مسقط - عمان اليوم
كرمت وزارة التنمية الاجتماعية اليوم ، عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة المجيدين في المجالات التطوعية والرياضية والإعلامية والشعر والتمثيل وإدارة مشروع خاص ، وأيضا تكريم المتقاعدين العاملين في مجال الإعاقة، والشركات الداعمة لمشاريع وبرامج الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك في احتفال وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة تحت شعار " إعادة البناء بشكل أفضل : نحو عالم شامل للإعاقة ويمكن الوصول إليه ومستدام بعد جائحة كوفيد19""، ورعى الاحتفال في فندق شيراتون عمان معالي الدكتور محاد بن سعيد بن علي باعوين وزير العمل ، وحضور معالي ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة وجمع من المدعوين.
وقال حمود بن مراد الشبيبي مدير عام شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في كلمة وزارة التنمية الاجتماعية لراعي الحفل والحضور: أن منظمة الأمم المتحدة اتخذت شعار الاحتفال هذا العام ؛ نظراً لانتشار فيروس كوفيد 19 على مختلف جوانب حياة الأشخاص بشكل عام والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص باعتبارهم أكثر عرضه للتأثر بهذا الفيروس بسبب العديد من الحواجز الاجتماعية والبيئية وظروف البنية التحتية ، كما أنهم واجهوا بعض المخاوف بشأن الوقاية والحماية بسبب الظروف الصحية ، وإغلاق الخدمات الاجتماعية والتأهيلية ، وعدم توفير المعلومات لهم بطريقة يسهل الوصول إليها ، إلى جانب الظروف الصحية للأشخاص شديدي ومتعددي الإعاقة الذين يكونون عرضه للإصابة بالفيروس بسبب ضعف مناعتهم ، ويصعب على البعض منهم تطبيق التباعد الجسدي الضروري.
مساع عربية
وأشار في كلمته بأن الحكومات العربية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية سعت للوقوف على آثار الجائحة على الأشخاص ذوي الإعاقة ، حيث عقدت جامعة الدول العربية بالتعاون مع " الإسكوا" والمنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة اجتماعا لكبار المسؤولين في الدول العربية المعنين بملف آثار هذه الجائحة ، وتم خلال الاجتماع الذي عقد بتاريخ 24 يونيو 2020 استعراض واقع تأثير الجائحة على الأشخاص ذوي الإعاقة في الوطن العربي والجهود التي تبذلها الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني لتخفيف تلك الآثار وإيجاد الحلول المناسبة للحد من تأثيراتها السلبية وكفالة حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الوقاية والحماية لاستمرار الخدمات الاجتماعية والتأهيلية لهم ، كما عقدت جامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة ندوة افتراضية بعنوان " حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم العربي في ظل الأوبئة والأمراض " بتاريخ 13 ديسمبر 2020م.
، وفي اجتماع الدورة ال40 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب المنعقد بتاريخ 17 ديسمبر 2020 أقر أصحاب المعالي الوزراء دعم الأشخاص ذوي الإعاقة في مواجهة كوفيد 19 ،وذلك خلال إعداد مشروع خارطة طريق عربية لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في إطار مواجهة الأوبئة والأزمات.
إجراءات وقائية
وبين مدير عام شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في معرض كلمته بأن السلطنة اتخذت على الصعيد المحلي مجموعة من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس بين الأشخاص ذوي الإعاقة، كتعليق الدراسة في المدارس وتعليق برامج التأهيل في المراكز التأهيلية الحكومية والخاصة والأهلية، وترجمة برامج التوعية والبيان الرسمي الذي يصدر بلغة الإشارة، كما تم إعفاء الأشخاص ذوي الإعاقة من الحضور إلى مقرات العمل، وقامت وزارة التنمية الاجتماعية باستحداث خدمة إلكترونية لطلب الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة.
ولأجل تأمين عودة خدمات التأهيل المؤسسية تمشيا مع شعار هذا العام الذي يحث الدول على أن يكون العالم شاملا للإعاقة ويمكن الوصول إليه ومستدام ،فقد ذكر الشبيبي بأن وزارة التنمية الاجتماعية قامت بالتنسيق مع وزارة الصحة باعتماد الإجراءات الاحترازية والوقائية والأدوات والمستلزمات الواجب توفيرها في مقرات المركز ، وتم تعميم تلك الإجراءات على جميع المراكز التأهيلية الحكومية والخاصة والأهلية للاستعداد للعودة والتأهيل ، كما عقدت لقاءات توضيحية لأليات العمل خلال فترة الجائحة كالعمل بنظام الجلسات الفردية ووقف الحضور الجماعي في مراكز التأهيل واقتصار الحضور بموجب جداول زمنية محددة إلى جانب تهيئة البيئة المكانية وتوفير المستلزمات للكادر الوظيفي وتطبيق السلامة في الحافلات ، كما قامت الوزارة بإعداد عرض مرئي للإجراءات الاحترازية المعتمدة في مراكز التأهيل ، والقيام باستطلاع رأي أولياء الأمور بشأن مدى رغبتهم في عودة أبنائهم للمراكز واستخدام حافلات المراكز.
دليل وطني
كما أكد بأن مراكز التأهيل باشرت عملها في ظل الإجراءات الاحترازية في ال15 من شهر نوفمبر المنصرم ، وسبق ذلك تشكيل فريق عمل مكون من 52 موظف للقيام بالزيارات الميدانية لحوالي 72 مركزا حكومياً وخاصاً وأهلياً؛ للتأكد من مدى جاهزيتها والتزامها بالإجراءات الاحترازية المعتمدة ، ولا تزال الوزارة مستمرة في عملية إيجاد حلول أخرى لضمان توفير خدمات التأهيل في ظل الأزمات كالزيارات المنزلية ، ومن جهة أخرى أصدرت الوزارة قرارا في نوفمبر 2020 بتشكيل فريق عمل يضم الجهات المعنية والجمعيات المهنية والجمعيات المعنية بالإعاقة وعدد من الأشخاص ذوي الإعاقة ، ويختص الفريق بإعداد دليل وطني للمواصفات الهندسية للبيئة العمرانية الدامجة ووسائل النقل للأشخاص ذوي الإعاقة ، وهذا الدليل سيكمل حق ذوي الإعاقة في الوصول السهل إلى مختلف الخدمات ، ويسهل على مختلف الجهات المختصة تطبيق المعايير الدولية والوطنية لجعل البيئة ووسائل النقل سهلة الوصول الاستخدام ,
تكاملية العمل
وختم حمود بن مرداد الشبيبي مدير عام شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التنمية الاجتماعية كلمته بالتأكيد على أن العمل في مجال الإعاقة عملاً تكاملياً يصعب تحقيق النجاح فيه دون ضمان تلك التكاملية المنظمة لأدوار الجهات المختلفة ، ومن هذا المنطلق تعمل وزارة التنمية الاجتماعية على تفعيل هذا التوجه المهم في شأن التكاملية ، ووجود شراكات حقيقية وفاعلة مع مختلف قطاعات المجتمع الحكومية والخاصة والأهلية بما يضمن تقديم خدمات وبرامج ذات جودة للأشخاص ذوي الإعاقة ، وتنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- فقد شهدت السلطنة توسعا كمياً وتطوراً نوعياً في الخدمات والبرامج التي تقدمها الوزارة ؛ تحقيقا للدمج الاجتماعي الشامل وانتقال الأداء تدريجيا من المفهوم الرعائي إلى المفهوم التنموي المعتمد على الشراكة والتمكين والمساواة ، ومؤكداً على الحرص للمضي قدما نحو العمل معهم ومن أجلهم بكامل الطاقات الممكنة لغد أفضل وأكثر إشراقا .
إثبات قدراتهم
وفي كلمة الأشخاص ذوي الإعاقة قال حمزة بن حمود الصوافي من ذوي الإعاقة البصرية لراعي الحفل والحضور: إن من رحمة الله بالعباد أن جعل بينهم اختلافات وفروق، وميّز كل منهم بما يشاء وفقا لحكمته وحسن تدبيره، ونحن الأشخاص ذوي الإعاقة جزء من عالم تعهد أن يكفل لنا كل ما من شأنه أن يحفظ لنا حقنا في حياة كريمة، وذلك من خلال الاتفاقية الدولية لحقوق للأشخاص ذوي الإعاقة ، وأوضح بأن الاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة يأتي في الثالث من ديسمبر من كل عام تأكيداً على ما جاء في تلك الاتفاقية ليكون هذا الاحتفال فرصة لتجديد اهتمام المجتمعات بواقعهم وإثبات قدراتهم ومهاراتهم التي تؤهلهم للحصول على كافة التسهيلات اللازمة للتعامل مع جوانب الحياة المختلفة.
الإشادة بالمنجزات
وأضاف قائلاً بأن وزارة التنمية الاجتماعية في احتفالها هذا العام وكل عام تؤكد اهتمامها بالأشخاص ذوي الإعاقة ؛ لضمان تمتعهم بكافة الحقوق التي كفلتها القوانين والتشريعات السارية في هذا الوطن العزيز، ومثمناً كل الجهود المبذولة من القطاعين الحكومي والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ويستثمر هذا الاحتفال السنوي للإشادة بالمنجزات التي نعتز بها في التعليم والتأهيل والعمل والتسهيلات الخدمية، كما نحرص على طرح تطلعاتنا - لا سيما- والسلطنة تطلق رؤية 2040 التي نلنا شرف المشاركة في صياغتها، والتي نعلق عليها آمالنا الكبيرة في تحسين ما يقدم لنا من خدمات وتسهيلات بما يتوافق ومعطيات العصر المتجددة والمتسارعة على كافة الأصعدة.
البناء والتأهيل
وختم كلمته بأن جودة ما يقدم للفرد من خدمات تسهم في بناءه وتأهيله له بالغ الأثر في قيامه بدوره متى ما أتيحت له فرصة المشاركة في العمل من أجل خدمة وطنه والإسهام في تحريك عجلة التنمية، وهذا ما نصبوا إليه نحن الأشخاص ذوي الإعاقة، ونرجو أن تتكامل فيه أدوارنا مع ما تقدمه لنا الحكومة ويعينها فيه القطاع الخاص ويهتم به القطاع المدني دون إغفال لدور أسر الأشخاص ذوي الإعاقة ووعيهم بما يتناسب وواقع أبناءهم من ذوي الإعاقة، فبقيام كل طرف بواجبه تكون النتائج مواتية لتلك التطلعات ، وختاما نسجل شكرنا العميم لكل من آمن بحقوقنا ومد يده ليشترك في تحقيقها، وعلى رأسهم قائد نهضة عمان المتجددة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المفدى، ونسأل الله سبحانه أن يبارك في كل مسعى نبيل يهب لنا مستقبلا أفضل.
كما شاهد بعد ذلك راعي الحفل والحضور عرض مرئي يبرز جهود وزارة التنمية الاجتماعية في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة.
قد يهمك ايضاً :
وكيل الثقافة لدى السلطنة تاريخ عريق في مجال الثقافة والتنوع الجغرافي
التربية تطلع على عروض الشركات المتنافسة لتوفير أجهز الحاسب الآلي لطلبة الضمان