأكد أن قدرة الثبات متفاوتة بين الفنانين، بل تتفاوت من شخص لآخر، ولا يجب إتهام الفنان بأنه كذاب أو منافق ويسعى لكسب المال، لأن العديد من الفنانين يحملون حزنا كبيرا بداخلهم أثناء وفاة والدهم أو شخص قريب، ولكن عمله يقتضي الظهور بشكل آخر وفقا لطبيعة العمل الذي يقدمه كأن يبتسم في تقديم الأعمال الكوميدية، وبداخله مشاعر عميقة من الحزن.
وختم: "فن الأداء يشترط الفصل بين الحياة الشخصية و الحياة الفنية".
قد يهمك ايضاً