مسقط-عمان اليوم
حظيت ولاية قريات كغيرها من ولايات السلطنة بالكثير من الإنجازات التنموية الشاملة للنهضة المباركة التي قاد مسيرتها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ على مدى خمسين عامًا من العطاء والإنجاز والتطور.
حيث شملت هذه الإنجازات مختلف القطاعات التي تخدم الولاية والأهالي والمقيمين والزائرين بمختلف أحيائها وقراها والتجمعات السكانية سعيًا لبناء المواطن ورفعة شأنه وتطوره ليُسهم في دفع مسيرة التقدم والتطور، ويشارك في بناء وطنه ومجتمعه.
وللتعرف على هذه الإنجازات التي حظيت بها الولاية خلال الخمسين عامًا للمسيرة الظافرة بقيادة السلطان الراحل ـ رحمه الله تعالى ـ كانت لنا اللقاءات الآتية..
مشاريع وخدمات
في البداية التقينا بسعادة الشيخ الدكتور يحيى بن سليمان الندابي والي قريات، حيث يقول: شهدت الولاية تطورًا كبيرًا في ظل العهد الميمون لجلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وتحقق لها العديد من الإنجازات الكبيرة التي أسهمت في نموها وشملت كافة مجالات الحياة العصرية، وأصبحت الولاية تنعم بمختلف الخدمات التي وفرتها أجهزة الدولة المختلفة، حيث نفذت فيها العديد من المشاريع من بينها طريق قريات ـ صور المزدوج الذي يُعد من الطرق الحيوية، حيث إنه يمر على العديد من القرى الساحلية بالولاية، وشارع قريات ـ العامرات المزدوج، وسد وادي ضيقة بقرية المزارع لتخزين المياه بدلًا من هدرها في البحر، وإنشاء محطة تحلية مياه البحر لتقوم بتزويد المساكن بالمياه عن طريق شبكة المياه الحديثة، كذلك تفضل جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ بمكرمة سامية ببناء 517 وحدة سكنية للمتضررين بالأنواء المناخية الاستثنائية في عام 2007م، كما تم خلال الفترة الماضية وضع حجر الأساس لمشروع قريات السياحي الذي سيرى النور خلال الفترة القادمة بإذن الله تعالى.
ويضيف: وفي المجال الصحي يقوم مستشفى قريات والمراكز الصحية التابعة له بتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين، حيث تتوافر بالمستشفى العيادات الصحية التي تعنى بمعالجة الأمراض ومكافحتها ورعاية الأم الحامل، ويضم المستشفى 50 سريرًا مزودًا بأحدث الأجهزة الطبية، كما يوجد أيضًا مجمعان صحيان؛ الأول في حي الظاهر، والثاني بقرية ساحل قريات، وأربعة مراكز صحية في قرى (المزارع ووادي العربيين وبمه وصياء) تقدم خدماتها للأهالي والمقيمين والزائرين لتلك القرى، وفي المجال البلدي تقدم المديرية العامة لبلدية مسقط بقريات خدماتها المتعددة في مجال النظافة والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى إقامة مشاريع تجميلية لإبراز جمال المدينة من خلال أعمال التشجير للمواقع العامة وإقامة المتنزهات والحدائق، حيث أُنجزت مشاريع متعددة شملت مختلف قرى الولاية من بينها رصف العديد من الطرق الداخلية وإضافة لمسات جمالية للمواقع السياحية، ومن بين المشاريع المنفذة أيضًا مشروع سوق قريات ضمن جهودها في إبراز وتجميل الولاية وإعادة الحياة التجارية النشطة والمكانة التاريخية لهذا السوق، حيث يضم السوق ما يقرب من 150 محلًّا تجاريًّا على مساحة 7610 أمتار مربعة، وروعي في تصميمه الطراز المعماري العماني ومتطلبات العصر. ويوضح سعادته: إن السوق يُعد من الأسواق التاريخية على مستوى السلطنة، حيث كان قديمًا له نشاط متميز ويخدم العديد من الولايات المجاورة، وإن إعادة بنائه سيكون إعادة لأمجاده العريقة، بالإضافة إلى تنشيط الحركة التجارية والتي تنمو بصورة ملحوظة من خلال الشركات والمصانع الجديدة. ويبين سعادته: إن مركز التنمية الزراعية يسهم إسهامًا كبيرًا في تشجيع المزارعين ومربي الثروة الحيوانية على الاهتمام بهذا القطاع من خلال برامجه المتعددة وتقديمه الدعم اللازم للنهوض بهذه الثروة وتنميتها ومعالجة الآفات الزراعية، وإجراء الرش الجوي ومحاولة القضاء على المرض الذي أصاب أشجار المانجو بشكل خاص وباقي الأشجار بشكل عام، ومن بين المشاريع الكبيرة التي تحققت بالولاية في ظل النهضة المباركة ميناء الصيد البحري الذي أسهم في تنمية الثروة السمكية من خلال الخدمات التي يقدمها للصيادين، كما أن المشاريع الخدمية التي يديرها القطاع الخاص والموجودة في الميناء لها دور متميز في تشجيع الصيادين للحفاظ على مهنة الصيد، والتي تتنامى بصورة ملحوظة لدى الأهالي خاصة، وأن الولاية تطل على شريط ساحلي غني بالثروة السمكية ذات الجودة العالية، فالولاية ذات شهرة واسعة في تصدير الأسماك إلى مختلف دول العالم منذ قديم الزمان، والأهالي لا يزالون يحافظون على هذه المهنة بل إن هناك إقبالًا ملحوظًا من قبل الشباب على ممارسة هذه المهنة لما لها من عائد اقتصادي هام يعود بالنفع عليهم والوطن.
ويقول سعادة الشيخ حارث بن شماس البطاشي عضو مجلس الشورى بولاية قريات: إن مسيرة الشورى التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ والتي استهلت منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي بدءًا بالمجلس الاستشاري للدولة، ثم تطورت هذه المسيرة بإنشاء مجلس الشورى التي أعلن جلالته عنه في خطابه السامي في عام 1990م والذي بدأ مهامه في عام 1991م، وجاء لمواصلة نهج الشورى الذي أراده جلالته ـ طيب الله ثراه ـ إيمانًا منه بأهمية دور المواطن للمشاركة في مسيرة البناء والتقدم لوطنه، ولتوسيع مشاركته في مسيرة الشورى، والتي بفضل من الله تعالى وبتوجيهاته السديدة المستمرة أثبتت تجربة الشورى في السلطنة وعي المواطن بأهميتها لما تُسهم به في رفعة الوطن وازدهاره، وشهد مجلس الشورى منذ قيامه تطورات مستمرة أبرزها توسيع قاعدة المشاركة وانتخاب رئيسه من بين أعضائه وحضور لافت للمرأة التي أثبتت جدارتها بمشاركتها في هذه التجربة، وبإذن الله تعالى سنكون أوفياء في إثراء نهج الشورى بما يعود بالنفع للوطن والمواطن، وندعو الله تعالى لجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يوفق حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لمواصلة مسيرة البناء والتقدم والازدهار للوطن وللمواطن، وأن يحفظ وطننا العزيز وشعبه.
ويقول سليم بن راشد البوصافي عضو المجلس البلدي: رحل أب الجميع، وترك خلفه شعبا قويا تم تحصينه وتأهيله للقيام بأدواره (حاضرًا ومستقبلًا) ودعنا باني عمان الحديثة ـ رحمة الله عليه ـ غارسًا فينا الهمم العالية التي لا تستكين والقادرة على مواصلة الحياة بكل عزيمة واقتدار وكما أحبها ورسمها لنا مؤسس نهضتنا وبانيها، وإن شاء الله تعالى ماضون على الوعد والعهد وتكملة المسيرة خلف سلطاننا الجديد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ومكملين المسيرة الظافرة وبكل خططها التنموية، وفي شتى المجالات الخدمية كالطرق وخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والخدمات الصحية كالمستشفيات والمراكز الصحية وخدمات التعليم التي تغطي جميع مراحل التعليم من الأساسي حتى ما بعد الجامعي والدراسات العليا، وللإسهاب أكثر عن الخدمات العامة كالطرق مثلًا فإنها ـ ولله الحمد ـ تعد من بين أفضل الطرق على مستوى العالم، وكذلك خدمات الكهرباء والمياه تصل للجميع وأينما وصلت عجلة التنمية بالسهل والجبل وعلى امتداد هذه الأرض المعطاء الطيبة، رحم الله جلالة السلطان المؤسس والذي أفنى عمره لأبنائه ووطنه وجعل عُمان دولة عصرية ومفخرة وفي زمن قياسي، راجين من الله تعالى التوفيق لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أن يكون خير خلف لخير سلف.
ويقول المهندس خالد بن حمد الهدابي مدير دائرة التنمية السمكية بقريات: قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية بوضع حجر الأساس لإنشاء ميناء الصيد البحري بالولاية في عام 1995م واستغرق الإنشاء لمدة سنة كاملة، وفي العام 1996م تم افتتاح الميناء، كما بدأ التشغيل الفعلي في عام 1997م، حيث يضم العديد من المرافق الخدمية التي تخدم الصيادين وناقلي الثروات المائية الحية والمرتادين والزوار للميناء وتتمثل هذه المرافق في وجود ورشة لتصليح محركات قوارب الصيد وورشة لإصلاح قوارب الصيد، ومصلى وسوق للأسماك مقسم إلى صالتين، الأولى للعرض والمناداة، والثانية للتقطيع ومكتب للدلالة لتسويق الثروات المائية الحية، ومصنع لإنتاج الثلج، ومخزن تبريد لحفظ أسماك الصيادين، وموقع لتصليح شباك ومعدات الصيد، وثمانية محلات تجارية لممارسة الأنشطة المرتبطة بالقطاع السمكي، ومحطة تعبئة وقود ومطعم ومقهى، كذلك يضم الميناء مشروع الاستزراع السمكي المستثمر من قبل القطاع الخاص.
ويضيف الهدابي: تم إنشاء ثماني مظلات في قرى (الساحل ودغمر وضباب وبمه وفنس) لخدمة الصيادين، ومصنع للثلج بقرية بمه ومخازن للصيادين لحفظ معدات وأدوات الصيد بها، كذلك تقوم الوزارة بتقديم الدعم للصيادين، حيث تم استبدال القوارب الخشبية بقوارب فيبرجلاس من 16 قدمًا و18 قدمًا إلى 32 قدمًا، وبمحركات تراوحت ما بين 40 حصانًا إلى 250 حصانًا بدلًا عن السابقة التي تراوحت من 15 حصانًا إلى 30 حصانًا، ومجهزة بكافة المعدات حتى يتمكن الصيادون من الوصول إلى مسافات بعيدة، وحقيبة معدات السلامة البحرية التي تتضمن سترة نجاة وصندوق إسعافات أولية، وبطانية إطفاء الحريق، ومصباحا عازلا للماء، ومطفأة حريق، ومجدافا، وجهاز جي سي بي، ومعدات خاصة بالصيانة، وشعلة إنارة للتنبيه، وسكين غوص.
ويبيّن مبارك بن محمد البطاشي مدير مكتب الإشراف التربوي بقريات قائلًا: أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ جلَّ اهتمامه بالتعليم ماديًّا ومعنويًّا، وجسد هذا الاهتمام في جعل الحركة التعليمية في السلطنة في تقدم ورقي في مختلف المجالات التربوية والعلمية، ومع كل مرحلة من مراحل النهضة الحديثة يشهد التعليم تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، ويقابله مخرجات تعليمية قادرة على مواصلة التعليم في محاضن الجامعات والكليات، ومحصنة بالقيم والمبادئ العمانية الأصيلة، وهذا التمكن أضاف لبنات من التطور التربوي والتعليمي، حيث نالت ولاية قريات نصيبًا متجددًا من الاهتمام في مجال التعليم، فكانت بداية النهضة بعدد بسيط من المدارس إلى أن أصبح عدد المدارس 23 مدرسة موزعة في مختلف القرى، يقابلها توفير الكادر البشري الإداري والتربوي المتمكن من أداء رسالة التعليم، وفي ظل النهضة العمانية ومواكبةً لما تحقق من بنية تعليمية سخرت الجهود من قبل المعنيين بأمور التعليم على مستوى الولاية في دعم البرامج التعليمية والخطط المدرسية الناهضة بتطور العمل التربوي ورفع المستوى التحصيلي، بحيث تكون متناغمة مع الرؤية المستقبلية لتطوير التعليم بالسلطنة بجانب تلك الجهود، فإنّ المكتب يحرص على توفير المناخ المدرسي المناسب وجعل البيئات التعليمية بمدارس الولاية بيئات جاذبة للتعليم والتعلم من خلال توفير الخدمات التعليمية اللازمة، وتحديث المختبرات العلمية، ومراكز مصادر التعلم، والمختبرات الحاسوبية، كما احتلت التقنية الحديثة في مجال التعليم حيزًا واسعًا وأصبحت مدارس الولاية تستخدم وتوظف التقانة بوسائطها المتعددة في الأعمال الإدارية والتعليمية رغم تباعد مساحتها وطبيعة تضاريسها الجبلية، سعيًا للنهوض بالمستوى التعليمي وتقديم أفضل الخدمات التعليمية لبناء الإنسان العماني الواعي والواثق بقدراته والقادر على التكيف مع متطلبات العصر.
وتقول مريم بنت علي الفورا مشرفة جمعية رعاية الأطفال المعوقين بمركز قريات: يعد مركز قريات ضمن مراكز جمعية رعاية الأطفال المعوقين بمحافظة مسقط، وتم افتتاحه عام 1992م، حيث ضمَّ المركز في بدايته ما يقارب 75 طفلًا من جميع الإعاقات المختلفة وهي:(الصم، الإعاقة العقلية، متلازمة داون، الشلل، المكفوفون، الإعاقات المزدوجة)، وكان العمل في ذاك الوقت عملا تطوعيا دون مقابل، وكنا نذهب بالأطفال إلى مسقط لتلقي التدريب بما يتناسب مع كل إعاقة لمدة يومين في الأسبوع، ومع التدريب المكثف قامت الجمعية بمسقط بتوفير مواصلات للمتطوعات والأطفال لنقلهم من وإلى المركز، كذلك تم تدريب الأمهات على كيفية التعامل مع الطفل المعوق في المنزل ـ ولله الحمد والشكر ـ تم الاستفادة من هذه التدريبات من قبل الجميع، وبعد مرور سنوات تم فصل كل إعاقة على حدة، وإرسال مجموعة من الأطفال للدراسة في بلدان مختلفة من دول الخليج مثل:(الإمارات والكويت) وكذلك الأردن، وبعد التخرج تم إلحاقهم بوظائف في القطاعين العام والخاص.
وتضيف الفورا: تم في عام 2001م الانتقال إلى المبنى الجديد الذي يحتوي على ستة فصول دراسية، وأربع غرف للعلاج الطبيعي وللمهارات الحياتية وللمهارات الفردية وللتدريب المهني، مع توفير أخصائيين وتغدية ومواصلات تخدم جميع قُرى الولاية، حيث كان سابقًا حافلة واحدة والآن تم توفير أربع حافلات نقل، كما نقوم بتدريب الأطفال رياضيًّا وتهيئتهم جسديًّا للمشاركة في الأولمبيادات الوطنية وبرامج أُخرى كمشاركتهم ودمجهم مع طلبة المدارس، كما يقوم المركز بزيارات متعددة داخل وخارج الولاية، ويتم عمل حصص خاصة للأطفال من طلبة المدارس وتكون للنطق والتخاطب، وبالنسبة للكادر الوظيفي كانوا متطوعين وبفضل الله تعالى وجهود الحكومة بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ أصبحوا موظفين في المركز، سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ وطننا الغالي عمان تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
قد يهمك ايضًا:
جولة تعريفية جديدة بـ"جوائز عمان للسياحة" في شمال الشرقية.. والمخيمات تتنافس على التسجيل
الأمم المتحدة تحذر من اتساع رقعة أسراب الجراد في القارة الأفريقية