باريس ـ وكالات
يقام، الثلاثاء، في العاصمة الفرنسية العرض الأول للفيلم الوثائقي «دمعة الجلاد» الذي صور بالكامل في مصر ويدور حول نظرة المجتمع لعقوبة الإعدام ورأي منفذها المعروف في مصر باسم «عشماوي» في عملية التنفيذ ومدى قسوتها. وقالت مؤلفة الفيلم الكاتبة المصرية، ناهد صلاح، إنها عملت على المشروع لأكثر من ثلاث سنوات مع مخرجه العراقي المقيم في فرنسا ليث عبد الأمير، وتولت إنتاجه شركة «أوروك فيلمز» الفرنسية والقناة الفرنسية الثالثة، وهما الجهتان اللتان تنظمان العرض الأول في فرنسا. وأضافت المؤلفة أن فكرة الفيلم تتمحور حول الإعدام باعتبارها عقوبة باتت محظورة في كثير من دول العالم بحيث تحل محلها عقوبات أخرى غير سالبة للحياة، ويطرح القضية على طاولة النقاش انطلاقا من موقف إنساني خالص، على حد تعبيرها. ورصد صناع الفيلم تنفيذ 676 حكم إعدام في العالم عام 2011. ويسعى الفيلم إلى الإقناع بضرورة إلغاء عقوبة الإعدام وإحلال عقوبات أخرى محلها خاصة وأن عدد الدول التي لا تزال تطبق العقوبة لا يتجاوز 57 دولة في العالم. وتبدأ أحداث الفيلم من مصر، وتحديدا من ميدان التحرير، بنقاش محتدم بين المتظاهرين الذين يطالب عدد منهم بتنفيذ حكم الإعدام في الرئيس المصري السابق حسني مبارك بينما يعارض آخرون هذه العقوبة. ويتحول الحوار من ميدان التحرير إلى «سجن الاستئناف» في القاهرة ، حيث يدور نقاش افتراضي بين أربعة من المحكوم عليهم بالإعدام وجلادهم المعروف بلقب «عشماوي». وتؤكد المؤلفة ناهد صلاح أن فيلمها ومدته الإجمالية نصف ساعة فقط، «لا يعني بمصير الجلادين ولا يضع نفسه موضع الدفاع عنهم ولكنه يطرح قضية الإعدام نفسها والخلاف المجتمعي حولها». وتم تصوير الفيلم في عدة أماكن بينها سجن الاستئناف بالقاهرة وسجن القناطر للنساء، ويضم حوارات مع بعض المحكوم عليهم بالإعدام إضافة إلى مشاهد وحوارات مصورة في ميدان التحرير انطلاقا من «المشنقة» التي كانت معلقة في وسطه طوال أيام الثورة المصرية والمحاكمات الشعبية التي كانت تجري وقائعها في قلب الميدان وأمام المحكمة التي حوكم فيها مبارك. وقالت المؤلفة إن عرض الثلاثاء، يتبعه عرضان آخران في باريس للصحافيين والنقاد، وسيعرض الفيلم في القناة الثالثة الفرنسية في آذار/ مارس المقبل، على أن يُنظم عرض له في القاهرة في وقت لاحق.