عمان ـ خالد الشاهين
أفرجت السلطات الأردنية عن نائب المراقب العام لجماعة "الإخوان" المسلمين زكي بني أرشيد، فيما أطلق الأخير تصريحات وصفها المراقبون بالحادة.
وأكد القيادي في "الإخوان"، خلال استقبال مهنئيه، أن المشهد الأردني لم يعد في حاجة لتضييع المزيد من الوقت وهدر الطاقات، بعد أن صار مجتمعًا مشبعًا ومثقلًا بالجراح، وبسوء الإدارة والتدبير والتقدير والتعبير، وأضاف: "الأردن اليوم بحاجة إلى الأحرار لمواصلة المسار على أن لا يلتفتوا إلى الخلف أو الوراء".
وفوتت السلطات الرسمية في البلاد الفرصة على حشود إخوانية كانت تحضر لاستقبال شعبي للقيادي البارز لحظة الإفراج عنه من سجن ماركا وسط العاصمة الأردنية، بعد أن أفرجت عنه في وقت مبكر من فجر أمس، فيما كانت حشود المستقبلين تستعد للاحتفال مع بدء ساعات العمل أمس.
وأنهى بني أرشيد مدة حكمه عامًا ونصف مخصومة، بسبب حسن سيره وسلوكه في السجن، حيث كانت اعتقلته السلطات الأمنية في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 ، بتهمة تعكير صفو العلاقات مع دولة الإمارات، في مقال نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وبدا أنصار الحركة الإسلامية في الأردن أكثر إصرارًا على تنظيم احتفالية خاصة بالرجل القوي في الجماعة، عندما نظموا حفلة استقبال لضيوفه ومؤازريه أمام منزله في منطقة أبو نصير، شمال عمان، حيث كان متوقعًا أن يخاطب بني أرشيد زواره عند دخوله وعلى يمينه المراقب العام للجماعة همام سعيد، الذي تنتهي ولايته في نيسان/أبريل المقبل.
وتمهد تلك الصورة الطريق أمام بني أرشيد كمنافس قوي على موقع المراقب العام للجماعة في الانتخابات المقبلة، حيث أن خطابه الذي توجه فيه لضيوف خيمته، بث معه صورة للمرحلة المقبلة للعلاقة بين "الإخوان" والمؤسسات الرسمية.
وتأتي لحظة الإفراج عن بني أرشيد في أعقاب استقالات جماعية تقدمت بها مبادرة "الشراكة والإنقاذ" من حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسي للجماعة، أمام حالة انقسام "إخوان الأردن" على ثلاث جبهات مجموعة زمزم، وجمعية الإخوان المسلمين المرخصة، والإنقاذ، وهو ما حدث خلال عام السجن لبني أرشيد، من المتوقع أن يكون لتعليقات الرجل القوي وقع خاص، فبالإضافة إلى شخصيته الكاريزمية، فإنه محسوب على التيار الصقوري داخل الحركة، الذي يسيطر على المواقع القيادية الأولى منذ عام 2007، بعد الإطاحة بتيار الحمائم في أعقاب نتائج الانتخابات النيابية التي جرت خريف ذلك العام وشهدت تجاوزات واسعة، وحصد ستة فقط من الإسلاميين مقاعد في مجلس النواب الخامس عشر.
ويتطلع مراقبون أن يقدم بني ارشيد موقفاً حاسماً في ما تشهده الحركة الإسلامية من انشقاقات يقودها هذه المرة رموز تاريخية داخل الجماعة، وإن كانت تتسم المواقف اليوم داخل الحركة بالتوتر بين الأعضاء.