الكويت ـ وكالات
ألف فكرة وفكرة تدور في رأسك وانت تتابع تلك المشاهد، وكم من الخيالات والرؤى تظهر أمام ناظريك حين يطالعك حزن أحدهم أو على أحدهم أو لمشهد مؤلم يخرج من هنا أو هناك فتشعر أحيانا بالأسى وأحيانا أخرى بالسخط، وأخرى بالأمل ومن ثم تختلط المشاعر لديك لتقرر أخيرا "يجب أن أكون أكثر حرصا وإما لن أقود أبدا، لكن هل سيكون الآخرون أكثر حرصا أيضا؟". نعم هذه هي المشاعر التي تراودك حين مشاهدتك الفيلم الوثائقي التوعوي الكويتي"حياتك تسوى" الذي نزع عن نفسه جمود الوثائقية بعد ان وضع منفذوه من وجدانهم ومشاعرهم ما وضعوا لتخرج الحملة إلى النور بحلة فنية متميزة بأسلوب درامي متكامل يدخلك فعلا في واقع مؤلم لحقيقة الخسائر بالارواح والمعاناة التي تتركها الحوادث المرورية التي ترتفع وتيرتها بشكل مطرد سنويا. نعم هي مشاعر الأسى على كل فرد ذهبت روحه عن هذه الدنيا وترك خلفه مأساة عائلة، أم وأب وصديق وشقيق، ومشاعر السخط على الاستهتار والاهمال واللامبالاة من مختلف جوانبها سواء في التراخي في تطبيق القوانين المرورية وتفشي الواسطات في هذا الشأن أو عدم اهتمام الأهل بالحفاظ على ابنائهم عبر ارشادهم الى وسائل الأمن والسلامة وغيرها الكثير، من ثم مشاعر الأمل بغد أفضل بأطفال يتعلمون الأسلوب الآمن للقيادة السليمة وبحلول ربما تكون مجتزأة ولكنها تؤدي بالنهاية لخفض أعداد الحوادث. فيلم "حياتك تسوى" عرض لأول مرة مساء الأربعاء في "سينيسكيب مول 360" ضمن حملة تحمل الاسم نفسه بهدف نشر الوعي بأهمية مراعاة الأمن والسلامة اثناء القيادة سعيا لخفض عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية التي تتزايد بشكل كبير. الفيلم الوثائقي مدته 40 دقيقة ويعالج المشاكل المرورية وأسباب الحوادث وكيفية علاجها بأسلوب فني يحمل الشكل السينمائي والمضمون التوعوي، وهو يعتبر الأول من نوعه في الكويت كونه يخرج عن سمات التقليد والجمود التي تعرف به الأفلام الوثائقية سواء من حيث الاخراج او التصوير أو المؤثرات والمضمون. وينظر الفيلم، كما اوضحت مديرة الحملة نورا قاسم، في ادق التفاصيل التي تنتج عنها الحوادث وكيفية تداركها بهدف المساهمة في تقليل عدد الوفيات الناتجة عنها، ويورد الكثير من الحالات كالحوادث التي تسببها السباقات بين الشباب على الطرق العامة في ظل غياب ساحات وحلبات مخصصة للسباق وكذلك عدم وجود رادع اخلاقي وقانوني في ظل غياب التقيد بالقوانين المرورية اما لبساطة العقوبات التي تطبق على المخالفات المرورية أو لتدخل الواسطات أحيانا لإلغائها. ويتطرق الفيلم الى عدة حلول ممكنة التطبيق تبدأ بتربية النشء على كيفية التعامل مع الشارع ومع وسائل الأمن والسلامة أثناء القيادة وذلك عبر انشطة وبرامج مخصصة للأطفال بهدف تعليمهم وتربيتهم منذ الصغر على الالتزام بأسس القيادة السليمة وبالأخلاق التي يجب ان يتمتع بها السائق خلال تواجده في الشوارع حفاظا على حياته وحياة الآخرين، أي تعليمهم أساليب القيادة السليمة وكيفية التعامل مع الطريق عبر مدارس متخصصة بهذا الشأن، وكذلك العمل على انشاء حلبات للسباق لاستغلالها من قبل هواة السرعة والحث على عدم استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة، اذ ان هدف الفيلم الوصول الى داخل كل انسان لحثه على عدم المغامرة بحياته وحياة الآخرين اما بسبب رسالة يرسلها عبر هاتفه او اتصال يمكن ان ينتظر.