الخرطوم ـ جمال إمام
تفقّد فريق أميركي الوضع الأمني والإنساني وعودة النازحين الطوعية في ولاية غرب كردفان، وعقد اجتماعا مع مجلس حكومة الولاية، وتلقى تقارير من الوالي بشأن الأوضاع في ولايته، بينما أعلنت بعثة حفظ السلام الأممية في دارفور تقليص قواتها إلى قرابة النصف بحلول العام المقبل انصياعا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقدّم مسؤولون في لجنة الأمن التي يترأسها الوالي حسين ياسين حمد، تقارير عن الأوضاع الأمنية للوفد الأميركي الذي ترأسه مسؤول الشؤون السياسية والاقتصادية في سفارة واشنطن لدى الخرطوم روبرت يونغ.
وقال المسؤول الأميركي إن زيارته تهدف إلى الوقوف على الوضع الأمني والإنساني والترتيبات الخاصة بالعودة الطوعية، وجهود الحكومة في مكافحة الذخائر غير المتفجرة، ومخلفات الحرب، أسوة بزيارة قام بها لشرق البلاد، وأضاف: "هذه الزيارة تأتي في إطار اهتمامات أميركا بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السودانية أن الوالي قدم شرحا للوفد الأميركي أكد خلاله انتهاء الحرب في دارفور، وأن الإقليم انتقل من مرحلة العون الإنساني إلى العون التنموي.
وشدّد الوالي على استقرار الأوضاع الأمنية والإنسانية التي توفّر بجهود القوات النظامية ومبادرات الأجهزة الرسمية والاجتماعية في الولاية والحملة القومية لجمع السلاح وتنفيذ الوثيقة الوطنية من مخرجات الحوار الوطني.
وقال الوالي إن ولايته تشهد عودة طوعية كثيفة للنازحين واللاجئين من شرق تشاد، بينما أفاد وزير الشؤون الاجتماعية محمد إبراهيم شرف الدين بأن الاستقرار الأمني شجع النازحين واللاجئين على العودة إلى القرى الأصلية، وبسحب الوزير فإن جملة القرى التي عاد سكانها هذا العام إليها بلغت 215 قرية من معسكرات النزوح البالغ عددها 15 معسكرا في الولاية، وفي شرق تشاد والتي تضم معسكرات النازحين فيها 300 ألف لاجئ سوداني، 80 في المائة منهم من ولاية غرب دارفور.
وقال رئيس بعثة حفظ السلام الأممية في دارفور "يوناميد" جيرمايا مامابولو وفقا إلى "سودان تربيون"، إن بعثته ستقلص إلى 4050 جنديا بدلا من 8 آلاف جندي بحلول العام المقبل، وذلك وفقا إلى قرار مجلس الأمن رقم "2363".
وأعلنت البعثة منذ سبتمبر/ أيلول 2017 الانتهاء من المرحلة الأولى لعملية إعادة تشكيل قواتها بالانسحاب من 11 موقعا، وتشمل العملية إنشاء قاعدة عمليات مؤقتة في قولو بجبل مرة في ولاية وسط دارفور.
وأعلن مامابولو لدى تفقده الوضع الأمني والعودة الطوعية للنازحين بولاية جنوب دارفور الإثنين، أنه بحلول عام 2019 "سيتم تقليص بعثة يوناميد إلى 4050 جنديا بدلا عن 8 آلاف جندي يوجدون الآن بدارفور وفق الخطة الموضوعة"، وأشار إلى أن الهدف من الخطة أن يكون هناك عدد قليل من الموظفين مع مكاتب تنسيقية في الولايات، لافتا إلى تسليم كل معداتهم إلى الحكومة لتستخدم في المجال المدني، وقال: "إنهم يحتاجون للعمل معا مع الحكومة من دون وجود أي تضاد بين الطرفين".
وتابع قائلا: "خروج البعثة خلال عامين يحتاج إلى مؤشرات ومحطات لتهتدي بها الأمم المتحدة في عملية الخروج ليتم إغلاق المكاتب بصورة كاملة في جميع أنحاء دارفور".
ونشرت قوات "يوناميد" مطلع عام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش السوداني والمتمردين منذ العام 2003، وتعدّ ثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم، بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية.