القاهرة ـ العرب اليوم
على جبل استرانكا فى تركيا، نشأت قصة حب بين مطارد سياسيا وإحدى فتيات القرية، لتتكشف طوال رحلة الحب والعلاج العديد من الجوانب السياسية والاجتماعية التى دارت فى تركيا خلال فترة نهاية السبعينيات وهو ما تناوله الفيلم التركى "الحب فى حديقة الأسرار" المشارك فى المسابقة الرسمية . وعقب انتهاء الفيلم أقيمت ندوة عن الفيلم أدارتها الكاتبة الصحفية ناهد صلاح وحضرها المخرجة "زينب أوستنيبك" وبطل الفيلم "مارت جود شوكرا" و"المنتج بوراك كوم" . بدأت الندوة بكلمة الكاتبة الصحفية ناهد صلاح التى ربطت بين أحداث الفيلم الذى ألقى الضوء على الثورة التركية وقرينتها المصرية حيث قالت : آخر ما قيل فى الفيلم "بعد الثورة يا جنات" وكأنه يخاطب الأحداث السياسية فى مصر فالسينما التركية عاشت موجات من البحث عن الهوية والتجديد لفترات طويلة حتى شهدت مؤخرا إزدهارا على كافة المستويات خاصة الأنتاج وأصبحت تخاطب الحس الإنسانى فقد دارت أحداث الفيلم فى الريف الذى أعتبره بطل الأحداث رغم أنه جاء كخلفية لرسائل كثيرة قدمتها المخرجة فى أول عمل روائى طويل بعد سلسلة من التجارب التسجيلية الناجحة لذا لابد من الحديث عن هذه التجربة . وأمضافت ذينب: لقد صنعنا هذا العمل بتكلفة زهيدة جدا لا تتعدى 10 آلاف دولار وقدمت من خلاله نماذج مختلفة من العناصر النسائية خاصة البطلة "جنات" المهتمة بالطبيعة المعادية لمشاهد الدماء والعنف حتى تمسك السلاح فيتغير سلوكها أما الأبطال فأحدهم مناضل يسارى أضطر لحمل السلاح وربط الحب بينه وبين "جنات" والآخر زوجها الشخصية السيئة والشرسة ففى هذه الفترة وبالتحديد من عام 1960 الى 1980 شهدت تركيا صراعات كثيرة وقتل الكثير من أبناءها وأعتقل آخرين وفقد عدد كبير من أبناء الوطن الواحد والأوضاع السياسية فى مصر الآن لا تختلف كثيرا عن تركيا فى الفترة الماضية لذا نحاول الإهتمام بكل ماهو شرقى نظرا لتقارب الثقافات. وعن بعض الإنتقادات التى وجهت للعمل من أنه أقرب للأعمال التليفزيونية وكثرة رسائله وبطئ الإيقاع وطول الجمل الحوارية أكدت المخرجة : الفيلم بالفعل أقرب للغة التليفزيون لأن ميزانيته قليلة جدا وكنا نصور بكاميرا عادية لا يوجد بها إمكانيات أما عن كثرة الرسائل فى العمل فكنت أريد وضع رسائل أكثر ولكننى أكتفيت بما قدمته مع التركيز على المشاعر سواء كانت رومانسية أو سياسية أو إجتماعية و لذا ربما شعر المشاهد ببطئ بعض المشاهد لكننى مقتنعة بالإيقاع الذى قدمته فى العمل . وحول الأعمال السينمائية التى كانت تقدم فى هذه الفترة وقت الأزمة وعدم وجود خلفية سياسية للأحداث أوضحت قائلة : السينما التركية فى هذه الفترة كان بها أعمال سياسية ولكنها لا تناقش الأوضاع بشكل مباشر أما عدم وجود خلفية سياسية فيرجع لأن هذا جزء من تاريخنا عندما حاول اليسار عمل ثورة لكنها لم تكتمل . وأستطردت زينب: لم أبذل مجهودا كبيرا فى هذا العمل لأننا كنا نصور من أعلى الجبل فخرجت الصورة بشكل منهر ولم يكن الدافع هنا دعائيا كما قيل كما أننى حاولت إظهار المشاعر الداخلية للأبطال و الصراعات التى تنتابهم فى المواقف المختلفة ودل على هذا الألوان التى كانت ترتديها جنات فاللون الأحمر ليظهرها وسط خضرة الجبل واللون الأصفر جاء قبل النهاية للتعبير عن الفراق والأزرق أثناء مراحل الإنتظار . وأوضح المنتج بوراك كوم أن ميزانية الفيلم ضعيفة إذا ما قورنت بميزانيات الأفلام الأخرى وللأسف هذه النوعية من الأفلام لا تلقى الصدى التجارى أو تقف امام طوفان سينما الأكشن. اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - أوستنيبك: "حديقة الأسرار" يعبر عن الثورة المصرية.