كابول - العرب اليوم
قال مسؤولون أفغان، أمس (الأربعاء)، إن المديرية الوطنية للأمن، وهي جهاز المخابرات الرئيسي في أفغانستان، قتلت قيادياً في حركة «طالبان»، كان العقل المدبِّر لهجوم مميت على قوات أفغانية في قاعدة عسكرية بإقليم ميدان وردك بوسط البلاد هذا الأسبوع. وجاء هذا الإعلان بعد يومين فقط من الهجوم الدموي على القاعدة، الذي أسفر عن مقتل 126 شخصاً، بحسب مصادر في الجيش الأفغاني.
وأفادت الاستخبارات الأفغانية، في بيان، بأنها تمكَّنت من قتل أحد قادة حركة «طالبان» الميدانيين ويدعى الملا نعمان، مشيرة إلى أنه يقف خلف الهجوم على مقر الاستخبارات. وتوعد البيان بالقصاص من كل من شارك في التخطيط للعملية في وردك.
وجاء في بيان الاستخبارات الأفغانية أن الملا نعمان قُتل بغارة جوية مع سبعة أشخاص آخرين كانوا برفقته. لكن «طالبان» أصدرت بياناً نفت فيه صحة ادعاء الاستخبارات بمقتل قائدها.
وقال الناطق باسم حاكم ولاية ميدان وردك محب الله شريفزي إن الاستخبارات قتلت ستة أشخاص مسلحين في غارة جوية، لكن ليس لديه ما يؤكد أن قائد «طالبان» الملا نعمان كان من ضمنهم. أما أختر محمد طاهري، أحد أعضاء المجلس المحلي للولاية، فقال إن القوات الأجنبية شنت غارة جوية وقتلت ثلاثة أشخاص وأحد الأطفال ولم يكن بين القتلى أي مسلحين، وإنما كانوا صيادين.
أما وكالة «باجهواك» الأفغانية، فنقلت من كابل معلومات عن مقتل ستة من «صيادي الطيور» الأفغان، وجرح سابع في غارات جوية قامت بها الطائرات الأميركية في مديرية جلريز بولاية ميدان وردك. ونقلت الوكالة عن شريف الله هوتاك، عضو المجلس المحلي للولاية قوله إن الحادث وقع في منطقة كوهنا خومار قرب تلال كندا، بعد ظهر الثلاثاء، مضيفاً أن كل الصيادين القتلى كانوا مدنيين، وأن صبياً يبلغ الخامسة عشرة من عمره كان برفقتهم.
في غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية أفغانية أن عدد قتلى الهجوم على قاعدة الاستخبارات في ميدان وردك ارتفع إلى 126 شخصاً، فيما قالت «طالبان» إن عدد القتلى وصل إلى 190.
إلى ذلك، قال مسؤولون في «طالبان» مطلعون على مجريات المحادثات مع المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد إن نقاشات حادة جرت بين الطرفين في جولة الحوار الحالية في الدوحة، وإن الجانب الأميركي متخوِّف من أن سحب قوات حلف شمال الأطلسي قد يفضي إلى تحكم جماعات وصفها بالإرهابية بأفغانستان. وقال مسؤول من «طالبان» إن نقاشات ساخنة جرت مع المبعوث الأميركي والوفد المرافق له، وإن «طالبان» أوضحت للأميركيين أنها لن تسمح باستخدام أفغانستان ضد أي بلد آخر، في حال تولت الحكم. ونقلت وكالة «أريانا» عن مسؤول في «طالبان» شارك في المفاوضات مع المبعوث الأميركي في الدوحة قوله إن زلماي خليل زاد أكد لوفد الحركة رغبة واشنطن بسحب جميع قواتها من أفغانستان خلال فترة قريبة، لكنه طلب قبل الإعلان عن ذلك رسمياً ضمانات من «طالبان» بعدم استخدام أفغانستان قاعدة انطلاق لأي عمل معادٍ للولايات المتحدة.
وفي محاولة من الحكومة الأفغانية للتقليل من أهمية حوار المبعوث الأميركي مع «طالبان» دون مشاركة من حكومة كابل، قال مجلس السلام الأعلى التابع للحكومة الأفغانية: «إن محادثات (طالبان) مع الولايات المتحدة لن يكون لها تأثير على عملية السلام التي تقوم بها الحكومة حتى توافق (طالبان) على الحوار مع الحكومة الأفغانية».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل خمسة على الأقل من تنظيم «داعش» في غارات جوية قامت بها طائرات أميركية دون طيار في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان. وأشار بيان لفيلق سيلاب التابع للجيش الأفغاني في الولاية إلى أن قوات حلف شمال الأطلسي أغارت على مواقع لتنظيم «داعش» في منطقة خوكياني، وأن ثلاثة من المسلحين قُتِلوا في مديرية أشين، بينما قُتِل اثنان آخران في مديرية خوكياني.
وتشهد ولاية ننجرهار المحاذية للحدود مع باكستان اشتباكات شبه يومية بين مقاتلي «داعش» والقوات الحكومية، إضافة إلى اشتباكات أوسع بين القوات الحكومية وقوات «طالبان» في عدد من المديريات.
قد يهمك ايضَا:
سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء هجوم انتحاري وسط أفغانستان
مقتل 12 شخصًا في هجوم انتحاري على قاعدة وسط أفغانستان